1230470
1230470
العرب والعالم

ترامب ينهي زيارته لليابان بالإشادة بالقوة العسكرية الأمريكية في الهادئ

28 مايو 2019
28 مايو 2019

متحديا الصين وكوريا الشمالية -

يوكوسوكا - كاناجاوا (اليابان) - سول - (أف ب): أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس زيارته إلى اليابان التي حظي خلالها بلقاء الإمبراطور ناروهيتو، وكانت محملة بالرسائل الهادفة إلى تأكيد الحضور الأمريكي في آسيا بمواجهة الصعود الصيني.

مشيدا بالقوة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ على متن سفينة حربية في قاعدة عسكرية أمريكية ومخاطبا نحو 800 عسكري أمريكي على متن مقاتلة «يو أس أس واسب» في قاعدة يوكوسوكا البحرية الأميركية

وقال ترامب إن هؤلاء العسكريين «هم أكثر المحاربين الأمريكيين إثارة للرعب في هذا الجانب من المحيط الهادئ».

وأكد ترامب أن ليس للولايات المتحدة النية في خسارة مركزها الريادي في العالم، مضيفا أنها «ستبقى الأولى إلى الأبد».

وأضاف «لدينا معدات وصواريخ وقذائف ودبابات وطائرات وسفن، لا أحد في العالم كله يستطيع أن يبنيها كما نفعل نحن. إنهم حتى ليسوا قريبين من ذلك».

وجاءت كلمة ترامب بمناسبة «يوم الذكرى» الأمريكي الذي تحيي فيه الولايات المتحدة ذكرى الذين قتلوا في الحروب، لكن بدا أيضا أن هذه الكلمة كانت موجهة ضد الصين وكوريا الشمالية.

واستثمر ترامب جهودا دبلوماسية جمة لدفع النظام الكوري الشمالي إلى التخلي عن الأسلحة النووية، لكن نتائجها حتى الآن ضعيفة.

وقال ترامب للعسكريين الأمريكيين من بحارة وجنود بحرية وآخرين إنهم «يواجهون في هذه المنطقة تحديات أمنية ملحة بشجاعة لا مثيل لها».

وأضاف «تعرفون ما الذي أتكلم عنه».

وأكد ترامب أيضا أن قوات البحرية الأمريكية «تقوم بفخر بدوريات» في مياه المنطقة، وتراقب المناطق الساخنة مثل بحر الصين الجنوبي، حيث التوترات في تصاعد على خلفية التوسع البحري الصيني.

وفي وقت سابق، زار ترامب ناقلة المروحيات اليابانية «جي أس كاجا» برفقة رئيس الوزراء شينزو آبي.

وتحدث آبي عن «الأجواء الأمنية المتصاعدة في الخطورة» في المنطقة، مؤكدا أن «كاجا» قد عدّلت لتصبح قادرة على نقل طائرات حربية وليس فقط مروحيات.

وأوضح ترامب من جهته أن «كاجا» ستضمّ نسخة محدثة من مقاتلات اف-35 الأمريكية، التي ستشتري منها اليابان أعدادا أكثر من أي حليف آخر للولايات المتحدة.

وتابع الرئيس الأمريكي «بهذه المعدات الجديدة المذهلة، يمكن لجي أس كاجا أن تصبح قادرة على مساعدة بلادنا في مواجهة التهديدات المعقدة في المنطقة وأبعد منها».

وداعا للإمبراطور

ولم يتخلل زيارة ترامب التي بدأت السبت الماضي أي مضامين مهمة، فقد استهلها الرئيس الأمريكي بجولة جولف مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وتسليم الكأس إلى بطل مباراة سومو في طوكيو.

إلا أن الهدف الأساسي منها كان الاحتفاء بالحلف بين البلدين، أما من وجهة نظر اليابان، فكانت النقطة الأبرز إثارة إعجاب الرئيس الأميركي قبل مفاوضات حاسمة حول المطالب الأميركية بفتح اليابان لأسواقها.

وبدا أن اليابان نجحت في خطتها تلك، مع إعلان ترامب أن المفاوضات حول التجارة لن تبدأ قبل أن تنتهي اليابان من انتخابات مجلس الشيوخ الياباني المقررة في يوليو القادم.

وأبرز محطات الزيارة كانت لقاء ترامب بالإمبراطور الجديد ناروهيتو الذي اعتلى العرش قبل ثلاثة أسابيع فقط، خلفا لوالده الذي تخلى عن العرش ليكون أول إمبراطور يقوم بذلك منذ مئتي عام.

ولن يلتقي قادة العالم الآخرين بالإمبراطور الجديد قبل المراسم الاحتفالية الكبرى في أكتوبر المقبل.

والتقى ترامب وزوجته ميلانيا بالإمبراطور في قصره صباح أمس الأول الاثنين، ثم على مأدبة طعام بعد الظهر تخللتها ست وجبات، من بينها وجبة ترامب المفضلة المؤلفة من لحم البقر، وطبق تحلية «جبل فوجي الجليدي».

ورفع الإمبراطور وترامب النخب تحيةً لصداقة بلديهما، واستخدم ترامب بعض الكلمات بلغة البلد المضيف، مقتبسا من قصيدة يابانية قديمة.

وودع ترامب وزوجته الثنائي الملكي الياباني أمس قبل مغادرتهما طوكيو.

ووصف البيت الأبيض تلك المحطة الأخيرة بأنها «زيارة الوداع» من دون أن يعطي تفاصيل حول مجراها.

وعلى الرغم من أن زيارة اليابان جاءت لاستعراض الصداقة بين البلدين، إلا أن بعض المواقف الغريبة قد تخللتها، مع مناقضة ترامب مثلا لمضيفه آبي وحتى بعض مستشاريه حول كوريا الشمالية.

وأكد ترامب أنه لا يعتبر اختبارات كوريا الشمالية الأخيرة لصواريخ قصيرة المدى خرقا لقرارات الأمم المتحدة، كما رأى أنها لا تمثل تهديدا.

وقال عن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون «يرى مستشاريي أنها (الاختبارات) كانت خرقا...أنا أرى أنها محاولة من رجل ربما يريد لفت الانتباه». وأشاد من جديد بكيم، ووصفه بانه «ذكي جدا».

على صعيد آخر قال مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس إن على كوريا الشمالية وضع إطار عمل قانوني للتجار الذين يشترون ويبيعون السلع الأساسية مثل الأغذية والملابس، لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان في ذاك البلد.

وتقدر جماعات ناشطة في حقوق الإنسان أن نحو ثلاثة أرباع سكان كوريا الشمالية يعتمدون على نشاط القطاع الخاص للبقاء على قيد الحياة منذ انهيار نظام التوزيع العام الذي وضعته الحكومة في منتصف التسعينيات.

ولكن ورغم اتساعه إلا أن نشاط السوق يظل «منطقة رمادية من الناحية القانونية» في كوريا الشمالية «ومصدرا لمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان»، بحسب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.

وقال المكتب في تقرير إنه في كوريا الشمالية «يواجه الناس نظام توزيع عام فاشلا وقطاعا غير رسمي غير آمن يتعرضون من خلاله للاضطهاد والفساد».

وجاء في وثيقة المكتب المستندة إلى مقابلات مع 214 كوريا شماليا، أن بيونج يانج فشلت في وضع قوانين تنظم مساعي السكان للتزود بالأغذية والملابس خارج إطار نظام التوزيع العام، رغم أنه كان الوسيلة الوحيدة لتأمين احتياجاتهم اليومية.

وصرح المنشق الكوري الشمالي جو تشان-يانج الذي كان يبيع السلع الأجنبية في السوق السوداء قبل أن يفر من بلاده في 2010 «هناك سبب واحد يجعل الكوريين الشماليين ينخرطون في نشاط السوق وهو تأمين الطعام». وفي جنيف وصفت البعثة الدبلوماسية الكورية الشمالية في الأمم المتحدة التقرير بأنه «مجرد خيال».

وقالت «هذه التقارير لا تعدو أن تكون ملفقة.. لأنها دائما تستند إلى شهادات «منشقين» يقدمون معلومات ملفقة لكسب عيشهم أو أنهم يُكرهون على الإدلاء بتلك التصريحات».

وقال المسؤول في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة دانيال كولينج إن عدم وجود وضوح قانوني للنشاطات التجارية يعني أن الكوريين الشماليين المشاركين في نشاطات السوق يواجهون خطر اعتقالهم واحتجازهم من قبل السلطات.

وأضاف «الأمور التي يتطلبها نشاط السوق تشمل إجراء المكالمات الهاتفية الدولية والسفر عبر البلاد وخارجها وهو الأمر الذي تجرمه السلطات».

وأشار إلى أن «هذا التهديد بالاعتقال التعسفي والتبعات القاسية المترتبة عليه تمنح المسؤولين الحكوميين وسائل قوية للحصول على الرشى من السكان الضعفاء».

وأكد أن الفساد «منتشر بشكل كبير» في كوريا الشمالية، لدرجة أن المستعدين والقادرين على دفع الرشاوى هم وحدهم الذين يمكنهم تأمين مستوى معيشي كاف.

مستوى معيشة السكان

قال التقرير إن على بيونج يانج «القيام بإصلاحات قانونية ومؤسسية كبيرة».

وتقول كوريا الشمالية إنها تحمي حقوق الإنسان وتحسّن من مستوى معيشة السكان.

ويعاني هذا البلد المعزول من العديد من العقوبات بسبب برامجه النووية والبالستية. ويجد صعوبة في توفير الغذاء لسكانه وسجل العام الماضي أسوأ موسم حصاد منذ أكثر من عقد.

ومنذ عقود يدين المجتمع الدولي بيونج يانج شكل مستمر بسبب تركيز أولوياتها على الجيش والأسلحة النووية بدلا من توفير العيش الجيد لسكانها، وهو ما يقول البعض إن برنامج الغذاء العالمي يشجع عليه.

وخلال العام الماضي قام زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون بالعديد من النشاطات الدبلوماسية ومن بينها عقد ثلاث قمم مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان، كما عقد لقاءين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

إلا أنه لم يتم التطرق لقضية انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية خلال تلك الاجتماعات، بل ان ترامب تفاخر بعلاقته المميزة مع زعيم كوريا الشمالية.

وقال مورتون هالبيرن المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية أمس «يجب ألا نقول عن أشخاص يديرون أنظمة ذات سجلات فظيعة في حقوق الإنسان إنهم أصدقاؤنا المقربون وأشخاص رائعون».

وصرح للصحفيين في سيول «ما يجب أن نقوله هو أنه شخص يمكن أن نعمل معه لخفض خطر اندلاع حرب نووية.. ولكن يجب أن نفعل ذلك بطريقة تجعل من الواضح أننا نفهم كم هو شخص شرير».

وقبل قمته مع زعيم كوريا الشمالية في هانوي في فبراير الماضي، طرح دونالد ترامب مرارا احتمال أن تصبح كوريا الشمالية قوة اقتصادية في حال تخليها عن ترسانتها النووية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في تلك القمة.