1230172
1230172
المنوعات

برنامج «مداد» القليل الكثير من التاريخ والتراث

28 مايو 2019
28 مايو 2019

في دقائق معدودة:-

كتبت: بشاير السليمية -

يقلب برنامج «مداد» منذ الأول من شهر رمضان صفحات الإرث العماني من أجل رسالة التعريف به والحفاظ عليه، وتتنوع حلقات البرنامج التي تبث على القناة العامة لتلفزيون سلطنة عمان في الساعة السابعة والربع مساءً، والذي يسلط الضوء على مجالات المصحف الشريف، ومخطوطات متنوعة في علوم الحديث، والتفسير ومخطوطات أخرى في علوم الفقه والآداب والتاريخ والطب وعلم الفلك والبحار والكيمياء ونظام الأفلاج، حيث يستضيف البرنامج في كل حلقة باحثا من ولايات مختلفة.

ويمتد البرنامج الذي أعده صالح الزكواني وأخرجته مزنة المسافر وقرأ تعليقاته المسجلة أحمد الكلباني، يمتد لسبع دقائق ثرية تتخللها مشاهد تصويرية، وبالنسبة لبرنامج يقدم معلومات تاريخية تبدو المدة المحدودة بسبع دقائق سلاحا ذا حدين، وهذا ما سألناه صالح الزكواني حين التقينا به.

7 دقائق فقط

ونظرا لاعتبارات منها قالب البرنامج وازدحام الشاشة في رمضان ببرامج متنوعة بحيث لا توجد المساحة الزمنية الكافية للتطويل، يضيف الزكواني: «بالفعل الوقت القصير جدا تحدٍ يواجه المعد والمخرج في آن، إذ كيف يوازن بين عرض مادة وافية غنية عن كل كتاب من الكتب المستهدفة، خاصة أن بعضها ذات أجزاء تتعدى التسعين جزءا كـ«قاموس الشريعة»، وهناك أيضا بيان الشرع، وغيرهما مما يعد كل منها موسوعة في مجاله».

وأضاف: «مع ذلك حاولنا تكثيف المعلومة، وتوجيه كلام المتحدثين والباحثين نحو نقاط بعينها، بحيث لا يتوسعون خارجها مراعاة للوقت وتركيزا على المعلومة المتوخاة ، كما أن الأسئلة كانت تلقى على كل باحث حسب الموضوع، بحيث تحيط بالمعلومات المطلوبة وفي تركيز شديد بعيدا عن اﻹسهاب مراعاة لمدة البرنامج، وإلا فالباحثون بما يمتلكونه من ثراء معرفي يمكنهم الحديث مطولا، من جانب آخر كان تركيز التصوير بما يخدم كل حلقة، رغم أن الجهد الذي بذل في الإعداد والتصوير كان كبيرا وكافيا ﻹنتاج حلقات بمدد أطول».

التراث الثري وخدمته

وحول مدى إسهام مثل هذه البرامج التلفزيونية في خدمة التراث والتاريخ العماني قال الزكواني: «هذه النوعية من البرنامج تسلط الضوء على تراث ثري من مؤلفات العلماء والباحثين العمانيين عبر عصور متعاقبة وحقب مختلفة منذ قرون خلت، وقد تعرض لكثير منها باحثون بالتحقيق والحفظ، فكانت معينا لا ينضب ﻷجيال مختلفة كل في مجال، وكان لزاما أن يتم تسليط الضوء عليها ﻷجيال ربما لم يطلع كثير منها على هذه الموسوعات وأمهات الكتب ، وحاولت مخرجة البرنامج مزنة المسافر ومعها الطاقم المتميز من مصورين وفني صوت وفني إضاءة إخراج البرنامج بصورة ملفتة ومقبولة لطيف واسع من المشاهدين، خدمة لهذا الثراء المعرفي العماني العريق والمتجدد».

رحلة «مداد»

وحول رحلة العمل على البرنامج إعدادا وإنتاجا وإخراجا تقول مزنة المسافر: «مداد برنامج تلفزيوني عملنا عليه في التلفزيون لمدة شهر ونصف. كان اختيار المواضيع والكتب أول ما بدأنا فيه حيث اختار صالح الزكواني قائمة من الكتب العمانية. اقتضى العمل من فريق التصوير يوسف السيباني، الإضاءة طالب الحديدي، الصوت: عبدالحسين العجمي وإدارة الإنتاج: انتصار الصوافية، العمل بشكل متواصل على إعداد المادة التمثيلية والتوثيقية».

وأضافت: «قمنا بزيارة أغلب مناطق السلطنة ومحافظاتها. مرحلة ما بعد الإنتاج شكلت تحديا بالنسبة لنا لأن حجم التصوير لابد أن يختزل ويتقلص لسبع دقائق علي المعمري وحميد البريكي وخالد المسافر تولوا موضوع المنتجة والميكسجة، وكنت محظوظة لوجود فريق عمل مذهل وصبور تحمل التعب والجو الحار خصوصا أننا بدأنا مرحلة التصوير في منتصف مارس».

واختتمت قولها: «الإخراج مدرسة وطريقة ولون، وأحببنا أن نركز على العمانيين بجميع فئاتهم، وسعينا أن تكون المعلومة سلسة وواضحة، فعمان جميلة وتستحق صورا جميلة عنها، صورا تتحدث عن أناسها وعما يحبون وكيف يعيشون، ولا بد أن يركز هذا الجمال على الناس، والمهم أن نرى الاختلاف في بلادنا ونحترمه، ونتعرف على تاريخنا وندافع عنه لأنه محط أنظار الكثيرين، ولا بد أن نعي أهمية الدفاع عنه في العمل الفني وفي حياتنا اليومية».

وكان البرنامج قد استعرض في حلقات ماضية شخصيات وأعلام وأضاء كتبا ألَفوها، منهم: سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري وعمر بن ساعد بن مسعود المنذري، وحمد بن عبيد السليمي، وحميد بن محمد ابن الرزيق، والإمام نور الدين السالمي، ومما يخص نظام الأفلام استعرض البرنامج «النسخة» -السجل المعني بالفلج-