1229165
1229165
روضة الصائم

بدر العوفي: «المستهلك».. يجب أن يكون القوة القادرة على تعديل الأسعار

28 مايو 2019
28 مايو 2019

أصبح هو الطرف الأضعف أمام العروض والتسهيلات المختلفة -

توجيه الادخارات للاستثمار يعزز دخل الأسرة ويحقق أهدافها البعيدة المدى -

حــاوره: سالم بن حمدان الحسيني -

نود التأكيد على ضرورة ترسيخ مبدأ الادخار لدى الأسر، الذي من خلاله يمكنها استثمار المدخرات والحصول على عوائد تساعدها على توفير المتطلبات وتحقيق نوع من الرفاهية والوصول بسرعة إلى الأهداف المحددة.. ذلك ما أوضحه المستشار الاقتصادي بدر بن سيف العوفي، مؤكدًا أن كل مؤسسة تجارية ربحية تسعى إلى توسيع وزيادة حجم مبيعاتها بمختلف الصور والعروض والإغراءات ولكن يبقى أن تدرك الأسرة كمستهلك أنها هي القوة الأساسية في دوران عجلة الاقتصاد والقادرة على تعديل مستوى الأسعار عند المغالاة والمبالغة فيها مبينا أن المستهلك أصبح هو الطرف الأضعف نتيجة الانجرار وراء مختلف العروض خاصة التي تتضمن تسهيلات في الدفع مثل التقسيط أو الاستدانة من خلال البطاقات الائتمانية وهو ما يوقع الفرد في دوامة القروض التي يصعب التخلص منها.. المزيد من التفاصيل نقرأه في حوارنا التالي معه:

ما هو مفهوم الإدارة المالية للأسرة؟

بداية لنبدأ بمفهوم الأسرة وهي وحدة وجزء أساسي في المجتمع وهذه الأسرة لتتمكن من النجاح وتحقيق الاستقرار بمختلف أشكاله ولتكون جزء فاعل بإيجابية لابد ان تكون هناك إدارة رشيدة وحكيمة لجميع مناحي ومتطلبات هذه الأسرة، ومن ضمن هذه الإدارة الشاملة جزئية هامة جدا تغفل عنها كثير من الأسر وهي الإدارة المالية الأسرة والتي تعني تكييف دخل الأسرة لتوفير متطلباتها الضرورية بشكل أساسي ومن ثم المتطلبات الكمالية والترفيهية وبما لا يتعارض مع تحقيق أهدافها المستقبلية ويحقق لها الأمان المالي.

وكما هو معروف أن الدخل دائما يكون محدودا والمتطلبات بعكس ذلك فهي دائمًا بلا حدود فدور الإدارة المالية للأسرة تكييف هذا الدخل المحدود مع هذه المتطلبات غير المحدودة وتحديد الأولويات والأهداف مع العمل على زيادة الدخل وتنويعه لموائمة هذه المتطلبات بالإضافة إلى تحقيق الأهداف. وهنا نود التأكيد على ضرورة ترسيخ مبدأ الادخار لدى الأسر والذي من خلاله يمكن للأسرة استثمار المدخرات والحصول على عوائد تساعد على توفير تغطية المتطلبات وتحقيق نوع من الرفاهية والوصول بسرعة إلى الأهداف المحددة.

ما أهمية التخطيط المالي للأسرة في ظل الظروف التي تمر بها غالبية الأسر؟

لابد من تصحيح هنا وهو ان التخطيط المالية للأسرة لابد أن يكون أسلوب حياة للأسرة وليس مبنيا على ظروف معينة فالأسرة مثل الشركة التي تسعى لتحقيق هدف معين وواضح وكذلك الأسرة لابد أن تكون لها مجموعة من الأهداف الواضحة مع وضع برنامج زمني لتحقيق هذه الأهداف بناء على القدرات المالية الفعلية لها، وكل فرد من أفراد الأسرة هو شريك في كل تفاصيل ومتطلبات التخطيط المالية للأسرة.

لكن مع تغير الظروف الاقتصادية وتقلبها وكذلك احتمالية حدوث بعض الأمور الطارئة والخارجة عن الإرادة لابد أن تكون الخطة المالية للأسرة مرنة وقابلة للتعديل والتبديل تبعًا لهذه الظروف وهذه واحدة من أهم المميزات التي لابد من أن تكون لدى المسؤول عن الإدارة المالية للأسرة بحيث يستطيع التعامل مع هذه المتغيرات مع ضرورة إشراك الشركاء جميعًا وهم أفراد الأسرة لضمان نجاح الخطة وعدم خروجها عن مسارها باتجاه الأهداف المرسومة.

هل يمكنك توضيح بعض الخطوات لمساعدة الأسرة في إعداد ميزانيتها؟ وكيف يمكن الالتزام بها عمليا؟

إن قناعة الأسرة بأهمية التخطيط المالي وتنظيم ميزانيتها ورغبتها الصادقة في تطبيق ذلك هي الخطوة الأولى والأهم، وكما قال الله تعالى في الآية 11 من سورة الرعد: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وهذا هو العامل الأساسي في ضمان التزام الأسرة بالخطة المالية والميزانية المحددة، أما بالنسبة للخطوات العملية فيمكن تلخيصها في الآتي:

- تحديد وحصر إجمالي دخل الأسرة وكتابته في بند الدخل.

- تحديد متطلبات الأسرة الشهرية من خلال كتابة المصروفات مقسمة حسب نوع المصروف، كاستهلاك الغذاء ومصروف السيارات وأية التزامات شهرية مثل: أقساط البنوك أو شركات التمويل.

- تحديد الفائض في حالة كون الدخل أكبر من المصروفات والذي يجب أن يذهب إلى الادخار، وفي حالة العجز لابد من مراجعة المصروفات والتقليل منها لتحقيق الادخار.

- لمراجعة المصروفات لابد من مراجعة جميع المشتريات والالتزامات والتخلص من الالتزامات والمصاريف غير الضرورية لضمان تحقيق فائض والتوجه للادخار.

- تحديد الأهداف المالية للأسرة والتي على أساسها يتم وضع الخطة المالية لتحقيقها وهذه الأهداف لابد أن منطقية وواضحة وطموحة وقابلة للتحقيق وقابلة للقياس وليست أهداف عامة، مع اشتراك جميع الأفراد في تحديد هذه الأهداف ومناقشتها ومعرفة الغاية منها.

- أهمية توزيع الأدوار بين جميع أفراد الأسرة للمشاركة وتحمل المسؤولية مع تحديد المسؤول الأول عن متابعة الخطة المالية كل حسب مسؤولياته.

- ضرورة توحيد مصدر الصرف في الأسرة لضمان عدم تكرار المشتريات وتحديد الأولويات.

- ضرورة مراجعة المصروفات أولا بأول وذلك لتصحيح أية اختلالات أو أخطاء نتيجة لمشتريات.

- العمل على توجيه الادخارات للاستثمار بهدف تعزيز دخل الأسرة بما يمكنهم من تحقيق أهدافهم متوسطة وبعيدة المدى.

كيف يمكن مقاومة النزعة الاستهلاكية الخاطئة.. التي عادة ما تفوق احتياجات الأسرة؟

يمكن مقاومة النزعة الاستهلاكية بوضع برنامج عمل للخطة المالية والالتزام بها مع وجود أهداف واضحة ومهمة للأسرة، وهنا نؤكد على ضرورة أن يتعلم الفرد نقاط ضعفه التي من خلالها ينجح مصممو الإعلانات والمسوقون ويستطيع أن يسيطر عليها ويتحكم في نزعته الاستهلاكية، وهناك علم خاص يسمى علم سلوك المستهلك يتم دراسته من قبل مصممي الإعلانات والمسوقين بحيث يتمكنون من تسويق السلع والبضائع بمختلف أنواعها بناء على اختلاف المستهلكين وتوجهاتهم ومن المفارقات أن المستهلكين أنفسهم لا يهتمون بالاطلاع والقراءة عن سلوك المستهلك الأمر الذي سيساعدهم بشكل كبير في التغلب على النزعة الاستهلاكية غير المنطقية، ومن الأمور التي من الممكن أن تحد من ذلك كما ذكرت سابقا هو توحيد مصدر الصرف في الأسرة وبالتالي سيكون هناك تحكم في المشتريات وأضف على ذلك العمل الجماعي ضمن الأسرة لمقاومة هذه النزعة وتصحيح المسار الإنفاقي والاستهلاكي لجميع أفرادها.

هناك جهات جاذبة تقدم عروضًا للأسرة كالشراء بالتقسيط أو الاستدانة عن طريق بطاقات الائتمان البنكية تستنزف في كثير من الأحيان ميزانية الأسرة.. كيف تتعامل معها الأسرة بطريقة صحيحة من وجهة نظرك؟

هذا الأمر طبيعي أن تسعى كل مؤسسة تجارية ربحية إلى توسيع وزيادة حجم مبيعاتها بمختلف الصور والعروض والإغراءات المقدمة للمستهلك خاصة في ظل العالم المفتوح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات العالمية ولكن يبقى ان تدرك الأسرة كمستهلك أنها هي القوة الأساسية في دوران عجلة الاقتصاد والقادرة على تعديل مستوى الأسعار عند المغالاة والمبالغة فيها، ولكن للأسف اصبح المستهلك هو الطرف الأضعف نتيجة الانجرار وراء مختلف العروض خاصة التي تتضمن تسهيلات في الدفع مثل التقسيط أو الاستدانة من خلال البطاقات الائتمانية وهنا يقع الفرد في دوامة القروض التي يصعب عليه التخلص منها خاصة لمن ادمنوا التسوق والمشتريات الاستهلاكية.

وطريقة التعامل الأمثل بالابتعاد قدر الإمكان عن عروض الأقساط والاستدانة إلا للضرورة وليس لشراء الكماليات أو الأمور التي نستطيع أن نستغني عنها في الوقت الحالي وحتى حالات الضرورة لابد أن تكون مع وجود خطة وبرنامج زمني واضح ومحددة للسداد مع الالتزام الكامل بهذا البرنامج، وهنا على الأسرة أن تعمل بشكل جماعي لتصحيح أي مسار خاطئ باتجاه الاستدانة من خلال الشراء بالأقساط أو بالبطاقات الائتمانية؛ لأن هذا التوجه يخرج الأسرة عن تحقيق أهدافها ضمن الخطة المالية للأسرة.