المنوعات

لم يُصَلِّ عليهم أحد لخالد خليفة.. ثنائية الحب والحرب

27 مايو 2019
27 مايو 2019

بيروت «العمانية»: تدور أحداث رواية «لم يُصلِّ عليهم أحد» للكاتب السوري خالد خليفة، على تخوم مدينة حلب، حيث فاض في عام 1907 نهرٌ، جرف عمراً من الحياة الهانئة على ضفتيه، وابتلع مَن ماتوا، لكنه أيضاً سلب مَن بَقوا حيواتهم، فمن كان يهرب من قيود الدنيا وقع سجينَ الآخرة، من قلعة الملذات إلى دير الرهبان.

وفي الرواية الصادرة عن «هاشيت أنطوان/‏ نوفل»، يَظهر عاشق الأحصنة وقد لجمته ضروب الحياة وأخذ يحاول لملمة ما تبقّى ومَن تبقّى له. وشمس الصباح ذبلت في انتظار لمسةٍ لم تدنّسها إلّا بعد فوات الأوان، والعمة أمينة الحنونة أصبحت تحلم بتطبيق الحدّ والشريعة. هذه ليست سوى مصائر صغيرة ضمن مصيرٍ أكبر لمدينة عاشت فيضانات وزلازل ومجاعات، واستوعبت تحوّلات اجتماعية وسياسية ودينية عميقة، يرصدها خليفة في رواية ملحمية، مسكونة بثنائية الحب والموت.

تحفر الرواية في سرديّات المنطقة، وتقترح سرديّة جديدة ومختلفة لمدينة حلب في القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، عبر قصص متشابكة عن الحبّ الموؤود، والموت المحقّق عبر المجازر والطاعون والزلازل والكوليرا، ومفهوم الهويّة والانتماء وأسئلتهما. وهي تتعدى كونها رواية عن طفل مسيحي ناجٍ من مجزرة في «ماردين»، تربّيه عائلة مسلمة في حلب، لتجسّد ملحمة إنسانيّة عن الطوفان والقلق البشري، وعن وهم النجاة من هذا الطوفان والأوبئة، وعن ورطة الحياة بحدّ ذاتها.