المنوعات

هشاشة الورد لثابت مناصرة.. دعوة إلى التحرر

27 مايو 2019
27 مايو 2019

عمّان «العمانية»: يطلّ الكاتب ثابت مناصرة علينا برواية تتسم بالعفوية من حيث موضوعها، على أهميته، ومن حيث بنائها ولغتها وشخصياتها. وتتحدث الرواية التي تحمل عنوان «هشاشة الورد» عن شاب فلسطيني يعمل في مجال تصميم الأزياء، يتعرف بطريق الصدفة على طبيبة أسنان وتنشأ بينهما قصة حب، لكنها تنتهي كما ينتهي عمر الزهور الجميلة، إذ يضطر الشاب للسفر في إطار العمل، لينتهي المقام بحبيبته بالزواج.

تبدو الرواية في الظاهر قصة عادية تتكرر في كل مكان وزمان، لكن خلفيتها التاريخية والمكانية والثقافية والاجتماعية تعطيها بعداً آخر، تماماً كما هي قصة الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريته. فالبطل هو ابنُ هذا الشعب الرّازح تحت الاحتلال، والذي اكتسبت حياته قيمة خاصة، فحياة الفلسطينيّ تحت الاحتلال ليست مفصولة عن فعل الاحتلال ذاته. لهذا يحضر البعد الوطني والنضالي في الرواية، إذ يعمل البطل على تنظيم معرض يتيح للفنانين فرصة التعبير عن رفضهم للاحتلال، مما يقوده إلى السجن، والخضوع للتحقيقات والمضايقات.

وتكشف الرواية أن بعض قِيَم حياة المجتمع الفلاحي السلبية ما زالت حاضرة، فالبطلة ترضخ لرغبة أهلها بتزويجها رغم أنها كانت متعلقة بشخص آخر. لذلك انتهت هذه الشخصية بالموت، وهو موت فنّي أكثر منه موتاً طبيعياً، وهذا ما أراده الكاتب، أي أن يوصل رسالة من خلاله مفادها أن على الإنسان الفلسطيني أن يتحرر اجتماعياً كشرط أساسي للتحرر السياسي.

من أجواء الرواية: «أيّ عودة هذه إلى فلسطين، دون أن يهتم له أحد عند دخوله إلى الحدود، ودون أن يُلقي نظرة إلى شرفة الحافلة؟ هذه المرة مختلفة عن بقية المرات، لم تتضح لديه أيّ صور، ضائع بين الدمع والحزن يغرق بين حين وآخر بين مجيئه وعودته.. ماذا جنى من هذه الغربة سوى إتلاف روح عانقت الثرى من أجله، وطن بات ينتظر سكان الأرض بلهفة كأمطار متفرقة هطلت بعد انحباسها من عام لعام، أفسدتها أشعة شمس ساطعة كصيف حارق لم يرحم حقلَ قمح لم تنضج سنابلة بعد.. أيّ عضّ على الندم أمام حزن الوطن علينا، لم نجْنِ من الغربة سوى الوقت الباهظ الذي أفنيناه بعيداً عنه، عن كل لحظة تركنا فيها الأرض».