عبدالله الخليلي شاعر منظم ورصين وهو مع أحمد شوقي في قامة شعرية واحدة

الشاعر هلال بن محمد البهلاني لـ«عمان» الثقافي:-

نزوى - مكتب «عمان»:-

يعد الشاعر هلال بن محمد البهلاني من أبرز الأصوات الشعرية التي خرجت من إزكي، بدأ بكتابة القصيدة العمودية منذ تلقي الثقافة والمعرفة في المراحل التعليمية، التي انتهت به طالبا في معهد القضاء والوعظ والإرشاد التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بين عامي 1991م - 1992م، لكنه لم يكمل دراسته فيه، فبعد مضي عامين من التعليم فيه خرج باحثا عن عمل، وكانت وظيفة إمام المسجد هي الأنسب لطالب درس علوم الشريعة، كما كان حفظه للقرآن الكريم حافزا له ليصلي بالناس إماما في مسجد الفقرية بمنطقة اليمن بولاية إزكي، وقد حفظ القرآن الكريم كاملا في عام 1997م.

بدأ الشاعر هلال بن محمد البهلاني في كتابة القصيدة العمودية في عام 1988م، مشاركا بها في مسابقة على مستوى دول الخليج، فذهبت قصيدته إلى المسابقة ولم تصل إليه النتيجة بعد ذلك، سوى أنه نشرها في صفحات جريدة عمان، مطلعها: «ما للشكائم تشتكي».

يقول هلال بن محمد البهلاني في حوار مع عمان الثقافي: إن دراسته في معهد القضاء والوعظ والإرشاد، كان حافزا له على كتابة الشعر، فقد تأججت قريحته الشعرية مع وجود مجموعة من طلاب المعهد الأدباء، أمثال صالح البوسعيدي وعبدالله الرويشدي وحسن الريامي، والذين أصبح لهم شأن أكاديمي وثقافي بعد ذلك.

يقول البهلاني: في بداياتي قرأت قصائد المعلقات بشرح الزوزني، وقرأت كثيرا ديوان وحي العبقرية لأمير البيان عبدالله الخليلي، وديوان الشوقيات لأمير الشعراء أحمد شوقي، ومن لغة كلا الأميرين غذيت قاموسي اللغوي. وما يزال الشاعران في صدارة من أقرأ لهم.

ويتحدث بامتنان عن مكتبة أخيه الراحل ناصر البهلاني، الذي سانده في بدايات مشواره الأدبي، بقراءة الكتب المتوفرة في مكتبته، مثل ديوان أبي مسلم، وإعراب سور من القرآن الكريم، وبعض القصص الشعبية العربية.

ويقول البهلاني أيضا: ذهبت إلى وادي محرم في عام 1987م في رحلة تعليمية، وهو الوادي الذي خرج منه أبو مسلم البهلاني، فحصلت من هناك على القصيدة النونية لأبي مسلم، وعكفت على حفظها، وحفظت جزءا كبيرا منها، وكان يروق لي أن أجلس في وادي حلفين لحفظ أبيات النونية.

ويضيف البهلاني: لقد وجدت في الشيخ عبدالله الخليلي من خلال ديوانه وحي العبقرية شاعرا منظما ورصينا مثل أحمد شوقي، وكلاهما في قامة شعرية واحدة.

ويضيف أيضا: إن ديوان الشوقيات حري بكل أديب أن يقرأه، فأنا مولع جدا بشعر أحمد شوقي، كما أني استفدت كثيرا من كتاب جواهر الأدب للسيد أحمد الهاشمي.

وفي مكتبتي المنزلية تتوفر حاليا الكثير من الكتب، من بينها: تفسير الزمخشري، وهذا كتاب بلاغي بامتياز، وحري بكل أديب أن يقرأه، لما فيه من فوائد في علم البلاغة، كما تتوفر مجموعة من الكتب الأدبية كشرح ديوان أبي تمام، وديوان البحتري، وديوان المتنبي، وديوان معروف الرصافي الذي تتوفر لي منه أكثر من طبعة، كما تتوفر لدي نسخة من ديوان الحماسة لأبي تمام، وحماسة البحتري، وديون أبي نواس، والموسوعة الشوقية الكاملة.

أما الشاعر الذي يتمثله في مخيلته باستمرار فهو أبو مسلم البهلاني وأحمد شوقي، ويرى أن القصيدة النهروانية هي في صدارة قصائد أبو مسلم، يقول البهلاني: إنه يقرأ الشعر العمودي باستمرار، ولا يمر عليه يوم دون أن يقرأ فيه قصيدة عمودية لأحد الشعراء الكبار. ويرى أن الشعر الحر لا يروق له، ومع ذلك حاول كتابة الشعر الحر، ونشرها في صحيفة عمان.

أما عن رأيه في التجربة الشعرية العمانية فيقول البهلاني: إن هذه التجربة تألقت بشعر عبدالله الخليلي، لذلك يدعو الأدباء الشباب إلى الاحتذاء والاقتداء به، وقراءة شعره ودراسته. صدر للشاعر هلال بن محمد البهلاني ستة دواوين شعرية، وهي: وشاح المجد صدر في عام 2006م، وضياء الفلق صدر في عام 2012م، ونفحة من الشعر صدر في عام 2012م.

وله أيضا: تاج الأدب في مدائح مليك العرب صدر في عام 2016م، وروائع البيان في مدح جلالة السلطان، صدر في عام 2015م، وديوان ألق الفجر 2019، وكل هذه الدواوين صدرت على حسابه الخاص، سوى ألق الفجر الذي صدر بدعم من الدكتور أحمد الرواحي رئيس جامعة نزوى، ويضم مجموعة من القصائد في شتى الأغراض، ففيه الوطنية والقومية وغيرها، كما جمع فيه بين قديم شعره وجديده، وفيه أول ما قاله من شعر، وآخر ما قاله، ويستعد البهلاني حاليا لإصدار ديونا جديدا بعنوان: صدى السنين.

ويتحدث البهلاني بأسف عن مجموعة من قصائده ضاعت منه، بعضها نشرت في الصحف، وبعضها تبددت بين يدي أصدقائه، ولم يحتفظ منها بنسخة. ويدعو الشاعر إلى دعم الشعراء والكتاب ومساندتهم، والوقوف معهم لتحقيق أحلامهم في الحياة، بطباعة أعمالهم، حتى يبدعوا أكثر، كما يدعو إلى زيادة الجرعة التعليمية من الأدب العماني في المناهج التعليمية. ودراسة الأدب العماني، والتعريف به، حتى يصبح الشعراء والأدباء ضمن مشاهير الأدباء العرب.