54554
54554
المنوعات

كتابٌ يوثّقُ أعمال الملتقى الدولي للتواصل الحضاري بين عُمان والجزائر

27 مايو 2019
27 مايو 2019

الجزائر «العمانية»: إيماناً منهما بضرورة توثيق الجهود المبذولة في سبيل إثراء العلاقات التاريخية العميقة التي تربط بين الجزائر وسلطنة عُمان، قامت جمعية التراث (الجزائر)، ونادي نزوى (سلطنة عُمان)، بإصدار كتاب «الجزائر وعُمان»، ضمّ الفعاليات والنشاطات الثقافية والفكرية والسياحية التي تخلّلت أعمال الملتقى الدولي الأول حول التواصل الحضاري الجزائري العُماني، الذي احتضنته المكتبة الوطنية بالجزائر، في الفترة 14-20 مايو 2017.

ويُعدُّ الكتاب وثيقةً تأريخيّة لذلك الحدث الذي جمع نخبة من مثقفي وشعراء البلدين، حيث ارتأى المشرفون على إصداره، إدراج كلّ صغيرة وكبيرة شهدها الملتقى، بداية من البرنامج المسطّر لهذا النشاط الثقافي والعلمي، مروراً بكلمة د.محمد بن قاسم ناصر بوحجام رئيس جمعية التراث، التي ألقاها في الافتتاح متناولاً الظروف التي بلورت فكرة تنظيم الملتقى.

وضمّ الكتاب الكلمات الافتتاحية التي ألقاها وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي، وسعادة سفير سلطنة عُمان بالجزائر ناصر بن سيف الحوسني، ورئيس نادي نزوى عبدالله بن خصيب الحضرمي، ورئيس الوفد العُماني عبدالله بن محمد العبري، ورئيس جمعية التراث د.محمد بوحجام، والشيخ محمد بن إبراهيم سعيد كعباش، ورئيس حلقة العزابة الشيخ بكير بن محمد الشيخ بالحاج (باش عادل)، ومدير معهد الحياة صالح بن أحمد أبو العلا.

وأجمعت الكلمات على أنّ التواصل الحضاريّ بين الجزائر وعُمان، منذ بدايته في القرن الثاني الهجري، ما يزال قائما إلى اليوم، وهو يشهد تطوُّرا وتقدُّما وتوسُّعا في كثير من المجالات والأصعدة.

وقد كان الهدفُ من تنظيم الملتقى والفعاليات المرافقة له، توطيد الرّوابط الجزائريّة العُمانيّة في المجالات الثقافية والحضارية والاجتماعية، وسعت فيه الجهتان المنظّمتان، إلى التعريف بالتراث الحضاري والإبداع الثقافي بين البلدين، كما تمّ تكريم نخبة من الشخصيات العُمانيّة والجزائرية التي أسهمت، وما تزال، في تعزيز العلاقات الثقافيّة بين البلدين، علاوة على تنظيم معرض للكتب والمطبوعات والوثائق على هامش الجلسات العلميّة والأدبية المصاحبة للملتقى، وتنظيم زيارات لضيوف الجزائر إلى عدد من المراكز العلميّة والثقافيّة والتاريخيّة والطبيعيّة والمتاحف ما بين الجزائر العاصمة ووادي ميزاب.

وضمّ الكتاب في قسمه الثاني تراجم المكرّمين التي شملت شخصيات جزائرية وعُمانيّة أسهمت في توطيد العلاقات الثقافيّة بين البلدين في العصر الحديث، وعلى رأسها ترجمة الشيخ أبي إسحاق إبراهيم اطفيش، وسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، والشيخ إبراهيم بن عيسى حمدي أبو اليقظان، والشيخ ناصر بن محمد المرموري، والشيخ ناصر بن محمد الزيدي، ود.محمد بن صالح ناصر، والشيخ محمد بن ناصر الرّيامي، والشيخ يحيى بن سفيان الرّاشدي.

أمّا القسم الثالث، فقد اشتمل على البحوث العلميّة التي أُلقيت خلال فعاليات الملتقى، وتناولت مواضيع مختلفة، أهمُّها الروابط الثقافية بين عُمان والجزائر من خلال قراءة في القصيدة العُمانيّة، قدّمها د.عيسى بن محمد بن عبدالله السليماني، والتواصل بين عُمان والجزائر خلال الإمامة الإباضية الثانية (177-280 هـ /‏ 793-893م)، قدّمها د.عبدالله بن سعود بن حمد أمبوسعيدي، فضلاً عن محاضرات علميّة أخرى حول حضور عُمان في وجدان الشعراء الجزائريين منذ حوالي 250 سنة إلى العصر الحديث، ورحلات الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام بسلطنة عُمان للجمهورية الجزائرية، إلى غير ذلك من الدراسات والبحوث العلميّة التي تخلّلت الملتقى.

وارتأى معدُّو الكتاب أن يُخصّص القسم الرابع منه لنشر القصائد التي أُلقيت خلال فعاليات الملتقى، وهي مرتّبة ترتيباً زمنيّاً بحسب إلقائها في أيام الملتقى، ومن أهمّ تلك القصائد «معلّقة القلب المعلّق» (د.محمد صالح ناصر/‏ الجزائر)، و«من أرض عُمان الأصالة إلى أرض جزائر البطولة.. كان الملتقى» (د.محمد بن قاسم ناصر بوحجام/‏ الجزائر)، و«هالة الإجلال» (ناصر بن منصور الفارسي/‏ عُمان)، وقصيدة للشيخ هلال بن سالم السّيابي (سفير سابق لسلطنة عُمان لدى الجزائر)، و«فردوسية ميزاب» (ناصر بن منصور الفارسي/‏ عُمان)، فضلاً عن كثير من القصائد التي تغنّت بجمال الأمكنة، وأثنت على قوة الأواصر والروابط التي تجمع الجزائر وعُمان.

وأفرد الكتاب القسم الخامس والأخير للملاحق التي ضمّت التعاليق والتقارير الصحفيّة، التي تناولت جوانب من هذا الملتقى، فضلاً عن الصور التي التقطها المشاركون خلال فعالياته.

ومن أجمل الأبيات الشعرية التي ارتجلها الشاعر أحمد بن هلال العبري (مدير دائرة الإرشاد والتوجيه الديني بجامعة السُّلطان قابوس)، على هامش زيارة المشاركين في ملتقى التواصل الجزائري العُماني إلى الآثار الرومانيّة بمدينة تيبازة:

«بتيبازة التّاريخ قلبي تمتّعا

فطبتُ صفيّاً بالذي قد تجمّعا

ففي البحر موسيقى تُراقصُ غابةً

من الحُسن تسبي مَن تُلاقيه مسمَعا

دعُوني هنا أسقي الفؤاد محبّةً

وإن طال مُكثي طبتُ بالمُكث مربعَا

فشدُّوا الرّحال للجزائر إخوتي

فما خاب مَن نحو الجزائر قد سعى».