1228758
1228758
العرب والعالم

آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد «تحصين» نتانياهو واستمرار تبادل الاتهامات بين المكونات الحزبية

26 مايو 2019
26 مايو 2019

أكد أنه ما زال بالإمكان تشكيل حكومة ائتلافية جديدة -

رام الله- القدس عمان نظير فالح- (أ ف ب) -

:أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس عن اعتقاده أن التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية ما زال ممكنا قبل أيام من الموعد النهائي مع تزايد التكهنات حول إمكانية إجراء انتخابات جديدة.

ولم يتوصل رئيس الوزراء إلى اتفاق مع شركاء الائتلاف المحتملين على الرغم من أن نتائج انتخابات التاسع من أبريل منحت حزب الليكود وحلفائه اليمنيين والمتشددين غالبية في البرلمان.

وانهارت المفاوضات حول التشريعات التي تهدف إلى إلزام اليهود المتشددين أداء الخدمة العسكرية، والأربعاء هو المهلة النهائية أمام نتانياهو لتشكيل الائتلاف الحكومي.

وصرح امس في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة «أعتقد أنه يمكن حل المشكلة بكل حسن نية، إذا كان هذا ما يريده الناس».

وأضاف «إذا لم تكن هناك رغبة، والأمور هدفها اتجاها محددا، فهذا أمر مؤسف».

وتابع رئيس الوزراء «لا أعتقد أن البلاد تحتاج إلى انتخابات جديدة، لكن قد يكون هناك شخص يريد ذلك».

وقد تظاهر آلاف الإسرائيليين في «تل أبيب»، الليلة الماضية، احتجاجا على خطوات تشريعية قد تمنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، «حصانة» من المحاكمة ، وتحد من سلطة ما يسمى «المحكمة العليا».

وشارك في المظاهرة كل أحزاب المعارضة، ولم تحدد الشرطة عدد المشاركين، إلا أن منظميها قالوا إنهم بلغوا 80 ألفا، وفق ما نقلت وسائل إعلام عبرية.

ويتولى نتنياهو السلطة منذ عشر سنوات، وقد فاز بفترة خامسة في أبريل، على الرغم من إعلان المدعي العام الإسرائيلي في فبراير، إنه يعتزم اتهامه بالاحتيال والرشوة، إذ تحوم شبهات حوله في ثلاث قضايا فساد.

وتقول الحكومة الإسرائيلية إن السلطة القضائية تتعدى على السلطة التشريعية فتلغي القوانين، وتتعدى على السلطة التنفيذية وتلغي المراسيم»، بينما تشدد المعارضة على أهمية «وجود المحكمة العليا الإسرائيلية، كقلعة أخيرة للديمقراطية وتقييد ومراقبة الحكومة.

وقال عضو الكنيست يائير لبيد، مخاطبا نتانياهو في كلمة ألقاها في المظاهرة، «إصغِ إلى الميدان، لن نسمح لك بأن تكون ديكتاتورا، إنك لست فوق القانون، الشعب لن يسمح لك بتدمير المحكمة العليا».

وقال لبيد إنه «يجب إيجاد خمسة أعضاء صادقين من الحكومة لإنقاذ الكيان»، وتمتلك الحكومة الإسرائيلية 65 عضوا في الكنيست، في حين تمتلك المعارضة 55، ما يعني أن انتقال 5 أعضاء من الحكومة إلى المعارضة، قد يطيح بحكومة اليمين بقيادة نتانياهو.

ويحاول نتانياهو تشكيل ائتلاف جديد مع أحزاب يمينية، وقومية متطرفة، ودينية سيمنحه السيطرة على 65 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.

وعبرت معظم الأحزاب المتوقع انضمامها للائتلاف عن دعمها لمنح الحصانة لنتانياهو، والحد من صلاحيات المحكمة العليا، التي يصفها بعض اليمينيين، بأنها ليبرالية أكثر من اللازم.

لكن نتانياهو أمامه حتى الأربعاء المقبل فقط لطرح تشكيل الحكومة، ولم يتوصل بعد لاتفاق مع أي حزب.

ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود هذا الأسبوع، عندما فشلت الأطراف المعنية في الاتفاق على قانون جديد للتجنيد في الجيش.

وينص القانون الإسرائيلي على أنه إن لم يتمكن نتانياهو من تشكيل حكومة، بحلول التاسع والعشرين من مايو، فإن بوسع الرئيس الإسرائيلي، تكليف عضو آخر في الكنسيت بتشكيل الحكومة.

في السياق ذاته لم تغيّر المداولات التي أجراها نتانياهو، الليلة قبل الماضية، مع مكلّفي ملف مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، في الأزمة التي أوصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، إذ استمرّ تبادل الاتهامات بين حزبي «يهدوت هتوراه» و«يسرائيل بيتينو»، صباح الأحد.

وتوجّه رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، إلى أعضاء حزب الليكود، بالقول «توقّفوا عن الكذب ومرّروا قانون التجنيد»، بينما قال رئيس حزب «يهدوت هتوراه»، يعكوف ليتسمان، إنه لا يخشى من الانتخابات.

من جهته، ذكر المراسل السياسي للقناة 12 الإسرائيليّة، عميت سيغال، إن الليكود ستقدّم اليوم، مقترح قانون لحلّ الكنيست، في إشارة إلى عدم استبعاد الذهاب لانتخابات مبكرة.

وذكرت القناة ذاتها، امس، أن مشاورات الليلة قبل الماضية لم تسفر عن أي تقدّم في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، ونقلت القناة عن مصادر في الليكود تقديرها أنّ رئيس قائمة «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، معنيّ بإعادة الانتخابات.

كما ذكرت القناة أن الأحزاب الحريديّة شدّدت، خلال جلسة الأمس، مواقفها وأبدت عدم استعدادها للتنازل أمام ليبرمان، بعدما مورست عليها، خلال الأيام الأخيرة، ضغوطات واسعة جدًا من قبل الليكود.

من جهتها، نقلت الإذاعة الإسرائيليّة العامّة، امس، عن مصادر في الليكود قولها: إنّ التهديدات بالذهاب لانتخابات «غير موجّهة ضد ليبرمان أو ’يسرائيل بيتينو’ إنّما للأحزاب الحريديّة»، بعدما شنّ ليبرمان،السبت، هجومًا على الليكود في حسابه على تويتر، بعدما اتهم خلال الأيام الماضية بأنه «سيسقط حكومة يمين». من جهته، كتب المراسل السياسي لصحيفة «هآرتس»، حاييم ليفينستون،أن نتانياهو سيحاول الدفع باتجاه انتخابات جديدة، عبر بناء تكتّل أحزاب، للحيلولة دون تكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة، سواءً من حزبه أم من أحزاب أخرى ، وتنتهي مهلة تشكيل الحكومة يوم الأربعاء المقبل .

وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عدّة سيناريوهات لخروج نتانياهو من أزمة تشكيل حكومته، أولها تراجع الحريديين عن موقفهم من قانون التجنيد، الذي يصرّ ليبرمان على «عدم تغيير أي حرفٍ فيه»، بينما السيناريو الثاني هو نجاح الضغط على ليبرمان بأنه يعمل على إسقاط حكومة يمين ، وبالتالي مواقفته على إجراء تعديلات طفيفة على قانون التجنيد؛ وثالث هذه السيناريوهات هو إعادة الانتخابات، خصوصًا مع رفض قائمة «كولانو» قيام ائتلاف ضيّق يستند إلى ستّين عضوًا فقط ؛ في حين أن السيناريو الرابع هو إقامة ائتلاف ضيّق وهو ما لاقى رفضًا من أحزاب الائتلاف المحتمل نفسه؛ أمّا السيناريو «الأقل واقعيّة»، بحسب «يديعوت أحرونوت»، فهو تكليف عضو كنيست آخر بتشكيل الحكومة المقبلة.