صحافة

الوفاق: خطأ عفوي قد يشعل الشرق الأوسط

26 مايو 2019
26 مايو 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (الوفاق) مقالا جاء فيه:

تكاد أن تتساوى أسباب اندلاع الحرب وعدم اشتعالها بين أمريكا وإيران، في ظل مشهد خطير للغاية يشبه توتر الحد الأقصى بين أمريكا وكوريا الشمالية عشية التفاوض بين ترامب وكيم جونغ أون، أو التوتّر بين بغداد وواشنطن عشية الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003.

وقالت الصحيفة: يمكن حصر أسباب أو دوافع الحرب في النقاط التالية:

أولا: تراهن واشنطن على تغيير الحكم في إيران بالقوّة عبر حرب صاعقة تؤدي إلى نشوء تيار يَعِد بسياسة خارجية مختلفة تتناسب مع ما تريده واشنطن.

ثانيا: لا يمكن للإجراءات العقابية الأمريكية إلّا أن تؤدي إلى الحرب، ويسمي الإيرانيون هذه الإجراءات بـ«الحرب الاقتصادية» وكما هو معروف في علم الحروب أن الاقتصاد كان على الدوام خلف فوّهات المدافع.

ثالثا: يريد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الفوز بولاية ثانية العام المقبل، وتعيين «جون بولتون» على رأس الأمن القومي وبومبيو في وزارة الخارجية وتغيير وزير الدفاع، لا معنى له غير الاستعداد للحرب على إيران، بحسب الصحيفة.

رابعا: إن إرسال حاملة طائرات إلى المنطقة، ونصب صواريخ باتريوت وقاذفات «بي 52» واستنفار القواعد الأمريكية وسحب قسم من الدبلوماسيين من العراق، وكشف «نيويورك تايمز» عن مخطط الحرب، يعزز الاعتقاد بنشوبها ويكشف عن قدر من التشابه مع استعدادات حرب العراق عام 2003.

خامسا: تجميد إيران العمل ببعض بنود الاتفاق النووي يمهد للعودة إلى التخصيب وهذا ما لا تريده واشنطن وحلفاؤها، لاعتقادهم أنه يفتح الطريق أمام تصنيع القنبلة النووية الإيرانية، ويثير رغبة دول أخرى بالسير على خطى إيران، وفي مقابل ذلك أدى تصنيف الحرس الثوري الإيراني في لائحة الإرهاب إلى الاقتراب أكثر من احتمال الحرب.

سادسا: تتذرع أمريكا بأن إيران أعدَّت خططًا لضرب المصالح الأمريكية في العراق وسوريا وعموم المنطقة.

سابعا: وضع ترامب إدارته في خط الحرب المباشر وكل تراجع عنها سيفقده ماء الوجه.

وقالت الصحيفة: إن مجمل هذه الأسباب وغيرها يعزّز احتمال نشوب الحرب بين إيران وأمريكا، لكن أسبابا أخرى تذهب في الاتجاه المعاكس يمكن إيجازها بما يلي، أولا: اللغة والحشد الذي يعتمده ترامب في مواجهة إيران يشبه ما وقع مع كوريا الشمالية، وبالتالي ستكون النتيجة واحدة وهي التفاوض وتثبيت حال لا حرب ولا سلم إلى أن يفوز ترامب بولاية جديدة.

ثانيا: تحتفظ إيران بحلفاء وأنصار في المنطقة لن يكونوا بعيدين عن أي حرب تشن ضدّها وهذا ما تعرفه أمريكا وحلفاؤها.

ثالثا: لا يريد الرأي العام الأمريكي حربا أخرى في الشرق الأوسط، فضلا عن ترامب نفسه الذي انتخب من أجل سحب جنود بلاده من المنطقة.

رابعا: إن حربا جديدة ستؤدي بالضرورة إلى ارتفاعات في أسعار النفط وستلحق أذى كبيراً بالأسواق العالمية.

خامسا: تدور مناقشات تحت الطاولة وفي الكواليس من أجل تفادي الحرب وتعمل روسيا بحسب وزير خارجيتها «سيرجي لافروف» ودول أخرى في هذا الاتجاه، فهذه الأسباب وغيرها تفيد بأن الحرب مستبعدة على الرغم من لغتها المهيمنة على وسائل الإعلام، بحسب الصحيفة.