صحافة

مطالبات تتعدى الـ«اينستكس»

26 مايو 2019
26 مايو 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (سياست روز) تحليلا فقالت:

من الأمور التي أفرزتها الأزمة القائمة بين طهران وبعض العواصم الغربية وعلى الرغم من توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في عام 2015 هو عدم التفكيك بين الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية برئاسة «دونالد ترامب» حيال هذا الملف والتي تمثلت بالانسحاب من الاتفاق النووي قبل أكثر من عام، وبين الإجراءات التي اتخذتها الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) في هذا المضمار والتي تمثلت بشكل جلي في الآلية المالية للتعامل التجاري مع إيران المعروفة اختصارا باسم «اينستكس».

وقالت الصحيفة: إن الآلية الأوروبية كانت تهدف في الأساس إلى تعويض إيران عن الأضرار التي لحقت بها جرّاء الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، إلّا أن هذه الآلية - والقول للصحيفة - لم ترتق لمستوى طموح إيران لا سيّما أن بنودها لم تنفذ حتى الآن، الأمر الذي أوجد خللا في التعاطي التجاري بين إيران والدول والشركات الأوروبية انعكس سلبًا على حدود الثقة التي يفترض أن تتوافر في مثل هذا التعاطي لضمان استمراره من جهة، فضلا عن إمكانية تطويره وتوسيعه في المستقبل ليشمل أطراف أخرى خارج النطاق الأوروبي من جهة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى قيام أمريكا بتشديد الحظر على إيران بعد إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018، في حين اكتفت حكومة الرئيس روحاني بمطالبة الدول الأخرى في الاتفاق (روسيا والصين والترويكا الأوروبية) بتطبيق بنود الاتفاق المتعلقة برفع الحظر عن إيران، الأمر الذي لم يجد طريقه إلى التطبيق، ما دعا طهران إلى الإعلان عن إيقاف العمل ببعض تعهداتها النووية ومن بينها ما يتعلق بحجم تخصيب اليورانيوم وبيع الماء الثقيل وإمهال الجانب الأوروبي مدة 60 يومًا لتنفيذ تعهداته.

ولفتت الصحيفة إلى أن الترويكا الأوروبية أصرّت على مطالبة إيران بتنفيذ تعهداتها النووية لكنها (الترويكا) لم تقدم ضمانات لإيران فيما يتعلق بتنفيذ الآلية الأوروبية (اينستكس)، الأمر الذي اضطر طهران لاتخاذ إجراءات عملية في مقابل ذلك تمثلت بإيقاف العمل ببعض تعهداتها النووية، معربة عن اعتقادها بأن الترويكا تسعى للضغط على إيران للحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع أمريكا حتى وإن أدى ذلك إلى إضعاف الاتفاق النووي الذي حاز على تأييد أممي عبر قرار مجلس الأمن الدولي 2231، ما يعني أن الصفقة النووية باتت في مهبّ الريح طالما لم تلتزم بعض الأطراف ببنودها بالدرجة نفسها التي التزمت بها إيران، بحسب الصحيفة.