1227604
1227604
المنوعات

الفنانة هيفاء سبيع: الحرب أخرجت اليمنيات من دائرة الجمود

25 مايو 2019
25 مايو 2019

صنعاء «د.ب.أ»: - منذ بدء الحرب في اليمن، قبل أكثر من أربع سنوات، والفنانة التشكيلية اليمنية «هيفاء سبيع» تبرز المعاناة التي تعيشها بلادها إلى العالم الخارجي، وذلك بلوحاتها الفنية التي رسمت على الجدران في عدة مناطق. وكرست الشابة هيفاء العديد من أنشطتها الفنية الإبداعية في سبيل خدمة بلادها التي تمر بأسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم، وفقا لتوصيفات الأمم المتحدة التي تقول إن 80% من سكان هذا البلد الفقير باتوا بحاجة إلى مساعدات.

وعلى الرغم من أن المحاسبة هو القسم الذي تخصصت فيه هيفاء دراسيا بجامعة صنعاء(أكبر جامعات اليمن)، إلا أنها تعشق الفن كثيرا، وكرست أجزاء مهمة من وقتها في فن الجرافيتي الذي برز خلال السنوات الماضية في اليمن بشكل غير مسبوق رغم العوائق الأمنية والظروف المأساوية التي تعيشها البلاد.

تقول هيفاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنها بدأت الرسم منذ سن الصغر، أي قبل دخولها المدرسة، واتجهت بعدها لوحاتها السريالية إلى المدرسة، قبل أن تنتقل إلى فن الجرافيتي.

وحول الدوافع التي جعلتها تنطلق إلى هذا المجال، تشير هيفاء إلى أن الرسم موهبة، وهذه الموهبة هي التي دفعتها إلى الخوض في جانب فن الجرافيتي. وبالنسبة لمجال فن الشارع فهو الذي جعل الفنانة سبيع تعبر عن قضايا من لا يستطيعون البوح بمعاناتهم في اليمن... فهذا الفن هو صوت من لا صوت له، مضيفة هيفاء في سياق حديثها لـ (د.ب.أ). وقد شاركت الفنانة التشكيلية اليمنية في حملات جداريات تم فيها رسم لوحات على الجدران بعدة ألوان تناولت فيها أهم القضايا في بلادها، كضرورة السلام وإيقاف الحرب، إضافة إلى أزمات النزوح والناس المخفيين جراء الصراع. وإلى جانب الفن والرسم، لدى هيفاء عدة اهتمامات، وتقول، إنها مهتمة بالجانب الرياضي إضافة إلى مجال الديكور.

وتبين أيضا أنها تفكر حاليا بالعمل الإنساني في بلادها، وتشير إلى أنها تطمح بأن توظف الجانب الفني في المجال الإنساني الذي يشهد تدهورا كبيرا في اليمن جراء استمرار الصراع للعام الخامس على التوالي. وفي تعليقها على واقع المرأة اليمنية أو الشابات اليمنيات، أفادت سبيع أن هناك العديد من الشابات المكافحات في شتى المجالات. وأضافت» هذه الحرب أخرجت الكثير من اليمنيات من دائرة الجمود التي كن يعشنها في أوقات سابقة».

وتابعت في نظرة يكسوها التفاؤل حول مستقبل المرأة اليمنية قائلة:« هناك جيل واعد يطمح لعمل الكثير لهذا البلد الجميل». ولفتت إلى أن الكثير ينطقون عبارة أن: « المرأة نصف المجتمع» لكن القلة فقط يؤمنون بها بشكل فعلي، في إشارة إلى عدم وجود دعم وإسناد عام من قبل السكان في اليمن إلى المرأة التي مازالت تعاني الكثير من العوائق في حياتها رغم بروز العديد منهن في مجالات شتى.

وشددت سبيع في سياق حديثها بأنه يجب أن تكون المرأة اليمنية فعالة في كل المجالات، وأن تتاح لها الفرص لتقديم ما تستطيع، من أجل العمل على خدمة المجتمع وتحقيق أهدافها في الحياة. وأشادت هيفاء بالصفات التي تتحلى بها المرأة اليمنية التي صمدت رغم ظروف الحرب الصعبة، وتقول إن: « المرأة في بلادها لديها القدرة والكفاءة؛ لكن المجتمع يقف في طريقها».

وتشعر سبيع بالرضا لواقعها الحالي، وخدمتها لوطنها في المجالات التي تحبها رغم أوجاع الحرب وآلام الصراع. وحول الداعمين لها في مشوار حياتها، تضيف بالقول: «عائلتي وزوجي وصديقاتي، هم من يقفون بجانبي في كل خطوة أخطوها... بدونهم ربما واجهت أكثر مما أواجهه من عوائق». وفي تقييمها للواقع الذي تعيشه بلادها التي تشهد حربا بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله الحوثية من جهة أخرى، أكدت هيفاء أن اليمن بحاجة ماسة إلى السلام ووقف هذه الحرب من أجل إعادة بنائه من جديد. وشددت على أن اليمن بحاجة إلى التعليم الجيد وإلى جيل واع يعيد بناء البلاد التي دمرتها الحرب. وبحسب سبيع تواجه الشابات اليمنيات في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها البلاد العديد من الصعوبات والعوائق. وأوضحت أن من بين العوائق التي واجهتها كانت في نظرة المجتمع للمرأة وخروجها للشارع، إضافة إلى ظروف الحرب المأساوية وآثارها النفسية والاقتصادية والأمنية.

واختتمت بالقول: « الفنان يحارب من قبل أطراف الصراع في اليمن، عندما يعيش مع قضية سامية لأجل الإنسان». وتعتبر هيفاء واحدة من الفنانات التشكيليات البارزات في اليمن الذي برز فيه ناشطون وناشطات في عدة مجالات، ونال عدد منهم الشهرة على المستوى العربي والعالمي نتيجة لأنشطتهم الجذابة التي لفتت انتباه العديد من الدول، رغم الظروف القاسية التي تعانيها اليمن حتى منذ ما قبل الحرب التي أدت إلى مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.