oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

السلطنة ودعم الاستقرار في المنطقة

25 مايو 2019
25 مايو 2019

من المعروف والمدرك تمامًا لدى الجميع، ما ظلت تبذله السلطنة من سياسات ومواقف على مدى قرابة خمسة عقود منذ بزوغ فجر النهضة الحديثة في عام 1970 من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن والأمان في منطقة الخليج والشرق الأوسط بصورة عامة، وهي سياسة راسخة أسس لها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- تقوم على خصوصية الذات واحترام الآخر والعمل على تعاون بنّاء مع الدول الأخرى من أجل المنافع المشتركة والتكامل الاقتصادي. ومنذ منتصف السبعينات فقد كانت دعوة السلطنة جلية إلى التكامل الإقليمي في مسائل الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة في حزام أوسع نطاقًا يتضمن منظومة دول الخليج الحالية بالإضافة إلى العراق وإيران، غير أن دعوة عُمان المبكرة لم تجد الانتباه وقتها، ومع مرور الزمن فقد أثبتت التجارب والأحداث أن قراءات القيادة العُمانية للواقع السياسي ومآلاته كانت في غاية الدقة.

لقد عاشت منطقة الخليج حربين، هما حرب الخليج الأولى والثانية، وهي منطقة استراتيجية على المستوى الدولي من حيث الموقع الجغرافي والبنية الجيوسياسية بالإضافة إلى كونها المنطقة الأغنى في العالم بالنفط، الذي يشكل معادلة السياسة والصراعات في العالم اليوم، وهناك الكثير من المقومات والأسباب التي تجعل أمن هذه المنطقة وسلامتها وتعاون أطرافها هدفًا لابد منه في سبيل المستقبل الأفضل.

من هذا المنحى فالسلطنة وهي تشارك العديد من الدول الأخرى في جعل المنطقة تعيش في سلام وأمان، إنما تنطلق من صميم الغايات والأهداف والقيم التي تؤمن بها في سبيل سيادة السلم الإقليمي والدولي، وهي تتكلم من واقع الخبرات والتجارب وحصاد العقود الماضية مما راكمته الأحداث وأثبت أن أي نزاعات أو شروخ لن تؤدي لسوى المزيد من التعقيدات، بدلًا من أن تكون مدعاة للخير أو نسيج حياة أفضل للجميع.

لطالما كانت سياسة السلطنة الداخلية تؤكد على الإنسان ودوره في عملية البناء الشامل والتنمية المستدامة، هذا يعني أن الإنسان في السياسة العمانية هو الغاية المرتجاة، سواء على المستوى الداخلي والخارجي، وأن سعادة الشعوب هي الأمر الذي يجب تقديمه على أي أهداف أخرى، فالمنطقة والشعوب العربية بشكل عام، طالما عانت وهي مستمرة في المعاناة، ما يجب أن يتم التوقف عنده والانتباه بجدية للمستقبل بدلًا من المواصلة في نزيف الحروب والصراعات والخلافات.

تمضي السلطنة في هذه السياسة المتوازنة التي تحافظ على الإخاء والصداقة مع الجميع دون أن تتدخل في شأن أحد، أو تسمح لأي طرف بالتدخل في شؤونها، وهي تؤكد على أن المطلوب وما يجب أن يسود عالم اليوم، هو الود والسلام والمحبة بين الجميع من أجل منظومة لحياة ناجحة، بدلًا من مناخ التوترات والحروب التي في نهاية الأمر تصبح خصمًا على الإنسانية والحضارة والحياة المستقبلية المنشودة للشعوب وهي تنظر إلى رؤية الغد المشرق أمامها.