1227182
1227182
العرب والعالم

الرئيس اليمني «يشكو» غريفيث إلى الأمين العام للأمم المتحدة

24 مايو 2019
24 مايو 2019

منحه «فرصة أخيرة» لإنفاذ اتفاق ستوكهولم -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد:-

بعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد فيها أنه لا يمكن أن يقبل باستمرار ما وصفها بـ «التجاوزات» التي يقدم عليها مبعوثه الخاص مارتن غريفيث، والتي «تهدّد بانهيار فرص الحل الذي يتطلّع له أبناء الشعب اليمني».

وقال هادي في الرسالة التي اطّلعت عليها «عمان»، «لا يمكنني القبول باستمرار مبعوثكم الخاص لدى اليمن، إلا بتوفّر الضمانات الكافية من قبلكم شخصياً بما يضمن مراجعة التجاوزات وتجنّب تكرارها، والالتزام بقراءة قانونية لمخرجات السويد التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل ببقاء سيطرة جماعة أنصار الله المدعومة من الخارج على الحديدة وموانئها، والاستمرار في الاعتداء على شعبنا والدول المجاورة بتوجيه مباشر من الخارج».

وأضاف الرئيس اليمني «نحن في الحكومة اليمنية نتعامل معه بكل انفتاح ومصداقية بغرض تيسير مهمته وتوفير الأجواء الكفيلة بنجاحها. ومن أجل ذلك غضضنا النظر عن الكثير من تصرّفاته واستفزازاته وعملنا على تنبيهه دوماً بكل مسؤولية ولياقة مستخدمين كافة الأساليب الدبلوماسية لكن للأسف ولعله فهم هذا الحرص من قبلنا على نحو خاطئ».

وأكد هادي «التزام الحكومة اليمنية بخيار السلام المبني على مرجعيات الحل السياسي في اليمن والمتمثّلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني وعلى رأسها القرار 2216. واستعداد الحكومة للاستمرار في إبداء المزيد من المرونة والتعاطي بإيجابية لأجل التوصّل إلى حل ينهي الأزمة التي طالت ويرفع المعاناة عن أبناء الشعب». وأضاف «أتطلّع إلى ردّكم قبل الخوض في الخطوات التالية».

وأكدت مصادر سياسية مطّلعة لـ «عمان» أمس أن هادي منح في رسالته إلى غوتيريش «فرصة أخيرة ونهائية» للمبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث، لتأكيد التزامه الحرفي بالمرجعيات الثلاث في كل جهوده وإنفاذ اتفاق ستوكهولم على ضوئها وفي إطار المفاهيم المتعارف عليها للقانون الدولي والقانون اليمني فيما يتعلّق بالتعامل مع السلطات الشرعية المنتخبة ورفض التعاطي مع أي مفاهيم تكرّس التعامل مع حركات التمرّد المسلّح كسلطات أمر واقع.

وكان غريفيث أبلغ مجلس الأمن في إحاطته في 15 مايو بالتقدّم الذي تم إحرازه في تنفيذ اتفاق الحديدة، إذ قام «أنصار الله» خلال الفترة من 11 إلى 14 مايو بإعادة انتشار مبدئية للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى تحت مراقبة الأمم المتحدة، حيث كان رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد وفريقه من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة موجودين في كل من الموانئ الثلاثة لمراقبة عمليات إعادة الانتشار هذه والتحقّق منها.

وأضاف «أكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة تعاون أنصار الله بشكل كامل طوال الانسحاب، وأن قوات أنصار الله العسكرية غادرت الموانئ الثلاثة في الحديدة والصليف ورأس عيسى».

في غضون، ذلك التقى رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، بالرياض سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد لدى اليمن كريستوفر هنزل.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن اللقاء «تناول تطورات الأوضاع على الساحة الوطنية، خاصةً على صعيد عرقلة جماعة أنصار الله لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة منذ توقيعه قبل خمسة أشهر، والإجراءات الأحادية التي أعلنتها مؤخّراً، والمخالفة للاتفاق، وتعاطي المبعوث الأممي معها».

وجدّد معين عبد الملك «موقف الحكومة وبتوجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي الملتزم بالمسار الصحيح للسلام المستدام المستند على القرارات الأممية ومرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها»، لافتاً إلى أن «جماعة أنصار الله استغلت المماطلة في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، بحصد أرواح المزيد من الضحايا ومضاعفة زراعة الألغام وتشريد عشرات الآلاف من الأسر من الحديدة، وإشعال جبهات حرب جديدة، في مؤشّر على عدم جديتها في السلام أو الانصياع للحل السياسي».