صحافة

الاستقلال: صمود في وجه الأطماع

24 مايو 2019
24 مايو 2019

في زاوية رأي الاستقلال كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: صمود في وجه الأطماع، جاء فيه:

مع تزايد الأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك بشكل كبير، وتكاثر عمليات الاقتحام اليومية من قطعان المستوطنين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى، ومنع سلطات الاحتلال الصهيوني المصلين الفلسطينيين من الرباط في المسجد الأقصى وإحياء ليالي رمضان، وفرض قيود على دخول المصلين لمدينة القدس، والوصول إلى المسجد الأقصى، باتت النوايا واضحة تماما وأصبحت تظهر للعلن دون مواربة، عن الأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى التي ترمي إلى الشروع العملي والفعلي بمخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، وتحقيق أطماع وغايات اليمين الصهيوني المتطرف، الذي يحاول استغلال هذا الوقت العصيب الذي تمر به القضية الفلسطينية، وتخلي العرب والمسلمين عن واجبهم تجاه الأقصى، وهناك عوامل أخرى زادت من أطماع المتطرفين الصهاينة في تنفيذ مخطط التقسيم نلخصها في التالي:

أولا: اعتبار الإدارة الأمريكية وبعض حلفائها إن القدس عاصمة موحدة لهذا الكيان الصهيوني المجرم ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فاعتقد الإسرائيليون أن هذه الخطوة تقربهم من تحقيق أطماعهم وتنفيذ مخططاتهم في المسجد الأقصى دون أن يكون هناك ردات فعل قوية ضدهم.

ثانيا: زيادة نفوذ اليمين المتطرف في المجتمع الإسرائيلي، والتقدم الكبير الذي يحرزه اليمين في الانتخابات الداخلية الصهيونية على حساب اليسار والوسط، وجنوح الإسرائيليين نحو التطرف إلى حد بعيد، وإيمانهم بالأساطير التي يتحدث عنها ويروج لها حاخامات اليهود ويدعون لتحقيقها.

ثالثا: سن القوانين العنصرية التي تنادي بطرد الفلسطينيين من أرضهم، وتهويد القدس وتهجير المقدسيين منها وطمس معالم التراث العربي والإسلامي في المدينة المقدسة، وإبعاد حراس وسدنة المسجد الأقصى خارج القدس، ومنع الفلسطينيين من الوصول للمسجد الأقصى إلا بتصاريح خاصة ولساعات محدودة.

رابعا: غياب الدور العربي والإسلامي على المستوى الرسمي والشعبي في نصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه، وغض الطرف عن ممارسات الاحتلال ومساعيه الهادفة لتدميره وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وتراجع القضية الفلسطينية سياسيا وإعلاميا، لتغييب أي فعل صهيوني مؤثر على العرب والمسلمين.

ويبقى الوجه الناصع دائما هو صمود المقدسيين وأهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 في وجه الاحتلال الصهيوني، والتصدي لكل مخططاته العدوانية، فمعركة القدس طويلة وممتدة وتحتاج إلى تضافر الجهود، والعمل الواعي والمدروس والممنهج؛ لأن الاحتلال يسارع في خطواته العملية لتحقيق غاياته، وعلينا أن نكون كفلسطينيين وعرب ومسلمين جاهزين لكل الاحتمالات، ومستعدين لمعركة القدس والأقصى.