كتابة الديون والإشهاد عليها

د. صالح بن خلفان البراشدي -

قال سبحانه:(يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه....) سورة البقرة 282.

اشتمل هذا النداء الإيماني العظيم على بيان لأحكام الدَين، ويمكن إجمالها في عشرة أحكام تتعلق بالدَّين وما يرتبط بحفظ حقوق الناس، وهذه الأحكام:

1- كتابة الديون المؤجلة ( فاكتبوه)، وفي ذلك حفظ لحقوق الناس.

2- أن يقوم بكتابة الدَين كاتب بالعدل، عارف بالأحكام الشرعية، ( وليكتب بينكم كاتب بالعدل)، ويجب على الذي يعلم الأحكام الشرعية أن يساعد الناس في كتابة الدَين، فذلك شكر لله تعالى على نعمة العلم (ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله).

3- أن يقوم الذي عليه الحق أو وليه بالإملاء حين كتابة الحقوق وذلك حتى يتحقق الإقرار والاعتراف بحقوق الآخرين، وعلى ولي القاصرين أو الذين لا يتمكنون من الإملاء أن يكون حريصا على العدل وحقوق الجميع.( وليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يُمِلَّ هو فليملل وليه بالعدل...).

4- الإشهاد على كتابة الدَين أمر مهم ( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء...)، كما أنه لا يجوز أن يرفض الشهود الشهادة إذا طُلِب منهم، لأن الشهادة مهمة في حفظ الحقوق.

5- التأكيد على أهمية كتابة الديون جميعها قليلة أو كثيرة ( ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله).

6- رخص الله تعالى في عدم الكتابة في التجارة الحاضرة، التي تقع بين المتعارفين والمتفاهمين فيما بينهم.(إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها).

7- التأكيد على وجوب الإشهاد على البيع حفظا للحقوق (وأشهدوا إذا تبايعتم).

8- يجب عدم الضرر بالكاتب أو الشاهد، وتجب مراعاتهما ومساعدتهما على الكتابة بالعدل، ومراعاة ظروفهم (ولا يضار كاتب ولا شهيد).

9- الدعوة إلى تقوى الله تعالى، لأنها سبيل للتوفيق إلى طلب العلم النافع، والله تعالى عليم بكل شيء (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم).

اللهم أَدِم التعاون بين المؤمنين، واشرح صدورهم للوقوف مع أخوانهم، ووفقنا جميعا لطاعتك.