العرب والعالم

غسان سلامة: ليبيا تقدم على الانتحار وتبدد ثروتها النفطية

23 مايو 2019
23 مايو 2019

السراج في الجزائر لبحث أزمة بلاده -

عواصم - عمان - مختار بوروينة - (أ ف ب):-

استنكر موفد الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة النزاع في هذا البلد معتبرا أنه «يقدم على الانتحار» ويبدد الثروة النفطية لتسديد كلفة الحرب.

وقال سلامة في مركز أبحاث مقره نيويورك في ساعة متأخرة أمس الأول، إن هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا «مثال على التدخل الأجنبي اليوم في نزاعات محلية».

وأضاف بأن «ما بين 6 و10 دول تتدخل بشكل دائم في المشكلة الليبية» وتقوم بإدخال السلاح والمال وتقدم المشورة العسكرية لهذا البلد.

لكنه قال بأن الليبيين ليسوا بحاجة لمساعدة من الخارج لتأجيج النزاع الذي يدمر بلدهم منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي في 2011.

وأسف سلامة قائلا «الحقيقة هي أن ليبيا يمكنها أن تدفع ثمن انتحارها»، وقال أمام معهد السلام الدولي «طالما اعتبرت مواطنيّ في لبنان من الغباء بحيث يقدمون على الانتحار بأموال أشخاص آخرين. الليبيون أسوأ. إنهم يقدمون على الانتحار بمالهم».

وشهد لبنان حربا أهلية مدمرة بين 1975 و1990 غذتها تنافسات إقليمية. وشدد سلامة على أن ليبيا دولة غنية تنتج 1,2 مليون برميل من النفط يوميا.

وشرح الموفد الدولي «هذا مبلغ طائل»، مضيفا «كما أن هناك مناجم ذهب وبلاتين ... الدولة غنية جدا لذا يمكن (للنزاع) أن يتوسع».

وحض مرة أخرى المجتمع الدولي على القيام «ليس فقط باحتواء هذا النزاع»، وقال «علينا بذل الجهود من أجل وضع حد لهذا النزاع»، معبرا عن الأسف لغياب التوافق حول المسألة في مجلس الأمن.

وجاءت تصريحاته بعد يوم على تحذيره مجلس الأمن بأن المعركة التي يشنها المشير خليفة حفتر منذ 4 أبريل للسيطرة على طرابلس «مجرد بداية حرب طويلة ودامية».

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن النزاع الأخير أوقع حتى الآن 510 قتلى و2467 جريحا.

وتقول الأمم المتحدة أن أكثر من 75 ألف شخص اضطروا للفرار فيما علق نحو مائة ألف شخص وسط المعارك الدائرة على مشارف طرابلس.

وتتواجه في هذه المعارك قوات حفتر أمام قوات حكومة طرابلس المعترف بها دوليا.

وفشل مجلس الأمن الشهر الماضي في الاتفاق على مشروع قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا والعودة إلى المحادثات السياسية لإنهاء النزاع.

من جهته، أعرب رئيس الدولة الجزائري، عبد القادر بن صالح ،أمس، لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، عن قلق الجزائر العميق لما آلت إليه الأوضاع في ليبيا جراء المواجهات الدائرة هناك وما ترتب عنها من خسائر بشرية ومادية ، ناهيك عن العدد المعتبر للنازحين .

وعبر بن صالح عن أسفه «لاستمرار الاقتتال رغم النداءات الملحة المختلفة لوقف الأعمال العدائية واستئناف الحوار كحل سياسي لا بديل له للأزمة الليبية»، مؤكدا أن «جهود الجزائر، على الصعيد الدولي ، ما لبثت ترمي إلى الإسراع في وقف الاقتتال واستمرار المسار السياسي بمشاركة كامل القوى الوطنية الليبية»، مشيرا إلى أن «استمرار هذا الوضع من شأنه أن يعمق الانقسامات ويزيد من الاحتقان السياسي الداخلي ويغذي التدخلات الخارجية ،بل يفاقمها».

وكان الناطق الرسمي باسم الخارجية قد أكد أن الجزائر لا ترى بديلا عن الحل السياسي للأزمة في ليبيا، مضيفا أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية ،فائز السراج، للجزائر تندرج ضمن المشاورات المتواصلة بين البلدين ومع كل الفاعلين على المستوى الدولي والجهوي في محاولة لتجاوز الوضع الحالي في ليبيا.