أعمدة

عين على الثقافة المرورية : هل لتحديد السرعة مرجعية علمية وموضوعية؟!

22 مايو 2019
22 مايو 2019

حمد بن سالم العلوي خبير مروري -

[email protected] -

مررت الأسبوع الماضي بمنطقة الموالح في ولاية السيب، وتفاجأت باستحداث لوحات على الطرقات تحدد السرعة بـ 40 كم بالساعة، ذلك بالإضافة إلى عدد كبير من كاسرات السرعة «مطبات» مختلفة الأنواع والأشكال، فصار يحتاج السائق إلى استعادة مهنة «المعاون للسائق» الذي كان يعمل قديماً على مركبات «العريبيا»، فيوم ذاك كان إذا أرادت العريبيا أي الشاحنات من نوع «بيدي فورد» أن تعبر عقبة عالية، يسبقها المسمى بـ «المعيوني» إلى قمة العقبة للتأكد من عدم وجود مركبات قادمة من الجانب الآخر، فإذا تأكد له إمكانية العبور، أعطى الإشارة لسائق العريبيا بالصعود، وهذا الوضع كان قبل عصر النهضة.

إذا هذا الدور سنحتاج إلى إحيائه اليوم للضرورة القصوى، فهناك مفاجآت في تحديد السرعة بين وقت وآخر، وهناك أصناف كثيرة من كاسرات السرعة، وهناك رادارات متعددة الأنواع والأصناف والوضعيات، وهناك مخاطر على الطريق كثيرة، تحتاج إلى أكثر من عيني سائق واحد لمراقبتها والتنبيه عليها.

ولكن السؤال المهم هنا، ما هي القاعدة المعتمدة التي يقوم عليها تحديد السرعات؟ أهي قاعدة علمية أم موضوعية؟! وهل مرجعيتها اللجنة الوطنية للسلامة على الطريق؟ رغم أنها اختفت في السنوات الأخيرة، ولم نر لها نشاطاً يذكر؟ بعدما تتالت الإعلانات عن انخفاض كبير في حوادث المرور، وربما عن قريب سنصل إلى «صفر» حوادث، وهذا شيء مفرح إن حصل، ولكن، ما الداعي إذا لهذا الخفض للسرعة على طرقات فرعية إلى سرعة 40 كم بالساعة؟!.

إن شارع التعمير الذي يربط بين شارعين رئيسيين (نزوى - ميزون) غير معقول أن تجعل سرعته القصوى 40 كم بالساعة، ومثله تكون سرعته 80 كم، وكذلك شارع الازدهار الذي يجب أن تكون فيه السرعة القصوى 60 كم بالساعة، وإن سرعة 40 كم بالساعة تكون كسرعة قصوى في الأحياء السكنية، وليست الفرعية، ولا أظن أن المسؤول الذي أقرّ هذه السرعة المتدنية جداً، يستطيع هو نفسه أن يلتزم بها، وفي الوقت نفسه لا أعرف إذا كان هذا المسؤول من البلدية أو الشرطة، أو الاثنين معاً، فهناك غموض في المرجعية، هذا بالنسبة لي على أقل تقدير. إذن؛ يقول المثل: إن أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، وإلا سيقال عنكم أنكم تريدون رسوم المخالفات وحسب، وليس مصالح الناس.

- أعلم أخي السائق: { إن السياقة .. فن .. وذوق .. وأخلاق، وأنك أنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها، وعليك أن تتجنب أخطاء الآخرين}.

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.