العرب والعالم

لا دلائل» على هجوم كيماوي في شمال غرب سوريا

22 مايو 2019
22 مايو 2019

تركيا لن تخلي موقعها في إدلب -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارض) أمس أن «لا دلائل» على وقوع هجوم كيماوي في شمال غرب سوريا، وذلك بعدما تحدثت واشنطن عن «مؤشرات» على ذلك.

واتهمت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الأحد الماضي عبر وكالة «إباء» التابعة لها القوات الحكومية السورية بشن هجوم بالكلور ضد مقاتليها في شمال محافظة اللاذقية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لفرانس برس أمس: «ليس لدينا أي دلائل على هجوم كيماوي نهائيا».

وأضاف: «لم نوثق أي إصابة بالأسلحة الكيماوية، المنطقة لا يوجد فيها إلا مقاتلون».

وكانت الولايات المتحدة تحدثت أمس الأول عن «مؤشرات» على أن الجيش السوري شنّ صباح الأحد هجوما كيماويا في شمال شرق سوريا، متوعّدة إياه بردّ «سريع ومناسب» إذا تأكّد ذلك.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغن أورتاغوس: «لا نزال نجمع معلومات حول هذا الحادث لكننا نكرر تحذيرنا، إذا استخدم نظام الأسد أسلحة كيماوية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سترد بسرعة وبشكل مناسب».

وقالت مجموعة «الخوذ البيضاء» السورية التي تضم متطوعين من الدفاع المدني وسبق أن تحدثت بالسابق عن هجمات كيماوية عدة في سوريا، لوكالة فرانس برس: أنه ليس لديها «في الوقت الراهن أي معلومات حول مثل هذا الهجوم».

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية نقلت الأحد عن مصدر عسكري سوري قوله :«كما دأبت دائما بعد أي هزيمة تُمنى بها.. تتناقل المجموعات الإرهابية وبعض وسائل الإعلام التابعة لها خبرا كاذبا مفبركا عن استخدام الجيش العربي السوري سلاحا كيماويا في بلدة كباني بريف اللاذقية».

وأكد أن: «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تنفي هذه الأخبار جملة وتفصيلا وتؤكد أنها عارية تماما عن الصحة، تشدد في الوقت نفسه أنها ماضية في محاربة الإرهاب واجتثاثه حتى تطهير آخر ذرة تراب سوريا».

ونفت وزارة الخارجية السورية بدورها المعلومات قائلة في بيان: «تناقلت المجموعات الإرهابية وبعض ووسائل إعلامها بتوجيهات من مشغليها خبرا كاذبا مفبركا عن استخدام الجيش السوري سلاحا كيماويا في كباني بريف اللاذقية»، مضيفة: «نؤكد ما جاء في بيان القيادة العامة للجيش من نفي قاطع لهذه الأخبار جملة وتفصيلا وأنها عارية تماما عن الصحة».

وبحسب عبدالرحمن، يتعذر التحقّق مما حصل في المنطقة من مصدر مستقل، بسبب اقتصار التواجد فيها على مقاتلي هيئة تحرير الشام. وقال: «لم يكن هناك مدنيون في المنطقة».

وفي السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أن واشنطن تتجاهل بتحد المعلومات التي تقدمها موسكو حول إعداد الإرهابيين في سوريا لتنظيم استفزازات جديدة باستخدام المواد الكيماوية.

وقال ريابكوف للصحفيين أمس الأربعاء: «توجد لدينا معلومات تشير إلى أن المسلحين والإرهابيين في سوريا يقومون باستعدادات مستمرة لتنظيم استفزازات باستخدام المواد الكيماوية. ولا يرد زملاؤنا الأمريكيون وحلفاؤهم على هذه المعلومات بتحد».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضية، أن «جبهة النصرة» تستعد للقيام باستفزازات بالقرب من مدينة سراقب في محافظة إدلب لاتهام القوات الجوية الروسية باستخدام مواد كيميائية ضد المدنيين. وجاء في بيان صدر عن الوزارة: «وفقًا للمعلومات الواردة من سكان سراقب، تستعد جبهة النصرة في هذه المنطقة السكنية للقيام باستفزازات باستخدام مواد كيماوية سامة، وشظايا أسلحة روسية تم نقلها من مناطق أخرى في سوريا».

ميدانيا: استعادت وحدات من الجيش السوري السيطرة على مناطق جديدة في محافظة حماة بعد مواجهات مع المجموعات المسلحة.

وأفاد مصدر ميداني أن الجيش واصل تطهير جيوب المسلحين وتحديدًا في قرى الجيد وشهرناز والحواش والحويجة شمال غرب البلاد بعد استهداف آليات المسلحين وتدمير عتادهم من دبابات وصواريخ وتجهيزات عسكرية.

كما استهدف الجيش السوري مواقع الجماعات المسلحة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي إثر هجومٍ شنته هذه الجماعات على مواقعه في خرق لاتفاقية مناطق خفض التصعيد. وذكرت وكالة سانا أن اعتداءات المسلحين استهدفت بلدتي ريديج وكفرنبودة في ريف حماة الشمالي.

بدوره ذكر المرصد أن «غارات استهدفت أماكن في منطقة السوق الشعبي بكورنيش مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي» مشيرا إلى «استشهاد ما لا يقل عن 12 مواطنا على الأقل وإصابة نحو 18 آخرين».

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كان الهجوم نفذ بسلاح الجو السوري أم الروسي.

من جهتهم أفاد متطوعو الخوذ البيضاء الذين قاموا بعملية الإنقاذ أن عدد القتلى بلغ تسعة مدنيين، فيما أصيب 20 آخرون بجروح بعضهم في حالة حرجة. وتسيطر هيئة تحرير الشام (ذراع تنظيم القاعدة سابقا) على جزء كبير من محافظة إدلب وعلى مناطق متجاورة في محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).

وتواصلت المعارك أمس، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من 44 إلى 52 قتلوا خلال 24 ساعة، بحسب المرصد مشيرا إلى أن من بينهم 29 مقاتلا مواليا للحكومة و23 مسلحا.

وقد أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن بلاده لن تخلي موقع المراقبة العسكري التابع لها في إدلب، بعد هجوم يشتبه بأن قوات من الجيش السوري نفذته هذا الشهر.

ونقلت وكالة «رويترز» عن أكار الذي قال: «إخلاء موقع المراقبة في إدلب بعد هجوم النظام لن يحدث بالتأكيد، ولن يحدث في أي مكان».

وأضاف أكار قائلا: «لن تتراجع القوات المسلحة التركية من مكان تمركزها».

وأكدت مصادر إعلامية متقاطعة معارضة ومقربة من الميليشيات و«النصرة» اجتماع قادة ميليشيات من «فيلق الشام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جيش العزة» وغيرهم في ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» مع مسؤولين أتراك أمس الأول، داخل تركيا قرب الحدود السورية، عند معبر أطمة، لبحث آخر المستجدات الميدانية وإمكانية التوصل مع الجانب الروسي إلى وقف لإطلاق النار مع الجيش، عن طريق «لجنة العمل المشتركة» الروسية التركية، في جبهات إدلب وحماة، ومقومات صمود هدنة جديدة.

وأشارت المصادر إلى أن الأتراك أبلغوا قادة الميليشيات أنهم يبذلون مساعي حثيثة لإطالة عمر اتفاق «المنطقة المنزوعة السلاح» لإتاحة وقتٍ كافٍ لتنفيذ بنودها، وفي مقدمتها فتح الطريقين الدوليين بين حلب وكل من اللاذقية وحماة، بعدما فشلت مرارا في تطبيقها على الرغم من منحها المهلة تلو الأخرى وعلى مدار 7 أشهر.