روضة الصائم

اســـــــتراحة: امتحان صعب

22 مايو 2019
22 مايو 2019

اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -

إن أخطر ما يصيب المسلم ..

ضعف ثقته بربه .. وضعف ثقته بدينه ..

وهذا امتحان صعب جدا ..

في هذا الإمتحان ..

يقوي أعداء الدين ويظلمون ويتغطرسون ..

حتى يقول ضعيف الإيمان: أين الله !

ثم يظهر الله آياته حتى يقول المنحرف: لا إله إلا الله

دوام الثقة بالله وبدينه ..

امتحان صعب جدا ..

الحفيظ

إذا شعرت أن حياتك في خطر، أو أن المرض يهدد صحتك، أو كان ابنك بعيدًا عنك وقد خشيت عليه من الضياع أو رفقاء السوء، أو أن مالك الذي جمعته قد بات قاب قوسين أو أدنى من التبدد والتلف فاعلم أنك بحاجة إلى أن تعلم أن من أسماء الله «الحفيظ» وأنه ينبغي عليك أن تجدد إيمانك بهذا الاسم العظيم، وأنه قد جاء الوقت المناسب لتتفكر فيه وتتأمل..

فهو وحده من يحفظ حياتك، ويحفظ صحتك، ويحفظ أبناءك، ويحفظ مالك، ويحفظ كل شيء في الحياة.

أيها القلب اطمئن، يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : الحفيظ الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهَلكات، ولطف بهم في الحركة والسكنات.

منتهى الحفظ عنده، وغاية الرعاية لديه، وأقصى الطمأنينة ستكون وأنت بمعيته..

يحفظ عبده، لذلك نقول دائما: اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.

إنك تستحفظ الله جهاتك الست، إنك تطلب منه هالة حفظ تحوطك من جميع الجهات، ولا يقدر على ذلك إلا هو ! يحفظ سمعك وبصرك، لذلك ندعوه في الصباح والمساء أن: اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري ..

ستفقد الجهاز الذي تستطيع به فهم هذا العالم إن فقدت سمعك وبصرك، ستعيش في عزلة سوداء، ستخنقك الدنيا بصمتها !

الحوار باختصار

لا يكاد يمر يوم على المرء منا إلا ويزداد خبرة ويتسع أفقًا ويكبر عقلا، أو هكذا يفترض أن تسير الأمور مع الإنسان السليم الصحيح الخالي من العيوب الفكرية.. ومن المجالات التي يفترض أن يزداد المرء خبرة وسعة في الأفق، مجال الحوار والتفاهم مع الغير، أو ما اصطلح على تسميته بالرأي والرأي الآخر .

لكن حين يعطل المرء منا نفسه، ويقفل أبواب عقله وقلبه أمام خبرات الآخرين، ولا يستفيد منها في مثل هذه المجالات، فإنه سيظل حبيس آراء نفسه، ويظل معتقدا لفترات تطول، أنه يمثل الرأي الصواب دون غيره، فيبدأ يتعمق ويفترض في رأيه ديمومة الصواب دون الآخرين، وحينها يكون قد بدأ في التقوقع وتعملق روح النرجسية فيه، فهو لا يرى إلا نفسه ونفسه فقط .

حين يظل المرء متسمكًا برأيه ومعتقدًا صوابه وصحته وبطلان رأي غيره، فإنما يقود نفسه إلى مرض نفسي أولا ومن ثم يتبعه العضوي، وستقول لي: كيف؟ هذا الإنسان يكون في حالة من عدم الاستقرار وفي توتر مستمر، لا يُشغل عقله سوى كيفية إثبات صحة رأيه وتخطئة أراء الآخرين، الأمر الذي يجعله لا يرى الصواب بشكل واضح بسبب غشاوة تتكون على بصره قبل عقله؛ لأنه لا يرى سوى نفسه كما أسلفنا، وتبعا لذلك تراه يلغي الآخرين.

هذا المرض النفسي الذي يصاحبه قلق وتوتر بالضرورة لا بد وأن يتبعه أمراض عضوية أخرى من تلك النوعيات المعروفة والمؤذية، كالقرحة وارتفاع الضغط وغيرها من تلك الأمراض التي يتحدث عنها الأطباء .

لعلاج هذه النواقص والمعايب فينا، في حال وجد أحدكم نفسه يميل إلى أن يكون من تلك النوعية من البشر، عليه أن يعي ويدرك إلى أنه ليس الكائن الوحيد المفكر في محيطه، وأن هناك من لديه القدرة أيضا على أن يفكر ويشكّل رأيا وجيها، وعليه بالتالي أن يتوقع احتمالية وجود نسبة ولو ضئيلة من الصواب في الرأي المخالف له، وبدلا من الدخول في الصراع معه على هذا الرأي، عليه أن يستفيد من نسبة الصواب الضئيلة في الرأي المخالف، لينطلق منها في بناء علاقة ود وتفاهم مع هذا المخالف.