المنوعات

غرق الحضارات لأمين معلوف.. تأملات حول مصير البشرية

21 مايو 2019
21 مايو 2019

باريس، «العمانية»: يقدم الكاتب أمين معلوف تأملات حول مصير البشرية في إصداره الجديد «غرق الحضارات» الذي طُرح في المكتبات مؤخرا.

ويتساءل معلوف: «إلى أين ذهب عالم أحلامنا؟ وما هو هذا العالم الذي يأتي؟»، و«ما هي المنعطفات التي كان على مصير البشرية أن يسلكها؟ وهل كان بإمكاننا تفاديها؟ وهل بإمكاننا اليوم أن نصلح الأمور؟».

ويحاول معلوف -وهو شاهد كبير على أحداث نهاية القرن العشرين- التمييز بين أسباب المآسي التي تلوح بظلامها على القرن الحادي والعشرين، ويرى أن هناك دوامة تسوقنا بخطى حثيثة نحو الهاوية، وهو ما يجب إيقافه.

وتذكّر هذه التأملات حول النظام العالمي بأن الاختيارات السياسية لها نتائجها دائماً، وأن عدم التسامح والتقوقع على الذات والإفلات من العقاب والتراخي من شأنها أن تُحدث الفوضى.

ويقول معلوف عضو الأكاديمية الفرنسية، إن البلد الذي يخون قيمه إنما يخون مصالحه غالباً. وهو يعرب، في القسم الأول من الكتاب، عن خوفه من التدهور الذي انتشر في جميع المجتمعات انطلاقاً من تفكك الشام، متسائلا عن تحدي الوحدة، ومفرقاً بين عوامل اللحمة وعوامل التفرقة.

ويتناول القسم الثاني من «غرق الحضارات» العالم العربي، حيث يرى المؤلف أن الجراح عندما تغور، فإن العالم بأسرة يعاني. وأكد معلوف أن الأسوأ بالنسبة للخاسر ليس الخسارة في حد ذاتها، بل تصور متلازمة الخاسر الأبدي، مشيراً إلى أن ذلك يفضي إلى كره البشرية جمعاء.

أما القسم الثالث، فيعالج الإحساس بكون عام 1979 يجسد هيمنة ثورة محافِظة على الأذهان. إذ يرى معلوف أن التيارات المحافظة نقلت في طياتها بعض أشكال التطرف وحددت المعايير الاجتماعية وغذّت صعودا لا يرحم للمخاوف الأمنية.

وفي القسم الأخير من الكتاب، يعبّر معلوف عن قلقه من الانحراف الأورولي (نسبة إلى جورج أورول)، حيث يتطلب تحقيق التقدم دفع ثمن باهظ هو عبارة عن التراجع أو على الأقل التبعية.