1224565
1224565
الرياضية

المغامران الشعيبي والراشدي يبحران بقارب التجديف من مسقط إلى مصيرة

21 مايو 2019
21 مايو 2019

يقطعان 350 ميلا بحريا لمدة 13 يوما دون توقف -

كتب - حمد الريامي -

نجح المغامران الشابان إسحاق بن راشد الشعيبي وطاهر بن عبدالله الراشدي في الإبحار بالتجديف عبر القارب الكاياك من منطقة ينكت ببندر الخيران بمحافظة مسقط الى ولاية مصيرة بمحافظة جنوب الشرقية في 13 يوما متواصلة بدون توقف قطع من خلالها المغامران 350 ميلا بحريا تقريبا بعد جهد وعمل متواصلين من خلال وجود فريق عمل تابع مسير هذه المغامرة ليل ونهار والمكون من جمال الشعيبي وسعيد الراشدي وسالم الغسيني وحميد المحاربي وخالد الشعيبي واسماعيل المحرمي الذين تابعوا هذه الرحلة بشكل متواصل منذ انطلاقتها حتى الوصول الى خط النهاية على الرغم من الإجهاد الذي أصاب المغامرين في بعض الأماكن والظروف المناخية التي صادفتهم خلال خط سير الرحلة إلا ان العزيمة كانت حاضرة لدى الجميع لإكمال هذه المغامرة بنجاح.

فكرة المغامرة

يقول البحاران إسحاق الشعيبي وطاهر الراشدي بأن فكرة هذه المغامرة جاءت من خلال التشاور في تحقيق إنجاز شخصي على مستوى السلطنة ما بين تسلق إحدى القمم في الجبال الشاهقة والمعروفة في السلطنة وما بين التجديف في البحر لمسافة طويلة لم يحققها أي شخص من قبل ، وبعد التشاور في الأمر تم الاتفاق ما بين المغامرين على أن رحلة التجديف بقارب الكاياك من محافظة مسقط الى ولاية مصيرة وذلك باعتبار المسافة جيدة بالإضافة الى أن الرحلة ستمر بالعديد من نقاط التوقف الساحلية واستغلال تيار الهواء العكسي الذي يعطي الأفضلية في التجديف وقطع مسافة جيدة في اليوم الواحد بالإضافة الى ان قطع هذه المسافة تعتبر تحديا بالنسبة لنا مع توقع التقلبات البحرية المتوقعة والمتمثلة في الهواء وارتفاع أمواج البحر.

الإعداد البدني والفني

قبل شهرين من انطلاقة الرحلة بدأنا الإعداد البدني من خلال رفع معدل اللياقة البدنية والتعود على التجديف من خلال أوقات مختلفة بالنهار والليل بالإضافة الى السباحة الطويلة في أعماق مختلفة استعدادا لأي شيء طارئ يحدث للقارب مع توفير كافة وسائل السلامة والمعدات المصاحبة مع صيانة القارب وإصلاح الكراسي وشد الحبال وفحص القارب من الخدوش وفحص أغطية القارب خوف من تسرب المياه وفحص مخزن القارب وتجهيز الخيمة مع شراء بعض المعلبات والمواد الغذائية الخفيفة والمياه والتعود على أماكن التخييم ومعرفة الإحداثيات والخطط البديلة لأي طارئ مع وضع نقاط معينة قابلة للتغير من خلال متابعة متواصلة من فريق العمل ومعرفة خط السير والتأكيد من صلاحية كافة أجهزة المراقبة والإضاءة والاحتياطات اللازمة.

الانطلاقة في ٢٧ابريل

بعد معرفة كافة التجهيزات بدأت الرحلة في ٢٧ أبريل الماضي وتحديدا الساعة الخامسة عصرا من محافظة مسقط من ينكت في الخيران في ولاية مسقط مرورا بالخيران الخمسة وجبال السيفة وتم المبيت أول ليلة هناك حيث تم اختيار هذه المنطقة لأنه يعتبر أطول تجديف خلال فترة التدريب لنتوقف في منطقة رأس أبو داؤد على مشارف ولايات قريات وكان الموج أقل ارتفاعا من يوم التجديف وبعدها تم التجديف إلى ولاية قريات الحاجر والتخييم هناك ثم التحرك إلى شاطئ دغمر وبمة والالتقاء في ميناء قريات وكان في استقبالنا عضو مجلس الشورى سعادة سعيد الغزيلي ورحب بنا وحثنا على المواصلة بكل قوة في هذه الرحلة والمغامرة الوطنية وأيضا تم اللقاء مع مجموعة من المواطنين أثناء التوقف في ميناء قريات وأيضا في خفر السواحل مشكورين كانت هناك رحلة ومتابعة للسلامة من دوريات خفر السواحل التابعة لولاية قريات .

رافقـــــت المغامرين دوريات خفر السواحل إلى ضباب وفنس للمبيت في فنس وبعد فنس الفجر تم التحرك والإبحار إلى وادي شاب والاستراحة قليلا ومن ثم مواصلة الإبحار إلى طيوي ومنها إلى قلهات ومن قلهات شاطئ البر بمدينة صور وتم التخييم والمبيت في شاطئ المرتفع والالتقاء بشباب المغامرات من ولاية صور الذين اللقاء بهم في جلسة استثنائية تم تناول فيها وجبة العشاء معا وتبادل الحديث عن هذه المغامرة.

ويواصل الشعيبي والراشدي حديثه عن الرحلة تم التوجه إلى ميناء صور وكان هناك استقبال رسمي من سعادة الشيخ عامر المشرفي عضو مجلس الشورى عن ولاية صور وعدد من المسؤولين والرياضيين ومدربي المغامرات في ولاية صور بعدها واصلنا التجديف نحو العيجة مرورا بخور جراما ومنها إلى رأس الحد وسواحل ولاية جعلان بني بوعلي وبني بوحسن البندر الجديد وأصيله والسويح والأشخرة وشروق ورأس رويس وبعض الشواطئ الى ولاية مصيرة لؤلؤة بحر عمان في مسافة بلغت 500 كيلو متر أي 350 ميلا بحريا تقريبا.

بحر العرب الأصعب

ويتحدث المغامران الشعيبي والراشدي عن هذه الرحلة بأنه كان فيها شيء من الصعوبة وخاصة خلال دخولهما منطقة بحر العرب في رأس الحد نظرا لتغير الأجواء المناخية والتيارات الهوائية القوية التي بها الأمواج العالية على الرغم من أنه كان من افضل الأماكن حيث زرقة المياه وصفاؤها حيث تستطيع ان تشاهد قاع البحر ، كما كانت المسافة من منطقة الأشخرة الى منطقة قرون ومن قرون الى النجدة ومن فنس الى صور هي المسافات الأطول أما المسافة الأصعب فكانت في رأس الجنز حيث قطعنا 2 كيلو متر فقط خلال 3 ساعات لان تيار الهواء كان يحول اتجاه القارب الى اليمين والشمال ونضطر الى الدوران والعودة الى المسار من جديد على الرغم من ان اغلب مساراتنا كانت على الشاطئ إلا أننا نضطر في بعض الأحيان الى التعمق في حالة وجود التيارات الهوائية القوية.

مغامرات قادمة

وقال المغامران الشابات اسحاق بن راشد الشعيبي وطاهر بن عبدالله الراشدي على الرغم من تعدد المواهب التي نمارسها في جوانب المغامرة ما بين الغوص والتجديف وتسلق الجبال والمسير الجبلي ما بين الرياضي والتقليدي والذي بدأنا الدخول في غمار هذه المغامرات من 7 سنوات وتشكيلنا الثنائي معا وإقامة بعض الأنشطة للفرق الجماعية خلال الإجازات في تسلق الجبال والمسير الجبلي إلا أننا نفكر في تسلق أحد الجبال أو الكهوف والدخول في مسافات طويلة لاكتشاف ما تخبئه هذه الجبال الشاهقة في السلطنة من جمال وطبيعة خلابة وهذا يحتاج الى جاهزية ولياقة بدنية كبيرة جدا إلا ان التصميم والإرادة التي نمتلكها سنحقق من خلالها ما نسعى إليه في المستقبل.

مراقبة دقيقة

ويتحدث رئيس فريق العمل والمتابعة جمال بن راشد الشعيبي عن العمل الذي قاموا به بأنهم وضعوا في البداية خط سير الرحلة بعناية وأماكن التوقف والتخييم فيها من خلال القارئ الكفي ( جي بي اس ) وربط مباشر مع البحارين طوال 24 ساعة ومراقبتهم من على الشاطئ بالإضافة الى الاتصال المتواصل معهم لمعرفة لياقتهم البدنية وقدرتهم على مواصلة المسير حيث صادفتهم بعض الصعوبات في بعض الأماكن منها ارتفاع أمواج البحر وقوة تيار الهواء بالإضافة الى مد البحر في بعض الشواطئ وعدم القدرة على التخييم في بعض النقاط التي تم تحديدنها سابقا ، لكن الأصعب عندما انقطع معهم خط الاتصال بالقرب من ولاية مصيرة في فترة الليل بالساعة 12 ليلا قبل أن يصلوا الى نقطة النهاية في شاطئ حلف بمصيرة بعد الإبحار من منطقة شنة بولاية محوت لمسافة 18 كيلو متر نظرا لارتفاع الأمواج التي وصلت الى 3 أمتار وقوة الرياح وغرقت الهواتف لذلك تم الاستعانة بقوارب المواطنين في البحث عنهم ونظرا لوجود لديهم الإضاءة المحملة على الرأس تم الوصول اليهم في فترة وجيزة ونقلهم مع القارب الى الشاطئ.

نجاح كبير

ويؤكد سعيد الراشدي احد أعضاء فريق العمل بأن هذه الرحلة بالفعل تعتبر مثيرة وفيها التحدي من قبل شابين طموحين بعيدا عن الجوانب الرسمية من خلال جهود ذاتية وبمساندة من فريق العمل إلا أننا لا ننكر دور بعض الجهات الرسمية مثل مركز تدريب المغامرة التابع للجيش السلطاني العماني وخفر السواحل الذين كانوا مشجعين ومساندين لنا في إقامة هذه الرحلة وبدعمهم اللوجستي حققنا ما نسعى إليه والذي نعتبره إنجازا على مستوى السلطنة يتحقق في فترة زمنية قياسية نظرا لطول المسافة وكذلك بقارب التجديف من خلال وسائل نعتبرها ليست مكتملة بالشكل المطلوب.