صحافة

انهيار المفاوضات بين المحافظين والعمال وعرض جريء للبريكست

20 مايو 2019
20 مايو 2019

في محاولة للتغلب على أزمة البريكست انطلقت مفاوضات بين حزبي المحافظين الحاكم والعمال المعارض استمرت ستة أسابيع بهدف الوصول إلى توافق حول بنود اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن الحكومة أكدت عبر متحدث باسم رئيسة الوزراء تريزا ماي أن المفاوضات مع حزب العمال انتهت إلى طريق مسدود ودون الوصول إلى اتفاق، حيث يختلف الحزبان على شكل العلاقات الاقتصادية التي ستربط بريطانيا بالاتحاد الأوروبي بعد الخروج منه.

صحيفة «الجارديان» سلطت الضوء على انهيار المفاوضات بين الطرفين في تقرير كتبه بيتر ووكر وهيزر ستيوارت بعنوان «ماي وكوريين يلقيان باللوم على بعضهما البعض بسبب انهيار محادثات البريكست»، ذكر أن كليهما يرجع السبب في فشل المفاوضات إلى الانقسامات الداخلية في كليهما، وتقول الصحيفة إن الطرفين يلقيان باللوم كل على الآخر دون ترك أي أمل متبق في التوصل إلى حل وشيك للمأزق الذي تعيشه البلاد.

وتشير صحيفة «ديلي ميل» في تقرير كتبه مارتن روبنسون بعنوان «ماي وكوربين يتبادلان الاتهامات بشأن البريكست» إلى انتهاء الصفقة بين الحزبين، حيث ألقى الجانبان باللوم على بعضهما البعض لفشلهما في التوصل إلى اتفاق بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وأشارت الصحيفتان إلى رسالة كوربين التي وجهها إلى رئيسة الوزراء تريزا ماي وقال فيها: «أرى أن مفاوضاتنا بشأن التوصل لاتفاق حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي قد وصلت إلى منتهاها» ، وأضاف «إن التحرك نحو البحث عن بديل لرئيسة الوزراء ماي يعني أن الحكومة غير مستقرة بشكل غير مسبوق».

وقال كوربين في رسالته أيضا إن «الحكومة لم تغير من موقفها بما يكفي ، وإن الانقسامات داخل حزب المحافظين تعني أن الحكومة لا تستند على سلطة أو قدرة على الوفاء بأي شيء، وأن المحادثات مع حكومة تيريزا ماي وصلت إلى طريق مسدود، كما أن حزبه يؤيد إجراء استفتاء جديد بشأن البريكست.

وفي المقابل، قالت تريزا ماي إن بعض الأمور كان من الصعب الوصول فيها إلى «موقف مشترك» وأضافت: «لم نتجاوز الخلافات داخل حزب العمال حول موقفهم من المضي قدما في خطة خروج، أو إجراء استفتاء جديد».

وقالت ماي في بيان حملة حزبها للانتخابات الأوروبية إن «المحافظين هم وحدهم القادرون على تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ودفع هذا البلد إلى الأمام نحو مستقبل أكثر إشراقا»، كما انتقدت زعيم ومؤسس حزب «بريكست» الجديد نايجل فاراج ، وشككت في قدرته على تحقيق البريكست، وقالت: إنه «لا يعمل بشكل بناء من أجل المصلحة الوطنية».

ومن جانبها قالت صحيفة «الاندبندانت» إن المحادثات بين كوربين وماي لإنقاذ بريكست انهارت ، ما يجعل هزيمة مشروع قانون الانسحاب المقرر التصويت عليه في البرلمان للمرة الرابعة الشهر المقبل شبه مؤكد، موضحة أنه من دون دعم حزب العمال، يتجه مشروع القانون إلى رفض ساحق من قبل أكثر من 100 نائب في الأسبوع الأول من يونيو المقبل، مما يمهد الطريق لتريزا ماي لإعلان استقالتها.

وأشارت الصحيفة إلى وثيقة مسربة كشفت أن الحكومة البريطانية قد وضعت أمام حزب العمال سلسلة من الخيارات بما في ذلك الالتزام بمغادرة الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية يوليو المقبل، وتصويت حر على اجراء استفتاء يكون له القول الفصل.

وبحسب صحيفة «الجارديان» يفضل حزب العمال اتفاقا يشمل اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، بحيث لا تفرض جمارك أو ضرائب على تبادل البضائع بين المملكة المتحدة ودول الاتحاد، كما لا يستبعد الحزب خيار إجراء استفتاء ثانٍ، بحيث يصوت البريطانيون على الاتفاق الذي يقره البرلمان. لكن موقف حزب العمال أغضب المحافظين الداعمين للانفصال، إذ يقولون إن الاتحاد الجمركي سيحد من قدرة بريطانيا على إبرام اتفاقيات تجارية خاصة بها، كما يرون أن التصويت للمرة الثانية غير ديمقراطي.

وذكرت الصحيفة أن بعض النواب المحافظين انتقدوا إقبال ماي على التفاوض مع حزب العمال، لكن ماي ردت على الانتقاد بقولها إن الحكومة «لا تملك إلا التواصل مع النواب على الجانب الآخر من مجلس العموم.»

وفي تطور لاحق ذكرت صحيفة «صانداي تايمز» الأسبوعية إن رئيسة الوزراء تريزا ماي أعلنت في مقال كتبته للصحيفة أنها تستعد لتقديم «عرض جريء» للنواب في محاولة أخيرة لإقناعهم بالموافقة على اتفاقيتها مع الاتحاد الأوروبي بشأن البريكست.

ويتوقع اأن يتضمن مشروع قانون البريكست إجراءات جديدة لحماية حقوق العمال وترتيبات جمركية مستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، واستخدام التكنولوجيا لتجنب الحاجة للرقابة على الحدود بين المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا.

وتعليقا على ذلك تقول الصحيفة إن مناورة ماي تأتي قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في بريطانيا يوم الخميس 23 مايو الجاري، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى توقع فوز حزب «البريكست» الجديد بمعظم المقاعد، مما سيفاقم الضغط على ماي.

المرشحون لخلافة تريزا ماي، أبرزهم بوريس جونسون

تصدرت صورة وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون الصفحات الأولى للعديد من الصحف، وهو مبتسما وملوحا بعلم المملكة المتحدة بيديه خلا حفل افتتاح ملعب للأطفال في دائرته الانتخابية ، وكتبت صحيفة «آي» في عنوانها الرئيسي تقول «بوريس هو المرشح الأوفر حظا ليصبح رئيسا للوزراء» وقالت إنه المرشح الأفضل لدى الكثيرين من أعضاء حزب المحافظين ليحل محل رئيسة الوزراء تريزا ماي.

وكتب سام كوت لصحيفة تقريرا لصحيفة  «التايمز» أشار فيه إلى أن جونسون هو المرشح الأوفر حظا ليكون رئيس وزراء بريطانيا المقبل، وفقا لاستطلاع رأي أجراه معهد  وفقًا لاستطلاع رأي أجراه معهد «يوجوف» لصالح الصحيفة في الفترة من 10 - 16 مايو الجاري، وشمل 858 من أعضاء حزب المحافظين، وحصل فيه جونسون على المركز الأول بدعم 39% من الأعضاء، وجاء دومينيك راب في المركز الثاني بحصوله على 13%، يليه مايكل جوف بنسبة 9٪ ومات هانكوك بنسبة 1٪.

وتقول صحيفة «ديلي ميل» إن بوريس يتفوق على أقرب منافسيه بـ20 نقطة وفقا لاستطلاعات الرأي، لكن صحيفة «التايمز» ترجح أن ترشيحه سيكون مثيرا للانقسام، وأن حملة «أوقفوا جونسون» بدأت تنشط في وستمنستر.

ووفقًا لصحيفة «الصن» ، يخشى المنافسون على قيادة حزب المحافظين من أن مايكل جوف، ومات هانكوك، وأمبر رود، مستعدون لتشكيل «فريق أحلام للاستيلاء على رقم 10 داوننج ستريت» وأن جوف قد يحصل على الدعم بعد أن استضاف 50 نائبا على العشاء في حانة بمنطقة تشيلسي.

وتقول الصحيفة إن بريطانيا تحتاج إلى رئيس وزراء جديد بسرعة ، ويجب أن يكون بديلا لتريزا ماي في السلطة بحلول أوائل يوليو المقبل.

وأشار موقع «نيوز دوت كوم» البريطاني إلى ظهور العديد ممن يقدمون أنفسهم على أنهم يستطيعون قيادة السفينة البريطانية، منهم بوريس جونسون (54 عاما) المرشح الأوفر حظا بحسب شركة المراهنات «لادبروكس»، وأحد أبرز مؤيدي بريكست في استفتاء يونيو 2016، كما أنه تولى حقيبة الخارجية واستقال دفاعا عن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، ويحظى بشعبية لدى الناشطين لكن ليس لدى المحافظين بسبب هفواته وأسلوبه.