صحافة

انهيار الاتحاد الأوروبي خلال عقدين من الزمان

20 مايو 2019
20 مايو 2019

نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا كتبه مراسلها في بروكسل، دانيال بوفاي، بعنوان «غالبية الأوروبيين يتوقعون نهاية الاتحاد الأوروبي في غضون 20 عامًا»، أشار فيه إلى أن ثلاثة من كل عشرة يعتقدون أن الصراع بين دول الاتحاد الأوروبي هو احتمال واقعي، وفقًا لاستطلاع رأي أجراه معهد «يوجوف» لحساب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

وفي سياق التقرير ذكرت الصحيفة ان أكثر من نصف الأوروبيين يعتقدون أنه من المحتمل أن ينهار الاتحاد الأوروبي في غضون جيل واحد، على الرغم من دعم الكتلة التي بلغت مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من ربع قرن.

وأشار التقرير إلى أن غالبية الأشخاص الذين شملهم استطلاع «يوجوف» في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنمسا وسلوفاكيا ورومانيا واليونان وجمهورية التشيك وبولندا ، يعتقدون أن تفكيك الاتحاد الأوروبي هو «احتمال واقعي» خلال ما بين ١٠ إلى ٢٠ عاما المقبلة.

وتعتبر الأرقام مذهلة بشكل خاص في فرنسا ، حيث يتخلف حزب «لا ريبوبليك أون ماركي»، الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون، عن حزب «راسيمبليمنت ناشيونال» الذي تتزعمه اليمينية المتطرفة مارين لوبان في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الأوروبية المقررة الأسبوع المقبل.

وتقول الصحيفة انه وفقًا لمسح أجري بتكليف من مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) ، يعتقد 58٪ من المشاركين في فرنسا أنه من المرجح جدا أو المحتمل إلى حد ما أن ينهار الاتحاد الأوروبي في غضون 20 عامًا ، لتصبح فرنسا في المرتبة الثانية بعد سلوفاكيا التي كانت النسبة فيها (66٪).

ومن بين البلدان الـ 14 التي شملها استطلاع يوجوف - التي تشكل أكثر من 70 ٪ من مقاعد البرلمان الأوروبي - كانت فقط في السويد (44 ٪)، والدنمارك (41 ٪) وإسبانيا (40 ٪) حيث انخفضت نسبة التنبؤ بالانهيار إلى أقل من الأغلبية.

وتقول الصحيفة أنه بعد سبعة عقود تقريبًا من إنشاء المجموعة الأوروبية للفحم والصلب التي ضمت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج في اتفاقية تهدف إلى تفادي حرب أخرى ، قال ثلاثة من كل 10 أشخاص شملهم الاستطلاع إن الصراع بين دول داخل الاتحاد الأوروبي كان احتمالا واقعيا ، وقال ثلث الناخبين في فرنسا وبولندا إنهم يعتقدون أن الحرب يمكن أن تكون ممكنة.

وتعكس النتائج قلقا واسع النطاق بشأن الانتخابات الأوروبية الأسبوع المقبل ، التي أشعلت في جزء كبير منها تحذيرات الزعماء الأوروبيين وظهور حكومات شعبية في العديد من الدول الأعضاء.

ووجد الاستطلاع أن 92٪ من الناخبين يعتقدون أنهم سيخسرون إذا انهار الاتحاد الأوروبي، وتصدرت المخاوف بشأن القدرة على التجارة والسفر والعمل في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى قائمة الأسباب.

ويخشى المواطنون فقدان الوحدة على الأمن والدفاع ويقدرون كونهم جزءًا من كتلة يمكنها مواجهة الولايات المتحدة والصين، وسط تنامي حالة عدم اليقين الاقتصادي والطبيعة الخطيرة للعلاقة عبر الأطلسي.

وذكرت صحيفة «الاندبندانت» في تقرير كتبه جري كوكبيرن حول نفس الموضوع أنه بالرغم من الارتفاع القياسي في دعم الاتحاد الأوروبي بين المواطنين في الدول أعضاء الاتحاد، لكن في الوقت نفسه هناك اعتقاد بأن كتلة الاتحاد سوف تتفكك في غضون 20 عامًا. وقالت الصحيفة إنه من بين الدول الـ 14 التي شملها الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوجوف» لصالح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لم يتم الإبلاغ عن الإيجابية حول مستقبل الاتحاد إلا من قبل الناخبين في السويد وإسبانيا والدنمارك. وأن المفوضية الأوروبية قالت إن الأرقام توضح «مفارقة» قبل الانتخابات ، حيث ذكرت أيضًا أن ثلثي الأوروبيين يعتقدون حاليًا أن الاتحاد الأوروبي «شيء جيد» ، وفي الختام ذكرت الصحيفة أن نتائج الاستطلاع قد تعكس الخوف وعدم اليقين بشأن مستقبل الاتحاد الأوروبي.