روضة الصائم

فـــتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

20 مايو 2019
20 مايو 2019

لا يمنع من التقرب إلى الله بصيام ستين يوما متتابعة

هل يجوز صيام شهرين متتابعين بقصد التقرب إلى الله تعالى؟

لا يمنع من التقرب إلى الله تعالى بصيام ستين يوماً متتابعة إذ ليس ذلك كصيام الدهر، وإنما يُنهي عن صيام الدهر، والله أعلم.

ما قولكم في صوم الأيام الستة من شوال؟ هل يلزم أن تكون بعد يوم عيد الفطر مباشرة أم لا باس أن تؤخر مثلاً كأن يبدأ بعاشر أو قلبها أو بعدها؟ وهل يلزم تتابع الأيام أم يجوز الفصل؟ فإن قلتم يلزم صوم النفل في شوال بعد العيد مباشرة، فما معني العطف (بثم) في الحديث: والقاعدة : أن العطف (بثُم) على التراخي؟

الحديث مطلق غير مقيد بالفورية ولا بالتتابع، لذا لا أرى حرجاً في تأخير صومها ولا في تفريقها، وليس ذلك استدلالاً بما تدل عليه (ثُم) من المهلة، لأنها كما تأتى للمهلة الزمنية تأتى للمهلة الرتبية، وهو الغالب عليها في عطف الجمل كما قوله تعالى : {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} (مريم : 70) مع أن علمه تعالى سابق غير مسبوق لأنه علم أزلي وقوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} (مريم: 72) مع أن نجاتهم كانت قبل أن يصلى غيرهم النار، وكذلك قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ) (الأعراف: 11) «مع أن قوله للملائكة (اسْجُدُوا لِآَدَمَ) سابق على خلقه فضلاً عن خلق ذريته بدليل قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر: 29، ص: 72) بل قال بعض النحويين : إنَّ (ثُم) إنْ عطفت الجمل لا تكون إلا للمهلة الرتبية، لذلك استدللت بمجرد الإطلاق لا بالمهلة المفهومة من (ثُم)، والله أعلم.

ما قولكم فيمن تنفل بصيام ستة أيام من شوال وفي اليوم السادس سافر وطال سفره أكثر من شهر، فماذا عليه؟

إن كان شرع في صيام ذلك اليوم فأفطره فليبدله وإلا فليس عليه بدل، والله أعلم