1223168
1223168
صحافة

الوفاق: هل تشن أمريكا الحرب على إيران؟

19 مايو 2019
19 مايو 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (الوفاق) مقالا جاء فيه:

منذ فترة طويلة وهناك قناعة عامة لدى جميع المعسكرات بأن حربا مؤجلة في المنطقة ستندلع، وأنها فقط مسألة وقت، وأن الصراع لن تنفك عقدته سوى بحرب كبرى تتجاوز أبعادها نطاق اندلاعها، وأن أطرافها ليست مجرد دول، وإنما محاور ومعسكرات.

وقالت الصحيفة: ما نناقشه هنا، ليس هذه القناعة، فهي راسخة، وإنما: هل حان وقت هذه الحرب؟ وهل التصعيد الذي نراه بالمنطقة هو بمنزلة دق لطبولها؟

وأجابت الصحيفة: لعل من الملائم أولا، استعراض جوانب التصعيد، ثم محاولة استقراء الصورة وملابساتها لمحاولة الخروج بتقدير موضوعي للموقف، فمن شواهد التصعيد يمكن رصد تكثيف الحصار على إيران ودفع أمريكا بحاملة طائرات وقاذفات «بي 52»، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو» المفاجئة للعراق وما صاحبها من تصرفات دراماتيكية بقطع زيارة مهمة لبرلين وإعلان بومبيو عن تقارير تفيد بهجوم وشيك على القوات الأمريكية في العراق من إيران وحلفائها!

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذه الشواهد تضفي وجاهة على احتمالات حصول مواجهة عسكرية بين إيران وأمريكا، لكنها ومن خلال تحليلها تظهر تناقضات تجعل من احتمالات الحرب ضعيفة للغاية، لوجود تناقض بين تعميق الحصار واتخاذ قرار الحرب، فلو أن أمريكا حزمت أمرها واتخذت قرارا بالحرب، لما سعت للحظة الأخيرة لخنق الاقتصاد الإيراني وحصاره، باعتبار أن هذه السياسة هي البديلة للحرب بسبب صعوبة الأخيرة وخطورتها وعدم ضمان نتائجها وتداعياتها، ويتضح هذا من كلمات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» حيث قال بعد إصداره مرسوما تنفيذيا يفرض بموجبه عقوبات جديدة على إيران تستهدف قطاع المعادن: إنه يتطلع إلى إجراء لقاء مع القيادة الإيرانية من أجل وضع اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي.

وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إرسال حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» إلى المنطقة كان مرفقًا في مضمونه بالتهدئة وعدم التصعيد، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي «جون بولتون» عن التحرك العسكري من جانب الولايات المتحدة: إنه جاء استجابة لعدد مما أسماه المؤشرات والتحذيرات المقلقة والمتصاعدة، لإرسال رسالة إلى إيران أن أي هجوم على مصالح أمريكا سيقابل بالقوة، وهي تصريحات أقرب للتصريحات الدفاعية، بحسب الصحيفة.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: قد تخرج الأمور عن السيطرة لأن أي تفاوض محتمل بين طهران وواشنطن بوجود قوات عسكرية من الجانبين قد ينجم عنه خطأ صغير يقود إلى حرب كبرى، وربما سيكون إعلانًا رسميًا لنهاية حقبة شائكة وقلقة جدا في الشرق الأوسط.