الاقتصادية

غدا.. السلطنة تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للمترولوجيا

18 مايو 2019
18 مايو 2019

تحت شعار «النظام الدولي لوحدات القياس نحو استقرار أفضل»

تحتفل السلطنة ممثلة بوزارة التجارة والصناعة مع نظيراتها من دول العالم باليوم العالمي للمترولوجيا (علم القياس) والذي يصادف يوم الاثنين الـ (20) من مايو من كل عام، حيث يأتي هذا العام تحت شعار «النظام الدولي لوحدات القياس، نحو استقرار أفضل»، ويعتبر هذا الشعار استكمالا لشعار العام الماضي «التطور المستمر للنظام الدولي للوحدات»، والخاص بالاتفاق على تغيير بعض الوحدات الخاصة بالنظام الدولي للوحدات ‪SI Units مما يضفي على هذه الوحدات الأساسية السبع المتر والذي يستخدم لقياس الطول، والكيلوجرام لقياس الكتلة، والأمبير لقياس شدة التيار الكهربائي، والثانية لقياس الزمن، والشمعة لقياس شدة الضوء، والكلفن لقياس درجة الحرارة، والمول لقياس كمية المادة) استقرارا في صيغتها مع مرور الزمن وذلك بربطها بثوابت، وليس بأجسام مادية قابلة للتغير حسب ظروف الزمان والمكان.

ويأتي الاحتفال السنوي بيوم المترولوجيا العالمي تخليدا لذكرى توقيع اتفاقية المتر عام 1875م، والتي تمت بمشاركة (17) دولة حول العالم، وقد انبثق عن هذا الاجتماع إنشاء المكتب الدولي للأوزان والمقاييس ‪ (BIPM)ومقره فرنسا، وقد وضعت اتفاقية المتر إطار للتعاون العالمي في علم المترولوجيا (علم القياس) لإزالة معوقات التبادل التجاري والصناعي والتي كان سببها الاختلاف في وحدات القياس بين دولة وأخرى.

وبداية 20 من مايو 2019م سيبدأ من هذا اليوم التغيير العالمي للكيلوجرام واستبداله بثابت بلانك، وتعريف الناس إن كان هذا التغيير سوف يؤثر على تعاملاتهم بشكل مباشر. ويعتبر 20 من مايو 2019م يوم تاريخي في مجال المترولوجيا، حيث يكون هذا اليوم بداية للعمل بالتعريف الجديد للكيلوجرام وربطه بثابت بلانك بدل من ربطه بجسم مادي. ‪ وكباقي دول العالم فإن التغيير في التعريف الجديد للكيلوجرام لن يؤثر على الشخص العادي في السلطنة في تعاملاته المتعلقة بالوزن والتي يتعامل معها بصورة يومية في البيع والشراء. ولكن سيكون أثر هذا التغير ملحوظا على الجهات ذات التطبيقات العالمية العملية المستخدمة في الأبحاث والصناعات التي تعتمد على القياسات الدقيقة جدا، مما يجدر بهذه الجهات القيام بالتغيير المطلوب تماشيا مع هذا الحدث العالمي الكبير‪ .

وأكد سعيد بن سلطان البوسعيدي رئيس قسم الرقابة والتفتيش بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة أنه قد تم في شهر نوفمبر من عام 2018م في المؤتمر العام للأوزان والمقاييس في مدينة فرساي الفرنسية موافقة أكثر من 60 دولة على التعريف الجديد لوحدة الكتلة الكيلوجرام، مشيرا الى أن تاريخ الكيلوجرام المعياري/ ‏‏المرجعي للعالم كله، يعود إلى القرن التاسع عشر وتحديدا في عام 1889م حيث تم تصنيع جسم مادي عبارة عن كتلة أسطوانية الشكل مكونة من (واحدة من أكثر الخلطات المعدنية استقرارا) مادتي البلاتينيوم والريديوم، وتم الاحتفاظ بهذا الكيلوغرام المعياري في ثلاثة أوعية زجاجية مقفلة ومفرغة من الهواء بمكان خاص وبعيدا عن أي تأثيرات ‪ خارجية وذلك في قبو بالمكتب الدولي للأوزان والمقاييس ‪ (BIPM)في فرنسا، وعلى الرغم من الظروف البيئية المثالية لحفظه إلا أنه ومع مرور السنين ظهر تغير بسيط في وزن الكيلوجرام المعياري (سواء بالزيادة في وزنه بسبب التقاط بعض الملوثات أو النقص في وزنه عند تنظيفه) مما يؤثر على جميع الكتل والأوزان في العالم، وعليه قام العلماء والمختصون من دول العالم ولسنوات عدة بالبحث عن بديل لهذا الجسم المادي والذي يتغير مع الوقت، وبعد أبحاث مطولة تم التوصل لاستبدال وحدة الكيلوجرام المعياري إلى بديل آخر وهو عبارة عن خاصية أساسية يعتقد العلماء بأنها ثابتة في أنحاء الكون المختلفة وتعتبر ذات قيمة صغيرة ودقيقة من الفيزياء الكمية والمعروفة باسم الثابت الحسابي أو «ثابت بلانك». .

حفظ الحقوق

وقال رئيس قسم الرقابة والتفتيش: إن وزارة التجارة والصناعة تقوم بالمعايرة والتحقق من أجهزة القياس المختلفة، حيث تعتبر هي الجهة المرجعية للمعايرة الصناعية والقانونية في السلطنة وذلك حسب المرسوم السلطاني رقم 17/‏‏2013 والخاص بقانون القياس والمعايرة، حيث إن تطبيق هذا القانون يقلل من أخطاء القياس المحتملة، وبالتالي تعزيز الثقة بين المستهلك والمؤسسات التجارية المختلفة، وتوفير مظلة قانونية تحمي حقوق كل من التاجر والمستهلك من وجود أي خلل في أدوات القياس المستخدمة في التعاملات التجارية والصناعية، وتسهيل التعامل التجاري بين السلطنة ودول العالم فيما يتعلق بالسلع والبضائع ذات العلاقة بأجهزة القياس المختلفة.

مختبر مرجعي

وأضاف سعيد البوسعيدي: يعتبر مختبر القياس والمعايرة التابع لوزارة التجارة والصناعة المختبر المرجعي للسلطنة في مجال القياس والمعايرة ويعنى بحفظ معايير القياس الوطنية والمواد المرجعية وادامتها وتسلسلها للنظام الدولي لوحدات القياس، بالإضافة إلى تقديم خدمات المعايرة للجهات الحكومية والخاصة المختلفة. كما أن الوزارة تقوم بالرقابة والتفتيش على المؤسسات التي تستخدم أجهزة الوزن والقياس الخاضعة للرقابة القانونية والتي تمس حقوق وصحة وسلامة المستهلك مباشرة، ومن بينها الموازين بكافة أنواعها كموازين الصاغة والموازين التجارية وموازين الجسور، وكذلك كمية الوقود التي يحصل عليها الزبون من محطات الوقود السائل، والعمل على سن اللوائح الخاصة بالمواد المعبأة مسبقا.

دور السلطنة في المترولوجيا

وأشار رئيس قسم الرقابة والتفتيش قائلا: تعتبر السلطنة عضوا رئيسيا في هيئة التقييس الخليجي منذ قرار تأسيسها من قبل المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 2001م، وقد انبثق من هذه الهيئة التجمع الخليجي للمترولوجيا‪

(GULFMET) عام 2010م، حيث إن من أهدافه تسهيل الإجراءات والاشتراطات الدولية المتعلقة بالمترولوجيا وتعزيز المشاركة الفعالة والاعتراف الدولي لمختبرات القياس والمعايرة الوطنية المرجعية وإكساب موظفيها الخبرة المطلوبة وذلك بالاحتكاك وتبادل الخبرات بالمنظمات الإقليمية والدولية في مجال المترولوجيا. وتم إشراك أعضاء بصفة مشاركين من عدة دول: كجمهورية مصر العربية والبوسنة والهرسك وتركيا وكوريا الجنوبية وهونج كونج.

وقال سعيد البوسعيدي: إن السلطنة حصلت على مشورة فنية نهاية عام 2018م لتعزيز إمكانات المترولوجيا المختلفة بالتنسيق بين التجمع الخليجي للمترولوجيا والجهات الدولية ذات الاختصاص، تم على إثرها زيارة عدد من الجهات الحكومية والخاصة التي تتعامل مع الوزارة في المعايرة الصناعية والقانونية بالإضافة إلى ذوي الاختصاص بوزارة التجارة والصناعة .