1222412
1222412
صحافة

الإيطالية: أوروبا تخشى بعض الأوروبيين

18 مايو 2019
18 مايو 2019

في وقت صدر فيه حكم من المحكمة العليا الإيطالية يعتبر السلام الفاشي أو الروماني مُداناً قضائيا ولا يمكن اعتباره مخالفة أو جرماً مخففاً، وأنَّ حرية التعبير تتوقف عندما تصبح مُحرّضة على التمييز العنصري و العنف، تناولت الصحف الإيطالية عدة مواضيع خاصة بمستقبل أوروبا، كمثل الانتخابات البرلمانية الأوروبية و التغيرات المقبلة على رأس كل سلطة من السلطات المركزية العليا في الاتحاد. يومية لا ريبوبليكا الإيطالية اعتبرت أنَّ أوروبا في خطر، و هذا ليس بجديد. ها هي بريطانيا العظمى الجبَّارة القوية تستخف بنفسها وتلتهي بمشروع ملهاة خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهي بعملها هذا قطعت الطريق فوراً أمام المجر وبولندا وإيطاليا، وهي البلدان التي كانت قد ألمحت إلى إمكان خروجها من إطار الوحدة الأوروبية ولكنها لم تفعل. السبب المباشر لتخلّيها عن هذه الفكرة كان ما تخبطت به بريطانيا و المخاطر التي تعرضت أو قد تتعرض لها بخاصة على الصعيد الاقتصادي. بطبيعة الحال إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أمر مقلق ولا يخلو من المخاطر. لكن ما يخطط له بعض السياسيين الأوروبيين هو أخطر بكثير على أوروبا من خروج بريطانيا من اتحادها. فإذا كان نايجل فاراج البريطاني يسعى لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، فإنَّ بعض السياسيين يخطط لتفكيك الوحدة من الداخل و لا يضيره أن يقوم بذلك على المدى الطويل. أليس المشهد ذاته قد تكرر في تاريخ أوروبا على مدى العصور؟ بعد كل حرب ينشأ نظام أوروبي جديد يستمر لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر قبل أن يتآكل هذا النظام و يتحطَّم و يتبعثر. من جهتها، في موضوع الانتخابات البرلمانية الأوروبية، كتبت يومية أيل سوله الإيطالية أن الأحزاب الشعبوية قد تتمكَّن من جذب العديد من الناخبين الراغبين بخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، لكن هؤلاء لن يتمكنوا من إقناع الأغلبية الأوروبية بجدوى إنهاء الاتحاد. إن الانتخابات المقبلة ستمكِّن الاتحاد من إعادة تقييم التيارات الشعبوية والتحالفات التي عقدتها أو ستعقدها داخل البرلمان الأوروبي الجديد. إنَّ أي اقتراح بالتغيير على الصعيد الأوروبي يجب أن يمر بالمجلس الرئاسي الأوروبي الذي يأخذ قراراته بالإجماع. هذا يعني أنَّ مهمة الشعبويين في البرلمان الأوروبي ستكون صعبة و عويصة و معقَّدة و ليست أبداً سهلة كما يحاول الشعبويون إظهارها في حملاتهم الانتخابية.