1221568
1221568
المنوعات

« رمضان في تونس ».. عادات وتقاليد تحث على القيم الإسلامية

17 مايو 2019
17 مايو 2019

تونس، العمانية: رغم التحول الكبير والسريع الذي يشهده العالم والذي طال كل جوانب الحياة وأثّر بصفة واضحة على عادات وتقاليد بعض الشّعوب بما فيها الشعب التونسي، إلا أن شهر رمضان بقي الاستثناء من حيث حِفاظه على كل التقاليد والسّمات التي ميزته منذ قرون والتي تتجلى في كل جوانب الحياة بما فيها الجانب الديني والاقتصادي والاجتماعي والسلوكات الغذائية.

وفي تونس يبدأ الاستعداد لشهر رمضان المبارك قبل مدة من حلوله، فتتعدد مظاهر التحضيرات والاستعدادات وتبدأ الأسر التونسية في أعمال تنظيف شاملة للمنازل من خلال طلاء الجدران وتجديد الأواني وتحضير وخزن «العولة» التي ستستخدم على امتداد الشهر كما تشمل أعمال التنظيف الأسواق والمساجد التي تُزين وتهيّأ استعدادًا لاستقبال أعداد كبيرة من روادها خلال الشهر الفضيل.

كما تكثر في الشهر الفضيل مجالس تحفيظ القرآن الكريم والذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات الدينية التي تحث على القيم الإسلامية السمحة خاصة قيم التعاون والتضامن وهو ما ينعكس بصفة جلية على الممارسات الاجتماعية من خلال تقديم المساعدات للأسر المحتاجة وتنظيم موائد الإفطار طوال الشهر وهي أعمال تتكفل بها بعض مؤسسات الدولة وكذلك ميسورو الحال من العائلات التونسية.

ومن أهم سمات شهر رمضان في تونس، أنه يمثل فرصة مثلى لتوطيد العلاقات الأسرية حيث يأخذ التجمع حول مائدة الطعام طابع القداسة فلا يتخلف عن موعد الإفطار أي فرد من العائلة كما يعتبر شهر رمضان شهرًا مُوحِّدًا لكل التونسيين مهما تباعدت مواقعهم او تباينت إمكانياتهم إذ يشترك الجميع في عادات غذائية موحدة فلا تخلو مائدة من حبات «تمر» أو «دقلة» أسوة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) و«الحساء» أو «الشربة» وهي الوجبة الأولى في كل أنحاء البلاد لسهولة هضمها إضافة إلى «البريكة التونسية».

ومن العادات البارزة خلال شهر رمضان تنويع أصناف وأشكال الخبز المحلي سواء من حيث الشكل أو المكونات كما أن تطور النمط الغذائي للتونسيين لم يمنع من تزيين طاولات مائدة الإفطار بـ «الزلابية» و «المخارق» وهي حلويات تونسية يتم إعدادها وتناولها في شهر الصيام.

وخلال هذا الشهر تكثر الزيارات والسهرات الرمضانية التي تُستغل لتوطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية، اضافة الى أن شهر رمضان وتحديدًا ليلة النصف وليلة السابع والعشرين من المواعيد المهمة للاحتفال بالعديد من المناسبات خاصة حفلات الخطوبة وختان الأطفال. ويستمد شهر رمضان في تونس خصوصيته من خلال العديد من الممارسات التي تمثل إحياء للعادات والتقاليد في تونس كـ «ابو طبيلة» وهو شخص يقوم بحمل طبل ويجوب الأزقة والمنازل ضاربًا على طبله لإيقاظ الناس لتناول السحور، وكذلك عادة إطلاق «المدفع» الذي يتم إطلاقه لإعلان نهاية شهر الصيام.

وفي «العشر الأواخر» من شهر رمضان تزدحم الشوارع والمقاهي والمحلات إذ يصطحب أولياء الأمور أبناءهم لشراء مستلزمات العيد من ملابس وحلويات مختلفة في حين تزدحم مطابخ المنازل هي الأخرى بالنساء اللاتي يقمن بإعداد الحلويات الخاصة بالعيد.