774
774
روضة الصائم

سالم بن سعيد الصائغي نسخ من غير مؤلفاته «الضياء للعوتبي وأطواق الذهب للزمخشري وقصيدة للغزالي وغيرها»

17 مايو 2019
17 مايو 2019

فقيه ناظم للشعر «حي 1233هـ/ 1818م» -

عرض: سالم الحسيني -

لغزارة الإنتاج الفكري العماني ظهر النساخون العمانيون ليتولوا أمر الكتابة، سواء كان ذلك نقلا عن المؤلفين، أو بإملاء العلماء لهم، أو نسخا لكتب قديمة، أو أنهم كعلماء نسخوا لأنفسهم.

وتميز النسّاخ العمانيون بأنهم على قدر من الثقافة وجودة الخط فقد أعملوا جهدهم وتفننوا في الخطوط وفي تمييز بعض الكتابات والكتب بألوان معينة ونقوش وتقسيمات، ومع وجود النساخين كان للعلماء المؤلفين باع كبير في نسخ الكتب لأنفسهم دون الحاجة الى نساخ خاص.

حلقاتنا في ملحق (روضة الصائم) لهذا العام اخترناها لقارئنا الكريم أن تكون عن (النسّاخ العمانيين) ليتعرف على الدور الكبير والجهد الحثيث الذي قام به الأجداد لنقل إرثهم وإنتاجهم الفكري عبر القرون الماضية لتستفيد منه الأجيال جيلا بعد جيل.

ولقد كان لـ «المديرية العامة للآداب - دائرة المطبوعات» بوزارة التراث والثقافة تعاون كبير في هذا الجانب حيث زودتنا بالمخطوطات التي حملت خطوطهم الفريدة كما استعنا بـ (معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية- قسم المشرق) عن سير هؤلاء النسّاخ .. فكانت هذه السلسلة من الحلقات.

الشيخ سالم بن سعيد بن علي الصائغي.. فقيه ناظم للشعر عاش في النصف الثاني من القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر الهجري، في ولاية منح.

جد واجتهد في طلب العلم فتعلم على يد عمه الشيخ جمعة بن علي الصائغي وكان يسأل الشيخ ابا نبهان الخروصي ويراسل الشيخ السيد مهنا بن خلفان البوسعيدي.

كان على صلة بالسيد سالم بن سلطان الذي كان محبا للعلماء والمتعلمين وله فيه مدائح.

وكان معتنيا بنسخ الكتب لنفسه فمما نسخه من غير مؤلفاته (الضياء للعوتبي، وأطواق الذهب للزمخشري، وقصيدة للغزالي، وغيرها).

له آثار علمية عدة (المضنون به على غير أهله مخطوط في أصول الشريعة وفروعها ألفه لما رأى أن تأليف من قبله من أهل مذهبه بين مطول يمله القارئ وبين مختصر غير تام الفائدة فأراد من تأليفه أن يكون كتابا متوسطا بين التطويل والاختصار ليسهل تناوله ويهون الارتقاء به إلى الأعلى.

والكتاب يقع في ثلاثة مجلدات ومتوسط كل مجلد يزيد عن ستمائة صفحة ومجمل عدد أبوابه 307 أبواب وقد فرغ مؤلفه من تأليفه في شهر صفر سنة 1223هـ/‏‏ ابريل 1808م، وكتاب لباب الآثار الواردة على الأولين والمتأخرين الأخيار، والإرشاد الى سبيل الرشاد، وكنز الأديب وسلافة اللبيب، ومنثورة اللآلئ، وأجوبة متناثرة، ودلالة الحيران، وغيرها).

ومما جاء في أحد الكتب التي نسخها (تمت الأرجوزة المباركة بعون الله وحسن توفيقه وصلاته وسلامه على خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم على يد مالك قرطاسها سالم بن سعيد بن علي الصائغي بيده غرة المحرم سنة 1211 من الهجرة. آمين.