روضة الصائم

فـي القصــاص والـــديــة والعـفــــو

17 مايو 2019
17 مايو 2019

د. صالح بن خلفان البراشدي -

يقول الله تعالى:( يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عُفِي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) سورة البقر178.

هذا النداء الإيماني فيه توجيه وتعليم لحكم شرعي يعتبر من الأحكام التي تعين على تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع الإسلامي، وتذكر بعض الروايات أنه كانت تنتشر في بعض أحياء العرب أن يُقتل الحر بالعبد، والرجل بالمرأة فأبطل الله هذا الحكم الجاهلي وبيّن أن الحر يقتل بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى، ثم نزلت بعد ذلك قول الله تعالى:(وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين...)، فأصبح الحكم أن يُقتل القاتل بدون تمييز في القاتل بين الحر والعبد والمرأة.

كما أن الله تعالى بين لنا في هذه الآية الكريمة أن لأهل القتيل العفو عن القصاص وأخذ الدية، والتي وجهنا الله تعالى في طلبها بالتزام المعروف، وعلى القاتل أن يؤدي الدية بالمعروف ولا تجوز المماطلة في ذلك، وأشار الله تعالى إلى أن الدية تخفيف وتيسير على الناس ورحمة منه سبحانه، وحفظا للمجتمع الإسلامي فقد حذر الله تعالى من الاعتداء على القاتل إذا رضي أهل القتيل بالدية، ورتّب على هذا الاعتداء عذابا أليما في الآخرة.

فاللهم احفظنا وعبادك أجمعين، واهدنا واهدهم للدين القويم.