روضة الصائم

النداء الثالث: الأكل من الطيبات وشكر الله

16 مايو 2019
16 مايو 2019

د. صالح بن خلفان البراشدي -

قال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) سورة البقرة 172.

يظهر لمن تأمل هذه الآية الكريمة أن الله تعالى يدعو عباده المؤمنين إلى الاهتمام بالبناء البدني لأجسامهم، فالبدن بحاجة إلى الطعام والشراب، وحيث أن صلاح وصحة الجسم يرتبط بصلاح وطيبة ما يتناوله فإن الله تعالى يذكرنا بأن كل نعمة نعيشها فهي من الله تعالى، فالله تعالى يدعونا إلى الأكل من الطيبات، وفي ذلك دلالة على أن في الموجودات الطيب والخبيث، فما المقصود بالطيب والخبيث؟ وكيف نظر إليهما الشرع الشريف؟

الطيّب هو كل ما يؤدي إلى الصحة الجسمية والصلاح الذهني والفكري والمصلحة المجتمعية، أما الخبيث فهو المقابل للطيب وهو كل ما يؤدي بالضرر والمضرة بالفرد والأسرة والمجتمع.

وحينما تناول الشرع الشريف ذلك قال سبحانه في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم:( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث...) سورة الأعراف 157، فيظهر من ذلك أن الطيب حلال، والخبيث حرام، ومن هنا فقد دعانا الله تعالى إلى الأكل من الطيبات وترك المحرمات التي ذكرها الله تعالى في قوله:( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به...) سورة المائدة 3. ، وقوله:( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل...) سورة البقرة 188.

كما أن هذه النداء الإيماني يذكرنا بأن هذه الطيبات هي رزق ونعمة أنعم الله تعالى علينا بها ( رزقناكم)، وهذه النعمة العظيمة تستدعي من العبد المؤمن شكر الله تعالى، الذي هو مفتاح لزيادة الأجر والثواب، يقول سبحانه:( لئن شكرتم لأزيدنكم)، لأن شكر النعمة من صميم العبادة لله تعالى.

اللهم تقبل منا ومن جميع المسلمين.