1215984
1215984
روضة الصائم

مكتبة السباخ العامة بإبراء تخدم المجتمع منذ أكثر من ثلاثة عقود

12 مايو 2019
12 مايو 2019

حمود بن سعيد العيسري: المرجعية المعرفية والتربية العلمية للسباخ سبب في تــــــــــــــــطوير المكتبة -

إعداد: مكتب عمان بنزوى -

عبر أكثر من ثلاثة عقود، مرت مكتبة السباخ العامة بمراحل من التطوير والتنوير، وكانت إرهاصات نشأتها في السبعينات من القرن الماضي، فاتجهت لنشر العلم والمعرفة، وساعد على ذلك ما كانت تزخر به قرية السباخ من حلق الدراسة المتعددة ورجالات العلم، الذين ذاع صيتهم، وكان في مقدمتهم الشيخ سعيد بن عبد الله بن غابش النوفلي- رحمه الله- وآنذاك كان مقرها في البيت الشرقي المملوك للمعلم مسعود بن محمد الطوقي -رحمه الله-، استأجرته منه وزارة الشؤون الاجتماعية، وكانت المكتبة مكونة من صناديق تحتوي على كتب ومنشورات، وكانت تسمى «مكتبة الراشدون» ثم تبلورت فكرة تكوين المكتبة، ونقلت إلى مقرها في المسطاح المجاور لسبلة السباخ.

مسيرة أكثر من 30 عاما

تقع مكتبة السباخ في قرية السباخ بولاية إبراء، وبعد انتقالها إلى مقرها الجديد في موقع «المسطاح» داخل قرية السباخ، شهدت المكتبة نشاطا وانتسب إليها عشرات الأعضاء بحسب استمارات العضوية التي سُجل أغلبها في سنة 1986م، هناك توسعت في مبناها وأداء أدوارها حيث كانت تقام فيها الفعاليات، كالمحاضرات العلمية، والأنشطة الرياضية، والمسابقات الثقافية، ومعارض لبيع الكتب والأشرطة، ثم بدأت باستقطاب الشباب والفتيان وتوجيههم نحو العلم والمعرفة، كما شاركت في العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والرياضية خارج القرية والولاية، واستقطبت جملة من العلماء والمحاضرين، وتعاقبت على إدارتها مجموعة من أبناء قرية السباخ الذين كان لهم الفضل بعد الله- عز وجل- في الحفاظ على مكتسباتها.

ثم واصلت المكتبة بعد ذلك برامجها وأنشطتها وتوسعت مرة أخرى في مقرها، وقد فتح فيها باب العضوية للجيل الجديد من طلاب المعرفة، واستحدثت بطاقات العضوية بالشعار الجديد للمكتبة، واستمرت في إقامة المناشط والمسابقات والأمسيات إلى أن جاء مشروع المبنى الجديد للسبلة والمكتبة.

مرجعية معرفية وتربية علمية

يقول حمود بن سعيد بن خلفان العيسري عضو مجلس إدارة مكتبة السباخ: إن المرجعية المعرفية العميقة والتربية العلمية الجادة التي كانت تعيشها السباخ، تعد سببا في تطوير مكتبة السباخ والدفع بها نحو أداء أدوارها المرسومة، ولذا حرص أهالي القرية عند تجديد بناء السبلة على بناء مقر يليق بالمكتبة، وكان ذلك خلال المرحلة الثانية من مراحل تطور المكتبة، ثم انطلقت بعد إكمال تجهيزاتها المبدئية ونيلها الموافقة الرسمية من وزارة التراث والثقافة، وها هي اليوم تفتح أبوابها بحلتها الجديدة القشيبة.

ويقول أيضا: إنه منذ تأسيسها الأول، وضعت المكتبة لها أهدافا ثقافية، تتلخص في بث الوعي في المجتمع، بأهمية القراءة من خلال المناشط المختلفة التي تقيمها المكتبة، وكذلك تيسير حصول الطلبة والباحثين على المراجع العلمية في شتى المجالات، وتكوين العلاقات الخارجية، والخروج من العزلة، والاستفادة من تجارب الآخرين، وتنشيط الفعاليات الثقافية لحض أفراد المجتمع بمختلف تخصصاتهم للالتفاف حول المكتبة، وشد أواصر الترابط الاجتماعي في البلدة، برعاية المناسبات الاجتماعية.

ستة أقسام لاحتياجات الزائر

أما عن أقسام المكتبة فيقول العسيري: إنها تتكون من ستة أقسام رئيسية، أولها القسم خاص بالقراءة، ويحتوي على المراجع المختلفة مع طاولات القراءة، وخصص القسم الثاني لمصادر التعلم، ويحتوي على الحواسيب وشاشة العرض، أما الثالث فخصص للأطفال فقد ارتأت إدارة المكتبة من الضرورة بمكان تكوين ركن خاص بهم، وتحتوي أرففها كتبا خاصة بالأطفال، ووسائل تعلم، مع تهيئته ليكون جاذبا للطفل. أما القسم الرابع فهيئ ليكون قاعة تدريب، تقام فيها حلقات التدريب، وتأثيثها بشاشة عرض وسبورة تعليمية تفاعلية، ووفاء لكبار المشايخ الذين كان لهم دور كبير في تأسيس المكتبة، وأخذوا على عاتقهم نشر العلم، وتشجيع الطلاب على القراءة، كالشيخ سعيد النوفلي، فقد خصصت المكتبة قسما يحمل عنوان «ركن ذاكرة المكتبة»، بمثابة نواة لأرشيف مهم يحوي الفعاليات والشخصيات الثقافية، ويضم جملة من مقتنيات وصور المكتبة، وعرضا لسيرة الشيخ النوفلي -رحمه الله-، أما القسم السادس فخصص لإدارة المكتبة.

من جانب آخر تتكون المكتبة من أربع لجان رئيسية، يشرف عليها مجلس الإدارة، وهي، اللجنة العلمية، وتعنى بتوفير المادة العلمية للمكتبة من كتب ومراجع، والمشاركة في الإعداد للفعاليات التي تقيمها المكتبة، واللجنة الإعلامية، وتعنى بالتغطية الإعلامية لفعاليات المكتبة، واللجنة الاجتماعية وتعنى بالتواصل مع الجمهور ومختلف المؤسسات، مع الإعداد لمختلف الفعاليات، واللجنة المالية، وتقوم بالبحث عن مصادر تمويل المكتبة وتدبيرها وفق احتياجات المكتبة.

شعار نقرأ لنحيا

اتخذت مكتبة السباخ من جملة (نقرأ لنحيا) شعارا لها، لذا ركزت المكتبة عبر السنين الخمس الماضية على إقامة مناشط ومسابقات وفعاليات قرائية منوعة، فمنها مسابقة (من يقرأ معي كتابا)، التي قدمت منها المكتبة خمس نسخ، وقد شارك فيها أكثر من 150 طالبا، كما أنجزت رائدات المكتبة فعاليات قرائية متنوعة مثل (مهرجان القراءة)، وحلقة (نجوع فنقرأ)، بالإضافة إلى رحلات معرض الكتاب التي تقام سنويا للطلاب، بغية تحبيب القراءة لقلوب الناشئة، وفي هذا الجانب تستقبل المكتبة زيارات متعددة من مدارس الولاية والمراكز التعليمية المختلفة بصفة مستمرة.

إصدارات متنوعة للمكتبة

كما تحدث عن اهتمام المكتبة بطباعة مجموعة من الكتب والمنشورات الثقافية، من بينها كتاب (لتنهض الأمة)، وديوان شعر (رثيناك)، وكتاب (لمحات من صيد البر)، ومنشور (سيرة المعلم سعيد)، ومنشور (العيد السعيد)، ومنشور (المولد النبوي)، و(أخلاق من رحلة الإسراء)، وغيرها من الإصدارات والمنشورات التي تأمل المكتبة أن توسع دائرتها في قادم الأيام. كما تقدم المكتبة دورات تعليمية متعددة للطلاب مثل: دورة النحو الوظيفي، ودورة (ثمرة الأخلاق)، وسلسلة دروس (مع التلقين)، بالإضافة إلى الحلقات المتنوعة في المجالات الفنية كالتصوير الضوئي والخط العربي وتلخيص الكتب وغيرها.