روضة الصائم

اســـــــتراحة: سـر السـعـادة

12 مايو 2019
12 مايو 2019

اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -

السعادة تنبع من الذات ..

فأنت لست بحاجة لشيء من أحد ..

أنت بحاجة لأن تستقيم على أمر الله ..

بحاجة لأن تتصل بالله ..

بحاجة لتذكُر الله عز وجل ..

بحاجة لأن تصلي ..

بحاجة لأن تقوم الليل ..

بحاجة لأن تقرأ القرآن ..

أنت بحاجة لأن تغضَّ بصرك عن محارم الله ..

وبحاجة لأن تضبط لسانك وتحفظ جوارحك ..

السعادة تنبع من الداخل ..

وهي متاحة لنا جميعا ..

سر الرقم 7

الرقم 7 من الأرقام المقدسة في كثير من الحضارات والأديان منذ آلاف السنين، فالقدماء آمنوا بأنه يحكم إيقاع الحياة وأنه رمز للكمال، والأديان السماوية ارتبطت به بصورة مذهلة لا يمكن تجاهلها ..

ذكر القرآن الكريم السماوات السبع والأراضي السبع، والبقرات السبع والسنابل السبع، وفي الحج يتم الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، وبين الصفا والمروة سبعة أشواط، ويرمي فاليوم الواحد سبع حجرات (جمرات) دورة القمر حول الأرض 28 يوما وهي مجموع 7 7 7 7

عدد كلمات لا إله إلا الله محمدا رسول الله، سبع

السومريون والبابليون والمصريون القدماء قدسوا سبعة كواكب: الشمس والقمر والمريخ والزهرة وعطارد والمشتري وزحل.

الإغريق القدماء أسموه بالرقم المثالي، لأنه عبارة عن مجموع أضلاع المثلث 3 والمربع 4 اللذين يعتبران من الأشكال الرياضية المثالية.

في الصين يسمى اليوم السابع في بداية السنة القمرية بيوم البشرية، حيث اعتبر الصينيون هذا اليوم كيوم ميلاد البشرية.

حروف اللغة العربية 28 أي مجموع 7 7 7 7

نمو الطفل في بطن أمه يكتمل في الشهر السابع،

أيام الأسبوع سبعة، عجائب الدنيا عددها سبع، وألوان الطيف عددها سبعة، وفي العالم هناك سبع قارات: آسيا وأوروبا وإفريقيا وأستراليا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وقارة القطب الجنوبي.

الأيام ثلاثة

مما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، قال: إنما الدنيا ثلاثة أيام، مضى أمس بما فيه، وغدا لعلك لا تدركه، فانظر ما أنت عامل في يومك.

ما نطق البصري سوى الحكمة، فما الحياة الدنيا فعلا إلا أيام ثلاثة، الأمس الذي كنت تعيشه بكافة تفاصيله منذ شروق شمسه إلى غروبها، فإذا ما هبط الليل ووصلت ساعة نومك، ثم نمت إلى ما شاء الله من الليل، ثم قمت من غدك، فإذا أنت بواقع جديد ..

الأمس الذي كنت تعايشه بكل لحظاته فات وفرط وأصبح ماضيا لا يمكنه أبدا أن يرجع، فإن أحسنت فيه واستثمرت لحظاته، كنت أنت المستفيد، وإن أسأت وأضعت أوقاته، فأنت المتضرر الأول كذلك لا أحد غيرك، وهذه حقيقة كلنا يدركها ولكن نتجاهلها..

لن يفيدك الحزن والبكاء على ما راح وولى وضاع بالأمس .. كما أنه بالمثل لن يفيدك انتظار الغد أو المستقبل القريب منه والبعيد، وتحمل همه وتشغل حواسك ومن حولك، بالقلق وحمل همومه، فلعلك لا تدركه كما قال البصري، وربما الذي أنت قلق بشأنه وتحمل همه وتنغص على نفسك وغيرك يومك وحاضرك، ربما لن يقع بالشكل الذي تتخيله أو كما صورته بذهنك، وربما لن يقع بتاتا .. فما العمل أو ماذا أنت فاعله لو لم يقع ما كنت قلق بشنه؟ لا شيء، سوى التحسر على أوقاتك التي ذهبت سدى وأنت تنتظر غدا .. هكذا الأمور تسير.

من هنا احرص أن تعيش لحظتك ويومك، فإن يومك أو حاضرك هو الفعل الجاري وهو من تعيشه بتفاصيله، ويمكنك السيطرة عليه كذلك لحين من الدهر لا يطول، وعندك كذلك من الوقت الكثير لتعيشه بكل لحظاته، تستثمره، وتستمتع به وتعيش حياتك كما أمرك ربك.

خلاصة هذا الحديث مما مضى، ألا تحزن على ما فات، ولا تحمل هم ما هو آت، بل بدلا من ذلك، عش يومك واحمد الله أن أعطاك من العمر يوما آخرا لتعيشه وتستثمر أوقاته بما يعود عليك بالنفع دنيا و آخرة .. فانظر ما أنت عامل فيه، كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى.