صحافة

ابتكار : اختبار أوروبا الصعب

12 مايو 2019
12 مايو 2019

تحت عنوان الاتفاق النووي .. اختبار أوروبا الصعب، أوردت صحيفة (ابتكار) تحليلاً فقالت: بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني في مايو 2018 وإخفاق الدول الأوروبية في إيجاد بدائل قوية لتعويض طهران عن الأضرار التي لحقت بها جرّاء انسحاب واشنطن على الرغم من إقرار الآلية الأوروبية الخاصة بتسهیل التبادلات التجاریة والمالیة مع إيران المعروفة اختصارا باسم (اينستكس).

واعتبرت الصحيفة قرار إيران بتقليص التزاماتها بالقيود المفروضة على برنامجها النووي وتحديد مهلة 60 يوماً لتنفيذ بنود الاتفاق النووي من قبل الأطراف الموقعة عليه خصوصاً الترويكا الأوروبية بأنه شكّل تحدياً جديداً للترويكا ووضعها أمام مفترق طرق، فهي من جانب تريد من إيران الاستمرار بالاتفاق النووي لكنها في الوقت نفسه لا تجد نفسها ملزمة بالدفاع عن حقوق إيران التي كفلها الاتفاق لاسيّما فيما يتعلق برفع الحظر المفروض عليها لأن العواصم الأوروبية تفضل الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن حتى وإن أدى ذلك إلى زعزعة الاتفاقات الحاصلة مع طهران في الشأنين الاقتصادي والتجاري.

ولفتت الصحيفة إلى أن الترويكا الأوروبية تعتقد بضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي وأهمية منعه من الانهيار، لكن الإجراءات التي اتخذتها ومنها الآلية المالية والتجارية مع إيران «اينستكس» لا ترقى إلى مستوى إقناع إيران بالحفاظ على الصفقة طالما استمرت أمريكا بفرض المزيد من الحظر على صادرات النفط الإيراني والذي شمل أيضاً قطّاعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس.

ورأت الصحيفة بأن الدول الأوروبية لا ترغب بإنهاء الصفقة النووية مع إيران وتصر على ضرورة الحفاظ عليها لاعتقادها بأن هذه الصفقة تمثل وثيقة أممية مهمة لمنع التدهور الأمني أكثر مما هو موجود حالياً على المستويين الإقليمي والدولي، كما تخشى هذه الدول من الانزلاق في دوّامة الاتهامات التي ستطالها في حال فرّطت بالاتفاق النووي باعتبارها ستعرض الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم إلى مزيد من التدهور والذي ستتمدد آثاره السلبية على القارة الأوروبية كما حصل في السابق نتيجة أزمات أخرى من أبرزها أزمة الإرهاب الذي تغلغل إلى العديد من الدول الأوروبية وأدى إلى إلحاق خسائر بشرية ومادية.

وألمحت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الأوروبي بمجمله يرتبط إلى حدّ ما بالاقتصاد الأمريكي، وهذا يجعل التفريط بالمصالح المشتركة ولو بجزء بسيط لصالح الحفاظ على الاتفاق النووي أمر مستبعد، طالما لا توجد إرادة دولية تلزم الجميع بتنفيذ بنود الاتفاق لاسيّما المتعلقة برفع الحظر عن إيران.

وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها بأن الاتفاق النووي بات في غياهب المجهول وربّما تشهد الأسابيع القادمة مزيداً من التوتر بين إيران وأمريكا ما لم يسارع المجتمع الدولي ومنظماته الأساسية وفي مقدمتها مجلس الأمن لاتخاذ خطوات مؤثرة تحول دون وقوع مواجهات لا تحمد عقباها على كافّة الأصعدة.