_12-05-2019_p03-1
_12-05-2019_p03-1
غير مصنف

إزدواجية «أدم- ثمريت» تفتح آفاقا جديدة للحركة التجارية والاقتصادية والسياحية بين محافظات السلطنة

11 مايو 2019
11 مايو 2019

محافظ الوسطى: جــــذب مزيد من الأنشــطة الاقتصادية واســتغلال المقــومـــــات الطبيعيــة

المشروع يربط منطقة الدقم الاقتصادية بحقول النفط في جنوب وشمال السلطنة لتسهيل حركة الشحن

كـــــتب: نوح المعمري: عبر عدد من المسؤولين والمواطنين في محافظة الوسطى عن ارتياحهم لاستكمال ازدواجية طريق (أدم- ثمريت)، لما لهذا المشروع من أهمية كبيرة في تعزيز الجوانب الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والسياحية في محافظة الوسطى وغيرها من المحافظات التي يخدمها الطريق. واكدوا أن الطريق سيفتح آفاقا كبيرة وسبلا واسعة في تلك الجوانب إضافة إلى تسهيل الحركة المرورية إلى محافظة ظفار والتي تشهد حركة مكثفة خاصة في موسم الصيف، وخدمة العديد من المشاريع والشركات التجارية الموجودة في محافظة الوسطى وأبرزها شركات البترول، مما سيساهم في تعزيز أعمال تلك الشركات وخدمة موظفيها في عملية التنقل بكل سهولة وتيسير الوصول الى العديد من المواقع السياحية الجميلة في المحافظة والتي تعد مقصدا للسياح طوال العام.

وقال سعادة الشيخ معضد بن محمد اليعقوبي محافظ الوسطى: إن مشروع ازدواجية الطريق جاء تنفيذه مواكبا للحراك الذي تشهده محافظة الوسطى في شتى المجالات ومنها الاجتماعية والتجارية والسياحية والاقتصادية، ومما لا شك فيه أنه سيساهم في الحد من حوادث الطرق وسيفتح آفاقا أرحب في مختلف الجوانب التنموية، مشيرا إلى أن المشروع يحظى بأهمية بالغة ويمثل أحد الإنجازات المتواصلة في مسيرة البناء والتنمية في العهد الزاهر الميمون لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث يشكل نقلة نوعية في مجال الطرق الحيوية والرئيسية الحديثة بالسلطنة.

وحول توفر الخدمات على جانبي الطريق قال سعادته: إن توفير الخدمات حظي باهتمام بالغ من مكتب المحافظ والمجلس البلدي بالمحافظة ووزارة النقل والاتصالات، وتم رفع عدد من التوصيات بشأن ذلك، حيث جاء الإعلان مؤخرا عن إنشاء المحطات المتكاملة على طريق (أدم- هيماء- ثمريت) مواكبا لذلك التوجه وسوف توفر هذه المحطات الخدمات الأساسية والضرورية لمستخدمي الطريق وروعي في تصميمها مختلف الجوانب الخدمية والجمالية، مشيرا سعادته الى أن المحافظة تتطلع خلال المرحلة القادمة إلى التركيز على جذب العديد من الأنشطة الاقتصادية خصوصا تلك المرتبطة بقطاعات النفط والغاز والثروة السمكية واستغلال المقومات الطبيعية كالمحميات وغيرها وكذلك زيادة الأنشطة المرتبطة بالحركة السياحية حيث نسعى بالتنسيق مع الجهات المختصة إلى تطوير البنية الأساسية اللازمة لهذه الأنشطة لتصبح قيمة مضافة لمحافظة الوسطى بشكل خاص والسلطنة بشكل عام.

شريان حيوي

وقال سعادة الشيخ سهيل بن محاد المعشني والي هيماء: إن الطريق الحيوي الذي يربط ولايتي أدم وثمريت مرورا بولاية هيماء طال انتظاره ويعد شريانا حيويا يعزز من تكامل ربط ولاية هيماء بغيرها من الولايات المجاورة بطرق سريعة لتعزيز الجوانب التجارية والاقتصادية، وأضاف المعشني بأن محافظة الوسطى تعرف بأنها موطن للعديد من الشركات العاملة في المجالات الاقتصادية المختلفة ومن بينها شركات البترول الذي يعد شريان الحياة، ومن المؤكد أن الطريق سوف يسهم بشكل فعال في سرعة التنقل بين مختلف الولايات التي يخدمها الطريق وكذلك بين مواقع الشركات والمناطق الخدمية إضافة إلى تنقل المواطنين والموظفين، موضحا بأن الطريق سيسهم في تعزيز الحركة التجارية من وإلى ميناء الدقم والمنطقة الاقتصادية هناك حيث المشاريع الواعدة لمستقبل السلطنة. وأوضح سعادته أن الاجتماعات التي تعقد على مستوى الولاية يتم خلالها مناقشة العديد من الجوانب التي تعزز من خدمة الولاية وأبناءها واستعراض المشاريع التنموية التي تمثل الطرق جزءا حيويا منها وسبل توفير الخدمات الضرورية على تلك الطرق ومن بينها إنشاء محطات للوقود والاستراحات والفندق وغيرها من المشاريع الخدمية.

النشاط السياحي

وأكد سعادة الشيخ سعود بن هلال الشقصي والي الجازر أن مشروع ازدواجية طريق (أدم- ثمريت) سوف يعزز من النشاط السياحي في الولاية، مما يسهل حركة التنقل والوصول إلى الأماكن السياحية، فالجازر تعرف بأجوائها المعتدلة طوال السنة كما تزخر بالعديد من الأماكن السياحية الفريدة مثل شاطئ صوقرة الذي يوصف بروعته وجماله ومشاهدة بعض أطلال المنازل القديمة والاستمتاع بزيارة البحيرات الوردية الفريدة بجمالها في المنطقة وهي مقصد للعديد من السياح ويوجد فيها أيضا «خور غاوي» على طول شاطئ الجازر. وأشار سعادة الوالي في حديثه الى ان الآثار المترتبة على ازدواجية الطريق لا تقتصر على تعزيز الجوانب السياحية فقط بل هنالك آفاق أخرى سوف يوجدها المشروع ومنها تنشيط الحركة التجارية والاجتماعية بين الجازر وما جاورها من الولايات.

منطقة الدقم

سعادة طاهر الجنيبي ممثل ولاية الدقم في مجلس الشورى قال: يعتبر مشروع ازدواجية الطريق مكملا للمشاريع التي تشهدها المنطقة الاقتصادية بالدقم، فكما يعلم الجميع بأنه تم افتتاح البوابة الجوية الأحدث للسلطنة عبر مطار الدقم خلال الربع الأخير من العام الماضي بالإضافة إلى وجود مشروع ميناء الدقم متعدد الأغراض والذي من المتوقع أن يكتمل بجميع حزمه مطلع العام القادم ٢٠٢٠م يأتي من بعده مشروع مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات بالإضافة إلى العديد من المشاريع الصناعية والسياحية وجميع هذه المشاريع تشكل مكملات لتحقيق استراتيجية الحكومة في جعل الدقم مركزا لوجستيا عالميا حيث سيربط مشروع ازدواجية (أدم - ثمريت) منطقة الدقم الاقتصادية بحقول النفط في جنوب وشمال السلطنة بالإضافة إلى تسهيل حركة الشحن باتجاه باقي محافظات السلطنة ومن أهمها محافظة الظاهرة ومن خلالها ربط السلطنة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك فإن المشروع سيسهل عملية ربط السلطنة بالسوق اليمنية عن طريق منفذ المزيونة حيث سيساهم في رسم عملية التكامل بين المناطق الاقتصادية والحرة في الدقم وصلالة وولاية المزيونة ناهيك عن المردود الاجتماعي لهذا المشروع الذي سيسهل حركة تنقل الركاب داخل وخارج المحافظة.

وحول الآفاق الجديدة التي سوف يوجدها المشروع على جانبي الطريق قال الجنيبي: يعتبر هذا النوع من المشاريع من المحفزات الاقتصادية لما يقام حولها من مشاريع خدمية تقوم على خدمة مستخدمي الطريق من خلال المرافق السياحية والخدمية والترفيهية والذي ترجمته الحكومة من خلال توقيع اتفاقيات إنشاء المحطات المتكاملة إسوة بما تم العمل به على جانبي طريق الباطنة السريع الأمر الذي من شأنه أن يوجد حراكا اقتصاديا تساهم فيه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويولد فرص عمل للشباب العماني.

فرحة المواطنين

وعبر عدد من المواطنين عن فرحتهم بتنفيذ هذا المشروع الحيوي والذي بدوره سوف يسهم في انسيابية الحركة المرورية بين محافظات السلطنة ومحافظة ظفار التي تشهد حراكا سياحيا كبيرا في فترة الصيف، كما سيوجد العديد من المشاريع التجارية على جانبيه، حيث تم في الآونة الأخيرة التوقيع على إقامة محطات نموذجية متكاملة بمساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع في عدد من المواقع ومنها في ولايتي هيماء ومقشن لتوفير خدمات أساسية بشعار (مسافر) تتضمن محطة لتعبئة الوقود ومركز خدمات تجارية ومركزا للصيانة وخدمة السيارات واستراحة فندقية ومتنزها ومصلى ومواقف عامة وغيرها من الخدمات التي تلبي احتياجات مستخدمي الطريق. وجاء توقيع الاتفاقية لمنح حق انتفاع محطة خدمية متكاملة في منطقة الغافتين (يمين الشارع) بولاية هيماء لشركة المها لتسويق المنتجات النفطية، واتفاقية أخرى لمنح حق انتفاع لإقامة محطة في مركز ولاية هيماء (يمين الشارع)، واتفاقية أخرى لمنح حق انتفاع في وادي بني خويطر بولاية مقشن.

مناقصة الطريق

الجديد بالذكر أن مجلس المناقصات طرح مناقصات الأجزاء الثلاثة المتبقية من مشروع ازدواجية طريق (أدم - ثمريت)، بدءاً من ولاية هيماء وحتى ولاية ثمريت بطول 400 كيلومتر.

وتعد المناقصة مكملة للجزأين الأول والثاني الجاري تنفيذهما بطول 317.5 كيلومتر بدءاً من ولاية أدم مروراً بقارة الملح وأبو بثيلة وغابة وقرن علم وأم الزمايم لينتهي بولاية هيماء، وأنّ مشروع ازدواجية طريق أدم- ثمريت البالغ طوله الإجمالي 717.5 كم يعد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تنفذها الحكومة.

ويشار إلى أن الجزء الثالث من مشروع ازدواجية طريق أدم ـ ثمريت يبدأ من ولاية هيماء وينتهي بولاية مقشن بطول 132.5 كيلومتر ويتضمن إنشاء مداخل ومخارج آمنة من وإلى المناطق ومسارب للالتفاف وعددها 16، إضافة إلى إنشاء تقاطع لولاية مقشن ومواقف جانبية وعددها 19 ومحطتين لأوزان الشاحنات و5 استراحات ومواقف لشرطة عمان السلطانية ومخارج للطوارئ.

ويبدأ الجزء الرابع من ولاية مقشن مروراً بقتبيت وحتى دوكه بطول 135 كيلومترا، ويتضمّن إنشاء مداخل ومخارج آمنة للدخول والخروج من وإلى المناطق ومسارب للالتفاف وعددها 14، وإنشاء مواقف جانبية وعددها 27 إلى جانب 3 استراحات ومواقف لشرطة عمان السلطانية ومخارج للطوارئ، أمّا الجزء الخامس فإنّه يبدأ من دوكه وينتهي بولاية ثمريت بطول 132.7 كيلومتر. كما يشمل إنشاء مداخل ومخارج آمنة للدخول والخروج من وإلى المناطق ومسارب للالتفاف وعددها 20 إضافة إلى إنشاء مواقف جانبية وعددها 16 ومحطة لوزن الشاحنات واستراحات وعددها 4 ومواقف لشرطة عمان السلطانية ومخارج للطوارئ.