1216665
1216665
العرب والعالم

وزير الخارجية الفلسطيني: أمريكا تصوغ خطة استسلام لا اتفاق سلام

11 مايو 2019
11 مايو 2019

مؤكدا أنه لا تنازل عن القدس الشرقية -

الأمم المتحدة - (وكالات): قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام اجتماع في الأمم المتحدة حضره المفاوض الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات إن الولايات المتحدة تصوغ على ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل وليس اتفاقا للسلام.

وقضى جرينبلات ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر عامين في سبيل التوصل إلى اقتراح للسلام يأملان في أن يوفر إطار عمل لمحادثات جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن المتوقع الكشف عن الخطة في يونيو المقبل.

وقال المالكي خلال الاجتماع غير الرسمي للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة إن الفلسطينيين لا يملكون رفاهية عدم الانخراط في أي جهود للسلام لكن جهود الإدارة الأمريكية لا يمكن وصفها بجهود للسلام ولا ترقى إلى ذلك مع الأسف.

وأضاف أن كل شيء يشير حتى الآن إلى أنها ليست خطة للسلام لكنها شروط للاستسلام، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي قدر من المال يمكنه أن يجعل هذا مقبولا.

وللاقتراح الأمريكي بخصوص الشرق الأوسط شقان رئيسان أولهما سياسي يتناول قضايا رئيسة مثل وضع القدس والآخر اقتصادي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. ولم يشر كوشنر وجرينبلات إن كان الاقتراح يدعو إلى حل الدولتين الذي كان هدفا لجهود السلام السابقة.

وقال جرينبلات خلال الاجتماع الذي نظمته إندونيسيا «ستكون رؤية السلام التي سنتقدم بها قريبا واقعية وقابلة للتنفيذ لكنها ستتطلب تنازلات من كلا الطرفين». «نأمل حقا أن يلقي الإسرائيليون والفلسطينيون نظرة صادقة على رؤيتنا للسلام عندما نصدرها قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب».

ويرفض الفلسطينيون الجهود الأمريكية منذ القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017 بنقل سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويطالب الفلسطينيون بدولة لهم تضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهي مناطق استولت عليهما إسرائيل عام 1967.

وقال المالكي إن هناك من يرى أن الأمريكيين ربما يقدمون ما يفاجئ الجانب الفلسطيني لكنه رد بالقول إن الفلسطينيين كانوا سيشعرون بتفاؤل أكبر ما لم يتجاهل الأمريكيون المطالب الفلسطينية وما لم يغضوا الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية وما لم يعملوا على إسكات أي حديث عن أساسيات السلام.

أكد المالكي أن «الاتصالات لا تزال مقطوعة تماما» مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قبل أسابيع قليلة من موعد إعلانه «صفقة القرن» التي «لن يجدوا فلسطينيا واحدا يقبل بها»، إلا إذا تضمنت القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967. وفي وقت لاحق من أمس، كشف المالكي في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»، النقاب عن أن مسؤولين أمريكيين يوجهون «رسائل» للتحدث مجددا مع القيادة الفلسطينية. وأفاد المالكي، أنه «إذا كان الأمريكيون يعتقدون أنه بالشق الاقتصادي يمكن أغراء الفلسطينيين من أجل أن يتنازلوا عن القدس أو عن الدولة الفلسطينية، فهم يخطئون تماما»، ولذلك فإن «الفلسطينيين غير مستعدين لمناقشة أي خطة لا تتضمن دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها».

وطالب المالكي المسؤولين الأمريكيين بـ«التراجع عن القرار الذي اتخذوه بخصوص القدس، وعن خطوات أخرى»، وأن يؤكدوا «التزامهم الشرعية الدولية وحل الدولتين»، وإذ ذاك «لن تكون لدينا أي مشكلة للعودة والجلوس معهم».

وسئل عما إذا كان من الواقعي في شيء أن يضع الفلسطينيون شروطا على الجانب الأمريكي، فقال: «لم لا، لم لا. من يبحث عن الآخر الآن؟ الأمريكيون يحاولون التحدث مع الفلسطينيين».

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني أن «الدول العربية لا تضغط على الجانب الفلسطيني إطلاقا»، مضيفا أن «الدول العربية تحترم موقفنا وتقدره، وهي تنقل مواقفنا الواضحة إلى الإدارة الأمريكية».

وأوضح أن «كلا من المملكة العربية السعودية ومصر تتقاسمان معنا المواقف ذاتها. الملك سلمان قال للرئيس الفلسطيني محمود عباس: نحن نقبل ما تقبلونه ونرفض ما ترفضونه، هذا هو موقف المملكة العربية السعودية».