1216448
1216448
عمان اليوم

اتباع أسلوب غذائي صحي والحفاظ على وزن مناسب وممارسة الرياضة طريقك للحفاظ على قلب سليم

10 مايو 2019
10 مايو 2019

90 % من عمليات القسطرة تعالج انسداد وضيق الشرايين -

كتبت - أسمهان بنت عامر الهنائية -

يشير مصطلح أمراض القلب إلى الأمراض والاعتلالات المتنوعة والمختلفة التي تصيب عضلة القلب وتتسبب في إضعافها، الأمر الذي يؤثر على أداء القلب لوظائفه في الجسم بالشكل الصحيح. ويصنف الأطباء حول العالم أمراض القلب باختلاف أنواعها أنها المسبب الأول للوفاة، وحول ذلك التقت «عمان» باثنين من أطباء القلب للحديث حول هذا الجانب.

يشير الدكتور فهد الكندي استشاري قلب وقسطرة بمدينة حمد الطبية بالعاصمة القطرية الدوحة ومساعد بروفيسور في جامعة قطر وكلية وايل كورنيل الأمريكية الطبية، إلى أن أمراض القلب تنقسم إلى عدة أنواع منها الوراثية والمكتسبة، إلى جانب الأمراض التي تصيب عضلة القلب أو تلك التي تصيب الشرايين فيما يعرف بانسداد أو ضيق الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب أو تلك التي تصيب الصمامات التي تفصل بين الأذين والبطين، إلى جانب تلك التي تصيب غشاء القلب. ويذكر أن أكثر هذه الأنواع شيوعا هي تلك التي تصيب الشرايين التاجية بمعنى ضيقها أو انسدادها والتي تتسبب في الجلطات والسكتات القلبية التي تعد المسبب الأول للوفاة في العالم.

من جهته يقول الدكتور عادل الريامي استشاري أول أمراض القلب والشرايين ومسؤول جناح القسطرة بمستشفى جامعة السلطان قابوس، إن أمراض القلب كثيرة ومتعددة ومنها تلك التي تسمى بأمراض كهربائية القلب، ويؤكد أن أمراض الشرايين تعد الأكثر انتشارا حيث إن 90 بالمائة من عمليات القلب والقسطرة تجرى للمرضى المصابين بمثل هذا المرض.

مسببات المرض

وتناول الكندي في حديثه بالتفصيل أمراض القلب المتمثلة في انسداد أو ضيق الشرايين التاجية باعتبارها الأكثر انتشارا في أوساط المرضى، حيث ذكر أن العوامل المؤدية إلى الإصابة بذلك تتمثل في وجود مرض السكري لدى المريض إلى جانب ارتفاع الضغط ونسبة الكوليسترول في الدم، يضاف إلى ذلك التدخين والسمنة والعوامل الأخرى المتعلقة بنمط الحياة كالأكل غير الصحي وقلة الحركة والرياضة. كما أن العوامل الوراثية واحدة من المسببات التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض انسداد الشرايين التاجية وما ينتج عن ذلك من سكتات وجلطات قلبية.

ويشير الريامي إلى أن الإنسان كلما تقدم في العمر تكون إمكانية إصابته بأمراض الشرايين أكثر، إلى جانب أن الرجال هم أكثر إصابة بها مقارنة بالنساء وذلك لأن الإستروجين يعطي المرأة حماية، لكن بعد انقطاع الدورة الشهرية وذلك بمجرد وصول المرأة لسن اليأس يبدأ الإستروجين لديها بالانخفاض بالتالي تلحق بالرجال في نسبة الإصابة بأمراض الشرايين. وذكر أن السكري واحد من أهم مسببات هذا المرض في الوسط الخليجي بسبب ارتفاع نسبة الإصابة به بين الناس حيث تتراوح بين 40 و50 بالمائة.

وعن أعراض المرض يقول الكندي: «ألم الصدر هو أكثر الأعراض شيوعا، وقد تختلف طريقة وصفه من شخص إلى آخر فهناك من يصفه بالطعنات وسط أو يسار الصدر وقد يصفه آخر كثقل بالصدر، وإذا تلازم هذا الألم مع أي نشاط جسدي كالمشي مثلا فإنه قد يكون دليل على وجود ذبحة صدرية ولا يجب إهماله. أما الجلطة القلبية فغالبا تسبب ألما شديدا بالصدر قد يصاحبه ضيق في النفس والتعرق الشديد وقد يستمر لأكثر من نصف ساعة وقد يؤدي إلى السكتة القلبية وتوقف القلب. لذلك إهمال هذه الأعراض قد تؤدي إلى الوفاة.

وفي بعض الحالات النادرة، قد تأتي أعراض الذبحة أو الجلطة القلبية بشكل مختلف تماما وخاصة عند النساء كألم في البطن أو ألم في الفكين مما يتطلب من الأطباء القيام بالفحوصات اللازمة للتشخيص.

العلاج

وحول طرق علاج الجلطة القلبية يشير الكندي أنها تنقسم إلى قسمين الأول عن طريق الأدوية والآخر عن طريق التدخل الجراحي، ومن ثم تأتي مرحلة ما يسمى بالتأهيل الصحي. ويذكر أن المريض لا بد أن يصل الى المستشفى في أقرب وقت لأن الوقت مهم جدا وله قيمة كبيرة بالنسبة للجلطات القلبية، فنسبة نجاح فتح الشريان وتجنب حدوث الضرر واحتشاء عضلة القلب تكون أكبر بكثير سواء كان عن طريق الأدوية أو عن طريق التدخل الجراحي أو القسطرة لدى وصول المريض في الوقت المناسب لا سيما خلال 90 دقيقة الأولى.

ويؤكد على ضرورة قيام المريض بطلب الإسعاف عند إحساسه بآلام شبيهة لآلام الجلطات القلبية حتى يتم أخذه للمستشفى بأسرع وقت ولا يجب على المريض أن يقود السيارة بنفسه في حال تعذر وجود إسعاف لتجنب حدوث حوادث لا سيما إذا تسببت الجلطة بمضاعفات أثناء القيادة.

ويضيف أنه لدى وصول المريض لطوارئ المستشفى، يتم تشخيصه عن طريق تخطيط وإنزيمات القلب ومن ثم يتم إعطاؤه الدواء المناسب كالأسبيرين الذي يعد من أهم العلاجات التي تعطى لكل المرضى الذين يصابون بالجلطات القلبية التي تعمل على تخفيف التخثر الحاصل في الدم بفعل الجلطة إلى جانب أدوية الكوليسترول وباقي الأدوية التي تخفف الألم والحمل على القلب، ثم يتم الحكم على نوع الجلطة وحالة استقرار المريض حتى يتم معرفة مدى حاجة المريض للتدخل بالقسطرة بشكل عاجل أم لا. ويضيف أن نجاح العلاج يتمثل في أربع مراحل الأولى تكمن في سرعة وصول المريض للمستشفى، والثانية في تشخيصه وإعطائه الدواء المناسب والثالثة في اتخاذ القرار لإجراء القسطرة القلبية لفتح الشريان عن طريق الدعامات، والأخيرة في مرحلة التأهيل الصحي والتي تركز على حماية المريض من جلطات مستقبلية وعودته إلى نشاطه وحياته الطبيعية.

ويقول الريامي حول ذلك: «إذا كانت الحالة غير مستقرة كأن يكون المريض لديه ذبحة صدرية أو ما شابه ذلك فإن العلاج يتم بحسب مستوى خطورة هذه الذبحة، بمعنى أنها إن كانت عالية الخطورة يتم التعامل بالقسطرة خلال 24 ساعة، وإن كانت متوسطة الخطورة تتم في خلال 72 ساعة، أما إذا كانت الخطورة ضئيلة يتم معالجة المريض بالأدوية ثم بعدها يخضع لفحوصات للتأكد من فعالية الدواء ومدى حاجة المريض إلى إجراء القسطرة».

الوقاية

وحول أساليب الوقاية ينصح الريامي باتباع أسلوب غذائي صحي والحفاظ على وزن صحي إلى جانب ممارسة الرياضة كأحد أساليب الوقاية من الإصابة بأمراض القلب، إلى جانب ضرورة المواظبة والانتظام في تناول أدوية الضغط والسكري إن كان الشخص يعاني منهما وأن يحافظ دائما على المستويات الطبيعية لهما. كما يدعو الناس إلى ضرورة إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من عدم الإصابة بأحد أمراض القلب لا سيما للرجال بعد سن الأربعين وللنساء بعد سن الخمسين.