روضة الصائم

رمضان فرصتنا لتدريب أبنائنا على البذل والعطاء

10 مايو 2019
10 مايو 2019

إعــــــداد: مــــــروه حســن -

يفتح لنا رب العزة عز وجل أبواب جوده وكرمه في هذا الشهر الفضيل ، ويعطينا الفرصة لكي نعبده كما لم نعبده من قبل وأن نبذل فيه من الطاعات الكثير وان نعوض ما فاتنا طوال العام من تقصير في حقه سبحانه وتعالى.

ومن الطاعات المحبب بذلها في شهر رمضان المبارك الصدقة والإحسان على الفقير ، ويذكر لنا إمام جامع البخاري بمسقط محمد جمال بعض آيات الله التي تحث على إخراج الأموال والصدقات لمستحقيها حيث يصف الله تعالى عباده المنفقين : « كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم».

وأضاف محمد جمال أن الله سبحانه وتعالى : ما اجمل أن نشرك ابنائنا في هذا الثواب العظيم خاصة أن الله تعالى قد أجزل العطية للمنفقين بأعظم ما أنفقوا أضعافا كثيرة في الدنيا والآخرة فقد قال جلا وعلا: « من ذا الذي يقرض الله قرضا فيضاعفه له أضعافا كثيرة» والآيات التي تحث على الإنفاق كثيرة جدا في القرآن الكريم.

ويجب أن نشرح لأولادنا فوائد الصدقة وجزائها العظيم وتأثيرها على نفس متلقيها فهي تفريج كربة وإغناء عن سؤال، وإشباع جائع ، وفرحة للصغير، وإعفاف لأسرة ، وسرور يدخل على قلب شيخ كبير.

وتتجلى في الصدقة أسمى صور التكاتف والتعاون بين المسلمين .

وعلينا أن نعلم أبنائنا أيضا ماذا وصانا به رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)، ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام: ( الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار).

ومن الأحاديث الجميلة التي توضح أهمية الصدقة وقيمتها عند الله عز وجل والتي يجب أن نحرص أن نعلمها لأولادنا هذا الحديث : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله- وذكر منهم- رجلا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

وعلينا أن نذكر لهم أبرز قصص صحابة رسول الله –صلوات ربي وسلامه عليه- في بذلهم مالهم تقربا لله عز وجل فهذا أبو طلحة رضي الله عنه ، وكان أكثر الصحابة مالا في المدينة ، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وهي بستان طيبة الماء وكانت مستقبله المسجد وكان النبي –صلى الله عليه وآله وسلم –يدخلها ويشرب منها لأن ماءها طيب، فقال أنس –رضي الله عنه- لما نزل قول الله تعالى « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» قال أبو طلحة : إن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، فاللهم إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجوا برها وأدخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم «بخ بخ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح»، ثم أشار على أبي طلحة -رضي الله عنه-: بأن يقسمها في أقاربه؛ لأن الصدقة على القريب صدقة وصلة.

ومن هذه القصة نستفيد ونعلم أبنائنا أن يخرجوا لله افضل ما لديهم وأن يتعلموا البذل والعطاء ، وليس هناك فرصة لتدريبهم على ذلك أكثر من هذا الشهر الفضيل فلنعلمهم وندربهم على أن يدخروا من مصروفهم شيئا ليتصدقوا به على الفقراء والمرضى ، وأن نتشارك جميعا كأسرة في هذه الطاعة التي يحثنا ديننا الحنيف عليها كثيرا وسنحصد ثمارها في الدنيا والآخرة بإذن الله.