1216223
1216223
العرب والعالم

الجيش السوري يسيطر على معقل للفصائل المتشددة قرب إدلب

09 مايو 2019
09 مايو 2019

مصادر دبلوماسية: جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم لبحث التصعيد -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

سيطرت قوات الحكومة السورية أمس على بلدة استراتيجية قرب محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، شكّلت معقلاً لفصائل متطرفة استهدفت قاعدة جوية قريبة للقوات الروسية الحليفة لدمشق، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.

ويتعرض الريف الجنوبي لمحافظة إدلب مع الريف الشمالي لمحافظة حماة المجاورة، لقصف كثيف منذ نهاية الشهر الماضي، تشنّه قوات الحكومة مع حليفتها موسكو، رغم كون المنطقة مشمولة باتفاق روسي تركي تم التوصل إليه العام الماضي.

وأفاد المرصد عن سيطرة «قوات الحكومة على بلدة قلعة المضيق صباح أمس بعد قصف مكثّف ليلا أدى إلى انسحاب مقاتلي الفصائل فجرا».

وتعد البلدة، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، «المعقل الرئيسي لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل إسلامية في ريف حماة الشمالي الغربي».

وأضاف «تُتهم الفصائل العاملة في هذه المنطقة باستهداف قاعدة حميميم بالصواريخ»، وهي القاعدة الجوية الرئيسية للقوات الروسية في محافظة اللاذقية الساحلية المحاذية.

وتعرضت قاعدة حميميم الاثنين لهجوم بـ36 قذيفة، تم التصدي لها من دون أن توقع أي خسائر مادية أو بشرية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان.

وغالبا ما تتعرض القاعدة لهجمات صاروخية أو عبر طائرات مسيّرة تطلقها الفصائل المنتشرة في المنطقة وتتصدى لها أنظمة الدفاع الجوي الروسي.

وتأتي سيطرة قوات النظام على قلعة المضيق غداة سيطرتها على بلدة كفرنبودة القريبة بعدما كانت خرجت عن سيطرتها عام 2012.

وتتركز الغارات السورية والروسية أمس، وفق المرصد، على المنطقة المجاورة لكفرنبودة.

وأوردت صحيفة الوطن المقربة من السلطات في عددها أمس أن القصف المدفعي والجوي يطال «مواقع الإرهابيين وتحصيناتهم في بلدة الهبيط شرق كفرنبودة والواقعة على طريق رئيسي غرب مدينة خان شيخون الاستراتيجية».

وذكرت أن «مواقع إرهابيي جبهة النصرة تتلقى رمايات مركزة» في خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.

ولم يعلن الجيش السوري بدء هجوم واسع على محافظة إدلب ومحيطها، التي تعد من أبرز المناطق خارج سيطرة الحكومة وتؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة. إلا أن الإعلام الرسمي ينشر يوميا تقارير عن استهداف مواقع «الإرهابيين» في المنطقة، ويتحدث محللون عن عملية محدودة.

سياسيا، أفادت مصادر دبلوماسية بأن مجلس الأمن الدولي سيعقد، اليوم الجمعة، جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع في منطقة إدلب السورية.

وأوضحت مصادر لـوكالة «فرانس برس»، أن الجلسة سيتم عقدها بطلب من بلجيكا وألمانيا والكويت، ومن المخطط أن تركز على مناقشة التصعيد في منطقة إدلب شمال غرب سوريا والأوضاع الإنسانية في هذه الأراضي.

فيما بين مصدر دبلوماسي لوكالة «نوفوستي» الروسية أن «الجلسة ستعقد صباح اليوم الجمعة وستكون مغلقة».

وفي ذات الوقت أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، أن جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سوريا ستعقد في نهاية مايو الجاري.

وقال فيرشينيين للصحفيين، أمس الأول: «تجري الجلسات المماثلة بشكل نظامي، وتتم مناقشة الأوضاع في سوريا في مجلس الأمن الدولي من وجهة النظر السياسية والوضع الإنساني على حد سواء. ومن المخطط أن تعقد الجلسة الجديدة في نهاية الشهر الجاري».

وردا على سؤال صحفي حول وجود خطط لإجراء عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب أفاد الدبلوماسي الروسي بأن روسيا ستواصل بالتعاون مع القوات الحكومية في سوريا استهداف الإرهابيين في إدلب، متابعا: «يدور الحديث حاليا عن الرد على هجمات الإرهابيين، ونرد بالتعاون مع القوات الحكومية على الهجمات الإرهابية».

وذكر أن هذه الأعمال تجري بالتنسيق مع تركيا.

هذا وأشار أيضا إلى وجود تقدم ملحوظ فيما يخص مسألة تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ونظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، أهمية تطبيق اتفاق التسوية في إدلب السورية على خلفية استمرار التصعيد في المنطقة. وذكرت الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وتشاووش أوغلو أجريا، مكالمة هاتفية بمبادرة من الجانب التركي حيث بحثا «التطورات الحالية في سوريا».

وأفاد البيان بأن «الوزيرين شددا على أهمية تنسيق جهود البلدين بهدف تطبيق المذكرة الخاصة بإرساء الاستقرار للأوضاع في منطقة إدلب لخفض التصعيد ومكافحة التهديد الإرهابي على أساس مبادئ سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها».

وأكد الطرفان، حسب بيان الخارجية، «التصميم المشترك على مواصلة العمل في إطار منصة أستانا في مصلحة تكثيف عملية التسوية السياسية، بالتوافق مع القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري».

كما أكد لافروف، عزم موسكو على مواصلة توجيه ضرباتها إلى الإرهابيين، الذين يقصفون قاعدة «حميميم» الروسية، في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية.