روضة الصائم

اســـــــتراحة - من تعظيم الله تعظيم ما يتصل به

08 مايو 2019
08 مايو 2019

اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -

إن الحقيقة التي ينبغي أن ترسخ في أذهاننا أنه بقدر معرفتك بالله يكون تعظيمك له ، والشيء الدقيق جدا أنه ما لم تعظم ربك فلن تكون مؤمنا ناجيا ، ويدل ذلك على قوله تعالى :» (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ ، إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ )..وهذا الذي ذكرته الآية آمن بالله ، لكن ما آمن به عظيما ، فإبليس آمن بالله تعالى خالقا حيث قال : « (خَلَقْتَنِي ) ، وآمن به عزيزاً فقال : ( فَبِعِزَّتِكَ ) ، وآمن باليوم الآخر حيث قال : (فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وعليك أن تتأكد أنه ما من خطأ تقترفه ، ولا طاعة تقصر فيها ، ولا عملٍ صالح تُضن به ، إلا سببه ضعف تعظيمك لله عز وجل .

قال ابن عباس: «مالكم لا ترجون لله عظمة؟ مالكم لا تعظمون الله حق عظمته؟

فالنطفة التي لا ترى بالعين ، وكذلك البويضة التي تشبه ذرة الملح ، هذان العنصران بعد تسعة أشهر يتكون منهما طفل ، بدماغه مئة وأربعون مليار خلية استنادية سمراء ، وبشبكية عينه مئة وثلاثون مليون عصي ومخروط ، وله عشرون مليون عصب شمي ، ومعدة ، وأمعاء وأمعاء دقيقة أو أمعاء غليظة ، ورئتان وعضلات ، وأنسجة ، ودم في أوعية ، وكليتان ..، في ظرف تسعة أشهر يكون طفلا سويًّا قال سبحانه وتعالى : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) ، قال تعالى : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)

وقد حكى القرآن عن بعض الناس قولهم: (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)

يخشون على مستقبلهم وعلى حياتهم، لأنهم أطاعوا الله! هل يمكن أن تسبب لك طاعة مالك السماوات والأرض فقرًا أو تجر عليك ضيقًا؟

أنواع الصبر

الصبر يعني أن تصبر على الطاعة ..

وأن تصبر على المعصية ..

أن تصبر على قضاء الله وقدره ..

هذا عنده بعض الأمراض ..

وهذا دخله محدود ..

وهذا علاقاته في عمله ليس كما يريد ..

ما من أحد يخلو من مشكلة ..

فلو أن الله عز وجل قدّر لشخص ألا ينجب ، فجعله عقيماً ..

فإن العقيم المؤمن ،يكون راضيا عن ربه ..

ولسان حاله يقول :

يارب لك الحمد ، هذا قدرك لي وأنا أقبل به ..

الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين .

حتى أنت يا بروتس ؟

ولد الإمبراطور الروماني الشهير ( يوليوس قيصر ) عام 100 ق م ، وهو ابن لعائلة رومانية أرستقراطية ، كان محبا للعلم منذ صغره حيث درس في اليونن والتي كانت آنذاك مركزا للعلوم ، وانضم إلى المعترك السياسي منذ بداياته ، حتى تولى حكم روما في العام 45 ق م ، يعتبر امبراطور روما يوليوس قيصر ) من أشهر الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ ، فقد أسس المملكة الرومانية بنفسه ، وكانت جميع القرارات الإدارية توضع بدكتاتورية مطلقة من قبله ، لكنه بنفس الوقت كان يسعى من خلال حكمه إلى تحسين ظروف معيشة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة ، كما أنه كان رؤوفا تجاه أبناء البلاد التي يفتحها .

كان لدى ( قيصر ) ابن بالتبني اسمه بروتس ، الذي أحبه وأصبح صديقا له وأعطاه كل أنواع الترقيات والعديد من المناصب والألقاب . وذات يوم من العام 44 ق م ، سمع يوليوس أثناء تواجده في مجلس الشيوخ جلبة في ردهات المجلس ، وإذ بمجموعة من الإنقلابيين يقتحمون عليه القاعة محاولين قتله، فحمل القيصر سيفه وقاتلهم بكل شجاعة وإذ به وهو في غمرة قتالهم أحس بخنجر غادر يغرسه أحدهم في جسده من الخلف . كانت الطعنة شديدةة وقاتله في ظهره ، وقد ظن لوهلة أن من فعلها هو أحد من هؤلاء الإنقلابيين ، ولكن حين التفت ليرى قالته كانت الصدمة أشد ألما من الخنجر نفسه ، فقد رأى آخر شخص يتوقع غدره ، إنه صديقه ونصيره والذي قام بتربيته .. بروتس !

نظر إليه قيصر بألم ثم قال جملته الشهيرة التي أصبحت مثلا يضرب في خيانة الصديق : حتى أنت يا بروتس ؟