1214010
1214010
المنوعات

الدراما الخليجية تكتسي ثوب القديم وتتنفس عبق الماضي

07 مايو 2019
07 مايو 2019

خلال الحلقات الأولى لعرضها الرمضاني هذا العام -

متابعة - شذى البلوشية -

بدأت القنوات الفضائية عرض أولى حلقات الدراما الرمضانية، وهو الموسم الحافل الذي يحظى بزخم كبير من المتابعات على المستويين الخليجي والعربي، وتحتل الدراما الصدارة في اجتذاب المشاهد على سواها من البرامج الأخرى، وهنا تكمن المهارة الفذة التي يجب أن يختارها صناع الدراما لابتكار عمل يستحوذ على أكبر عدد من المشاهدين.

إقبال وسبيكة، ولولوة الملا في دور نزهة، ومرام في دور لطيفة التي جاءت برفقة زوجها بشار الشطي (يوسف)، والذي كان على علاقة حب مع دلال، وهي التي تظل تحاول جذبه طيلة الوقت لا سيما أنها تحافظ على أناقتها وجمالها، وهو الذي جعل أحد موظفي مطار القاهرة يتلفظ عليها ببعض الكلمات التي أثارت غضب يوسف وبدأ الشجار بينهما، ولعلّ تبادل الحقائب بين لولوة وعدنان الذي يقوم بدوره خالد الشاعر، يعطي ومضة لبداية قصة حب مع تعاقب الأحداث. الوصول إلى سكن الطالبات كان أشبه بالحلم، فهناك ستتقاسم الفتيات الأحاديث والحكايا كما يتقاسمن الغرف، ورغم أن المشرفة حرصت على تعليمهن أدق التفاصيل استعدادا للقاء التعريفي إلا أن رؤية «التلفزيون» لأول مرة أثارت الاستغراب والدهشة لدى الطالبات، وبقت أعينهن محدقة في تلك الشاشة الصغيرة لوقت طويل.

اهتم المسلسل بجميع التفاصيل الدقيقة، من أزياء ومكياج واكسسوارات وسيارات وكاميرات وأثاث وأدوات أخرى محيطة، فكانت كلها تستعيد الماضي، وتأخذ المشاهد إلى تلك الفترة الزمنية التي لا يمكن فقدانها من التاريخ الخليجي، ولعل هذا أيضا ما تميز به مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» ورغم قصة الحب الشاعرية التي ستكون هي الحبكة الأساسية للمسلسل، إلا أن المشاهد القديمة واستعادة الماضي هي عنصر الجذب الأبرز للمشاهد، وهذا أيضا طابع مسلسل «الديرفة».

واختار منير الزعبي بداية مسلسله «موضي قطعة من ذهب» في حقبة زمنية قديمة، ولعلها أيضا هي عنصر جذب للمشاهد، ورغم أن الأحداث التالية ستتغير فيها الفترات الزمنية التي ستصل إلى الألفية، إلا أن بداية الانطلاق هي طابع القوة التي تحدد استمرار المشاهد لمتابعة العمل حتى حلقته الأخيرة أو لا. المسلسل بطولة «داوود حسين» الذي يقوم بأداء دور جمال، وهو الزوج القوي المتسلط، متزوج من «سبيكة» التي تؤدي دورها «نور الكويتية»، التي لا تملك في الدنيا إلا هذا الزوج، تنجب له طفلا ورغم محاولاته الدائمة الابتعاد عن زوجته وبقائه على مسافة ليست بالهينة، وكذلك بالنسبة للطفل، الذي ما كان ينتظره، وإنما أمله كان أن تنجب له زوجته الابنة «موضي» التي سيطول انتظاره لها دون أن يكتشف أحد السر خلف هذا الانتظار.

ولا يمكننا أن نقول: إن استعادة الماضي ونجاح الأعمال بصبغة القديم يمكن أن يلغي الجمالية الفنية التي تتضح في العمل الذي يعتمد على قصة وأحداث حديثة، فمسلسل «هدى حسين» هذا العام (أمنيات بعيدة) الذي اختارت فيه أن تلعب دورين اثنين، لطيفة وشريفة، وهما التوأمان اللذان تعيشان في عالمين مختلفين تماما، حيث تعيش لطيفة الثرية في بذخ وسط الخدم والحشم، بينما تقاسي شريفة الفقر برفقة أسرتها، ولعل ذلك كان واضحا في الحلقة الأولى من المسلسل حين هبت عاصفة رعدية وتساقط المطر غزيرا في المنطقة، كانت لطيفة تهنأ في بيتها الفخم تجلس بجانب المدفئة دون شعورها أن أختها في الجانب الآخر تقاسي ليلتها في محاولة لتحمي منزلها الصغير من الأمواج التي تدخل من كل حدب وصوب، وتعمل على إغلاق الفتحات التي بجانب الأبواب والنوافذ، وحتما ستأخذ الأحداث مسارا آخرا، وربما لن تظل الحال كما هي.

ورغم أن الغموض يلف بعض الأحداث الأولى للمسلسلات الخليجية إلا أنها ربما تنكشف بداية من الحلقات القادمة، وقد اختارت الأعمال كلا على حدة تفاصيل تبعث فيها مزيدا من القوة والتجديد، لاسيما مقدمة المسلسل الذي استطاعت بعض الأعمال أن تبتكرها بصورة جاذبة، كما أن الاستعانة ببعض النجوم الكبار في الدراما يكسبها مزيدا من القوة، ولا يخفى ما للقصة المشوقة المليئة بالجرأة والأحداث غير المتوقعة من أثر على جذب المشاهد.