1213487
1213487
العرب والعالم

جهود مصرية وأممية تنجح في وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة

06 مايو 2019
06 مايو 2019

غوتيريش يطالب الأطراف بضبط النفس -

عواصم -(عمان) نظير فالح- نظيمة سعد الدين (أ ف ب): وافق القادة الفلسطينيّون في قطاع غزّة على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في ساعة مبكرة من أمس، بعد اندلاع أخطر مواجهات منذ حرب عام 2014، بحسب ما أعلن ثلاثة مسؤولين مطلعين على المفاوضات.

ولم تشأ متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الاتفاق، وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنه لم يكن هناك إطلاق صواريخ من جانب الفلسطينيين أو غارات جوية إسرائيلية، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ورفعت إسرائيل صباح أمس القيود المفروضة على حركة المدنيين في محيط الحدود مع قطاع غزة.

وقد توسّطت مصر في الاتّفاق الذي دخل حيز التنفيذ الساعة 4:30 فجرًا (01:30 بتوقيت جرينتش) بحسب ما قال مسؤول في حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة وآخَر في حركة الجهاد الإسلامي اشترطا عدم كشف هويتيهما. كما أكّد مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه حصول الاتّفاق، وبدأ التصعيد السبت مع إطلاق مئات الصواريخ من غزة وردت إسرائيل بغارات جوية تواصلت الأحد.

وقتل 23 فلسطينيًا على الأقل، بينهم 9 نشطاء على الأقل ينتمون إلى حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، وأربعة في الجانب الإسرائيلي.

وتحيي إسرائيل الخميس ذكرى قيامها في 1948، وبدأ شهر رمضان في غزة أمس.

وقال المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي: إن اتفاق وقف إطلاق النار الجديد «تم بشرط أن يكون متبادلًا ومتزامنًا، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة».

وبحسب المسؤول الفلسطيني فإنّ من بين الخطوات «ستتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلا، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير».

وانتقد خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وبينهم أحد أعضاء حزبه «الليكود»، اتفاق وقف إطلاق النار.

ووصف رئيس هيئة الأركان السابق وخصم نتانياهو الرئيسي في انتخابات التاسع من أبريل، بيني جانتس الاتفاق بأنه «استسلام جديد أمام ابتزاز حماس والمنظمات الإرهابية».

وجاءت الإحصائية التفصيلية للتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة خلال يومي السبت والأحد، حيث ارتقى 23 شهيدًا، بينهم (3 سيدات و2 أجنة، ورضيعتان، وطفل)، وإصابة 154 مواطنًا بجروح مختلفة.

ويسود هدوء حذر مختلف مناطق قطاع غزة في أعقاب التوصل إلى هذا الاتفاق والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة والنصف من فجر الاثنين وتوقفت الغارات الإسرائيلية فيما توقف إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة أيضا.

وقال وسام زغبر مسؤول المكتب الإعلامي في الجبهة الديمقراطية إن الفصائل الفلسطينية ملتزمة بما تم التوصل إليه من اتفاق لوقف إطلاق النار عبر المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال برعاية مصرية.

وأضاف التزامنا مرهون بالتزام الاحتلال بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني واستكمال تنفيذ إجراءات تخفيف الحصار.

من جانبه أكد أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية سريان الاتفاق بدءًا من الساعة الرابعة والنصف على أن يكون الاتفاق متبادلًا ومتزامنًا.

وكشف أبو مجاهد أن الاحتلال حاول وضع مسيرات العودة ووقفها مجددًا على طاولة المفاوضات وهو ما رفضته الفصائل الفلسطينية.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش في مستوطنات غلاف غزة بدأ العمل على تخفيفها، في إشارة إلى عودة محتملة للهدوء بين الطرفين.

وقال موقع «يديعوت أحرنوت» الالكتروني: إن إسرائيل بدأت بإزالة الحواجز التي وضعتها قرب المناطق المحاذية للقطاع، كما عادت خطوط السكك الحديدة للعمل كالمعتاد.

من جهة أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأمنية الأخيرة في غزة، ومخاطر حدوث تصعيد خطير آخر ووقوع مزيد من الخسائر البشرية عشية شهر رمضان المبارك.

وحث بيان صحفي صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة،امس كل الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والتزام التهدئة على الفور والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية.

ويعمل منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط عن قرب مع مصر وجميع الأطراف المعنية لاستعادة الهدوء.

خاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب، ويثير التصعيد كل مرة مخاوف من اندلاع حرب رابعة، من جهتها، أعلنت كتائب القسّام الجناح العسكري لحماس، مقتل أحد قادتها حامد الخضري في غارة إسرائيليّة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه قتل الخضري في «ضربة موجّهة»، مشيرًا إلى أنّه «المسؤول عن تحويل الأموال من إيران إلى منظّمات إرهابيّة تعمل داخل القطاع»، وأعلن نتانياهو الأحد إنه أمر الجيش بـ«مواصلة ضرباته المكثفة على عناصر إرهابية في قطاع غزة».

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية مساء الأحد إنّ «العودة إلى حالة الهدوء أمر ممكن والمحافظة عليه مرهون بالتزام الاحتلال بوقف تام لإطلاق النار بشكل كامل»، وأضاف «دونَ ذلك، سوف تكون الساحة مرشّحة للعديد من جولات المواجهة».

وأُطلق نحو 690 صاروخا من قطاع غزّة في اتّجاه الأراضي الإسرائيليّة منذ السبت، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي أشار إلى اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية أكثر من 240 منها، وإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى تسببت الصواريخ بإطلاق صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل وإلحاق أضرار بمنازل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ردّ عبر استهداف دبّاباته وطائراته نحو 350 موقعًا عسكريًّا لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي، ومن المواقع المستهدفة ، نفق مخصّص للهجمات تابع للجهاد الإسلامي يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية، بحسب المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس وقد ودمرت العديد من المباني في مدينة غزة.

وندّدت تركيا السبت بتدمير مبنى في غزّة يضمّ مكتب وكالة أنباء الأناضول الحكوميّة جرّاء قصف للطيران الإسرائيلي.

وقالت وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزة إنّ 19 فلسطينيًّا على الأقلّ قُتلوا الأحد جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، بينهم تسعة نشطاء في حركتَي حماس والجهاد الإسلامي.

وأضافت الوزارة أنّ امرأةً حاملاً وطفلاً يبلغ من العمر 14 شهرًا هما في عداد القتلى الذين سقطوا الأحد، غير أنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إنه بناء على معلومات استخباراتية «نحن الآن على ثقة» بأن وفاة المرأة والطفل غير ناجمتين عن ضربة إسرائيلية.

وقال: إن «وفاتهما المؤسفة غير ناجمة عن سلاح (إسرائيلي) إنما عن صاروخ لحماس أطلق وانفجر في غير المكان المقصود».

وقالت الوزارة التابعة لحماس في ساعة متأخرة الأحد إن طفلا يبلغ من العمر أربعة أشهر في عداد القتلى الذين سقطوا الأحد، غير أنّ الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على ذلك.

والأحد أعلنت حماس وحركة الجهاد الإسلامي أن جناحيهما العسكريين استهدفا آلية عسكرية إسرائيلية بصاروخ كورنيت.

وقال كونريكوس إن آلية أصيبت بصاروخ كورنيت مما أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي.