1213219
1213219
المنوعات

عزيز عياشين.. حروفيٌّ جزائريٌّ من طينة محمد خدّة

06 مايو 2019
06 مايو 2019

الجزائر «العمانية»: يُحاول الفنان التشكيلي عزيز عياشين أن يشقّ طريقه بثبات في مجال الحروفية التي اتّخذها سبيلا فنيّا خاصّا به، سواء تعلّق الأمر بالتقنيات أو بالمواضيع التي تتناولها أعماله. وتنطلق لوحات هذا الفنان المنحدر من ولاية الشلف (غرب الجزائر) من فكرة التعلُّق بكلّ ما هو موروث ثقافي وحضاري عربي وإسلامي، وهذا ما يمنحها نكهة بصرية مفارقة للكثير من الأعمال الحروفية التي أبدعها مجايلوه.

ويؤكد عياشين لوكالة الأنباء العمانية أنّه لم يدّخر جُهدا في سبيل تطوير مهاراته الفنيّة، منذ تخرُّجه من مدرسة الفنون الجميلة بولاية مستغانم عام 2005، حيث كان حصوله على شهادتي التعليم الفني العام، والشهادة الوطنية للفنون الجميلة (اختصاص رسم زيتي)، بمثابة تأشيرة مروره إلى عالم الرسم من أوسع أبوابه. وبفضل أعماله التي أنجزها خلال السنوات التي أعقبت تخرُّجه، نال عياشين فرصة عرض تجربته في تونس، والإمارات العربية المتحدة، وتايوان، وإسبانيا، إضافة إلى مشاركته في معارض فردية وجماعية داخل الجزائر.

ويرى هذا الفنان أنّ أعماله لا تنتمي إلى الحروفية بالشكل المتعارف عليه للحروفية، فهي تمزج بين العمارة التقليدية والحروفية، وتعتمد على استثمار الجانب الصوفي والإيحائي من خلال استخدام الأساطير والحكايا والخرافات المتداولة في الموروث الشعبي. وتشترك أعمال عياشين في كونها تعتمد على التجريب أسلوبا، حيث يعتمد هذا الفنان، بالنسبة لخامات الألوان المستعملة، على الألوان المتوفرة في شكل مسحوق، فيقوم بمزجها بالماء ليستخلص منها ما يحتاج إليه، كما يستخدم الرمل وغراء الخشب لإنجاز أعماله الفنيّة.

وتعبّر تشكيلة الألوان (الأسود، والبرتقالي، والأحمر، والأصفر، والأصفر الترابي) التي تحضر بقوة في لوحات عياشين، عن البيئة الإفريقية، بحكم أنّ الجزائر تنتمي إلى هذا الفضاء الجغرافي، وهذا ما فرض عليه أن يُحاكي هذه البيئة، وقد تكون المحاكاة تمّت بشكل لا شعوري، ذلك أنّ الفنان كثيرا ما يتناغم مع مجاله المعيشي تلقائيّا. أمّا اللّونان الأزرق والأخضر المائل إلى الزرقة في لوحات عياشين، فهما انعكاسٌ للانتماء إلى فضاء البحر الأبيض المتوسط.

وتتكرّر في أعمال الفنان بعض الكائنات الحية والأشكال مثل الأسماك، والنخيل، والأقواس، والدوائر، والقباب، وذلك للتعبير عن جانبين؛ أولهما الجانب المعماري الموجود في الجزائر، وثانيهما الجانب الصوفي، حيث نجد في الأعمال نفحات من التصوُّف الفني الذي له دلالاته في فلسفة الفن الإسلامي. وبالنسبة لرأيه حول فن الحروفية في الجزائر، يعتقد عياشين أنّ الحروفيين الجزائريين موجودون، غير أنّ الخلل يكمن في الجوانب التقنية المتعلّقة بالألوان، ونقص التوجيه في مجال المواد المستعملة، بينما تتوفر للفنانين في أوروبا مثلا، محابر خاصة بالورق، والألوان، وبقية المواد المستعملة في العملية الفنيّة.

وعلى الرغم من تلك المعوقات، فهو يرى أنّ الحروفيين من الجيل الحالي أضافوا الكثير إلى ميراث الحروفية في الجزائر الذي وضع أسسه الأولى محمد خدّة. كما يرى أنّ فن الحروفية في الجزائر، تطوّر بشكل لافت، إذا ما قورن بالإمكانيات المتوفرة، وتمكّن من شقّ طريقه نحو العالمية، في ظلّ غياب قاعات عرض ذات مستوى دولي، أو عربي على الأقل، تقوم بتقديم تجارب الفنانين الحروفيين إلى الجمهور الواسع.