روضة الصائم

سارة نيكبونكا: احترام عائلتي الجديدة رغم اختلافي عنهم في الدين والعرق دفعني لاعتناق الإسلام

06 مايو 2019
06 مايو 2019

أكدت أن قرار قدومها للسلطنة عرفها على روح الإسلام -

حاورتها: رحمة الكلبانية -

تكمل سارة نيكبونكا هذا الشهر عامًا ونصف منذ اعتناقها للدين الإسلامي، لم تقرأ سارة عن الإسلام ولم يقنعها أحد الدعاة بذلك، ولم تتخذ قرارها هذا إلا بعد أن رأت الإسلام متجسدًا في أطباع من حولها بعد أن جاءت للعمل في السلطنة من بلدها الأم «أوغندا».

تقول سارة – 29 عامًا- : ما كنت أعرفه عن الإسلام سابقًا هو ما كنت أراه في قنوات الإعلام، ولم تكن تلك صورة ايجابية أو حقيقية البتة، وعندما علمت بأنني سأعمل في بلد مسلم أرتعبت بعض الشيء. ولكنني اليوم أحمد الله على قرار قدومي للسلطنة الذي عرفني على روح الإسلام الحقيقية وغير حياتي بأكملها.

الإسلام الحقيقي

كان سبب دخول سارة للإسلام هو تأثرها بالعائلة التي تعمل في خدمتها، والتي أحسنت معاملتها واعتبرتها فردًا منها فور وصولها إليها، حيث قالت سارة: لم أر في بلدي وبين الناس الذي يشبهونني الاحترام والتقدير الذي منحتني إياه عائلتي الجديدة رغم اختلافي عنهم في الدين والعرق والجنسية مما أثار دهشتي وفضولي لمعرفة منبع تصرفاتهم وأخلاقهم الحميدة هذه.

ومن هنا بدأت سارة بالسؤال والتحري عن الدين الإسلامي الذي يكفل للجميع احترامهم وتقديرهم بغض النظر عن أية عوامل أخرى. وقررت أخيرًا أن تنضم إليه، زفت هذا الخبر السعيد لأهل بيتها الذين رحبوا فورًا بقرارها وأخذوا بيدها لتحقيق أمنيتها واحتفلوا معًا بحياتها الجديدة.

يقول صالح الصبحي، رب الأسرة التي تعمل معها: لم يكن لنا تأثير مباشر على رغبة سارة في اعتناق الإسلام. جاءت إلينا لنساعدها لكي تصبح مسلمة وسعدنا بذلك كثيرًا، أخذنا بيدها للجهة المختصة وكان لهم دور كبير في تعليمها الفرائض والشعائر باللغة الانجليزية.

تقدير المرأة

لم يكن الاحترام والتعامل الحسن السبب الوحيد وراء إسلام سارة، حيث قالت: إن نعمة الحجاب وفرض اللباس الساتر على المرأة نعمة كبيرة على جميع المسلمات تقديرها وهي دافع كبير وراء دخولي لهذا الدين، ففي بلدي تتعرض النساء للتحرش بكثرة نتيجة لباسهن الذي لايحكمه دين أو قانون، أما الإسلام فقد راعى ستر المرأه وجعل لها احترامها في المجتمع. أحب الإسلام كثيرًا وأود لو أن باستطاعتي نشره في بلدي وكل مكان.

وحول قبول أهلها وأصدقائها في بلدها الأم بقرارها الجديد، قالت سارة: على غير المتوقع سعدت عائلي بخبر اعتناقي الدين الإسلامي، بل ورحب بعضهم بالفكرة كثيرًا.

إن ذلك يسعدني كثيرًا، ولكنني أخاف من الرجوع لأوغندا كمسلمة الآن لأنني أعلم بأن مجتمعي لن يتيح لي الفرصة لممارسة العبادات والفرائض كما أمارسها في عمان الآن.

تحديات ومصاعب

دخول سارة للدين الإسلامي غير أسلوب حياتها بالكامل، الأمر الذي لم يكن من السهل التعود عليه سريعا وبسهولة- كما ظنت هي في بادئ الأمر. تقول سارة: لا شك في أن قرار دخولي للدين الإسلامي كان من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي، ولكن ذلك لا يعني أنني لم أواجه أية صعوبات ومن أهمها تعلم اللغة العربية التي من غيرها لا يمكنني الصلاة أو قراءة القرآن كما أحب إلا أن هذا التحدي بات يتضاءل كل يوم بمساعدة عائلتي العمانية.

وأضافت: كانت أول تجربة صوم لي تحديًا حقيقيًا كذلك حيث لم أجرب من قبل مجاهدة نفسي ورغباتي الأساسية بهذا القدر ولكنها تجربة علمتني الكثير.

وأشادت سارة في نهاية حديثها بروح الجماعة والتعاون والإخاء الذي يربط أبناء السلطنة، وقالت: إن القراءة أو السماع عن الدين الإسلامي لم يحفزني بقدر رؤية معاملة الناس لبعضهم البعض وللآخرين هنا في السلطنة، إن ذلك يبعث في النفس الطمأنينة وأشعرني بالأمان بالرغم من بعدي عن أهلي وبلدي.