1211248
1211248
العرب والعالم

المقاومة الفلسطينية تمطر إسرائيل بعشرات الصواريخ ردا على جرائم الاحتلال

04 مايو 2019
04 مايو 2019

سقوط 6 شهداء و«فتح» تدعو المجتمع الدولي إلى لجم العدوان -

رام الله (عمان ) نظير فالح - وكالات

أطلق ناشطون فلسطينيون عشرات الصواريخ على إسرائيل فيما أدت ضربة جوية إسرائيلية إلى استشهاد طفلة وفلسطيني أخر أمس ، ليلحقا برفقائهم الأربعة الذين استشهدوا مساء أمس الأول مع تصاعد العنف عبر الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة لليوم الثاني.

وأعلنت إسرائيل أمس إغلاق معابر البضائع والأفراد مع قطاع غزة وكذلك منطقة الصيد البحري ويأتي التصعيد في حين تسعى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة للحصول على تنازلات إضافية من إسرائيل في إطار وقف إطلاق النار. وأعلنت إسرائيل أن نحو 90 صاروخا أطلقت من غزة باتجاه الدولة العبرية التي اعترضت دفاعاتها الجوية العشرات منها.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن قذيفة أصابت بأضرار منزلاً قرب مدينة عسقلان القريبة من الحدود مع غزة، لكنها لم توقع إصابات. وسقطت قذائف أخرى في أرض خلاء.

في حين دوت صفارات الإنذار تحذيرا من هجوم بالصواريخ في إسرائيل فهرع السكان إلى الملاجئ ولم ترد تقارير عن وقوع أي قتلى أو مصابين إسرائيليين بعد اعتراض الكثير من تلك الصواريخ.

وأكّد الجيش الإسرائيلي أنه رد بغارة جوية استهدفت قاذفتي صواريخ في غزة بينما قصفت دباباته عدة مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس الإسلامية. وقال مصدر أمني في غزة إن الضربات الإسرائيلية استهدفت على الأقل ثلاث مناطق في القطاع، وإن ثلاثة «مقاومين» أصيبوا بجروح. وأكدت وزارة الصحة في غزة أمس مقتل عماد محمد نصير (22 عاما) وإصابة عدد آخر من الفلسطينيين بجروح كما أكدت الوزارة أن طفلة تبلغ أربعة عشر شهرا قتلت في غارة جوية إسرائيلية أصابت منزل عائلتها شرق مدينة غزة.

وأفاد متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه سيجري مشاورات مع قادة أمنيين. ويأتي التصعيد في أعقاب اشتباكات الجمعة اعتبرت الأعنف منذ أسابيع بين الطرفين.

واستشهد أربعة فلسطينيين أمس الأول ، اثنان منهم في غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي على موقع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسط قطاع غزة، بعد إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباكات اندلعت أثناء تظاهرات أسبوعية عند الحدود بين القطاع وإسرائيل.وشيعت جماهير غفيرة في في غزة جثامين الشهداء الذين ارتقوا مساء أمس الاول وفجر أمس برصاص الاحتلال شرق القطاع، واستهدافه لموقع للمقاومة وسط قطاع غزة . وشارك المئات من المواطنين الفلسطينيين بموكب تشييع الشهداء، وسط هتافات تطالب المقاومة بالرد على جرائم الاحتلال .

بدورها، أدانت حركة «فتح»، العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي شهد تصعيدا خطيرا خلال الساعات الأخيرة، وحملت «فتح»، في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة، الحكومة الإسرائيلية ورئيسها نتانياهو مسؤولية هذا التصعيد، وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، مؤكدة ان هذه الجرائم لن تمر دون عقاب وملاحقة قانونية .

ودعت «فتح» المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم البشعة ووضع حد لها، مشيرة الى ان استمرار الصمت الدولي يشجع دولة الاحتلال على المضي قدما في سياسة إرهاب الدولة والإمعان في ارتكاب الجرائم والممارسات التعسفية بحق شعبنا في القطاع وكافة الأرض الفلسطينية المحتلة .

وأكدت «فتح» ان صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته سيقودان في نهاية المطاف الى هزيمة الاحتلال الإسرائيلي وجلائه عن الأرض الفلسطينية وشعبها، والى تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة في العودة والحرية والاستقلال.

فيما شددت حركة الجهاد الإسلامي الحليفة لحماس على أن «المقاومة تقوم بواجبها ودورها في حماية الشعب الفلسطيني والذود عنه ومستعدة للاستمرار في الرد والتصدي للعدوان إلى أبعد مدى (مكانا وزمانا)». وقال مصدر في الحركة إن مصر تبذل مساعي لتهدئة الوضع، مثلما فعلت في الماضي.

وقال عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم حماس في بيان أمس «المقاومة ستبقى حاضرة للرد على جرائم الاحتلال، ولن تسمح له باستباحة دماء شعبنا». ولم يذكر القانوع بوضوح ما إذا كانت حماس أطلقت صواريخ على إسرائيل.

وأعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن شن هجوم بإطلاق عدة صواريخ على مدينة عسقلان الإسرائيلية.

ومنذ سيطرة حماس على غزة في عام 2007 شنت إسرائيل ثلاثة حروب على القطاع. ومن المعتاد أن ترد إسرائيل على الصواريخ القادمة من غزة بتنفيذ ضربات جوية.

وقالت حماس في بيان يوم الخميس إن يحيى السنوار رئيس الحركة في غزة سافر إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن جهود الحفاظ على الهدوء على الحدود وتخفيف معاناة الفلسطينيين. ويعيش نحو مليوني فلسطيني في غزة التي تضرر اقتصادها بشدة بفعل سنوات الحصار علاوة على تخفيض المساعدات الأجنبية. ويقول البنك الدولي إن نسبة البطالة تبلغ 52 في المائة فيما يزداد الفقر. وتزعم إسرائيل إن الحصار ضروري لمنع وصول الأسلحة لحماس التي خاضت 3 حروب مع إسرائيل خلال السنوات العشر الماضية.

وقد يسهم عاملان في دفع إسرائيل للعمل على تهدئة الوضع سريعاً. فنتانياهو يخوض مفاوضات شائكة لتشكيل حكومته الجديدة بعد انتخابات أبريل، في حين تستعد إسرائيل لتنظيم مسابقة يوروفيجن الغنائية في تل أبيب بين 14 و18 مايو. ونظّم الفلسطينيون تظاهرات متكررة تخللتها مواجهات على طول الحدود بين غزة وإسرائيل على مدى أكثر من عام، مطالبين إسرائيل بتخفيف الحصار الذي تفرضه على القطاع. واستشهد نحو 270 فلسطينيا على الأقل بنيران القوات الإسرائيلية منذ اندلعت التظاهرات التي عرفت بـ«مسيرات العودة» في 30 مارس 2018، معظمهم عند الحدود. وقتل جنديان إسرائيليان خلال الفترة ذاتها.

وتوصلت نتائج تحقيق أممي صدر في نهاية فبراير إلى أن إسرائيل قد تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في ردّها على التظاهرات التي خرجت عند الحدود مشيرة إلى أن القنّاصين الإسرائيليين أطلقوا النار «عمدا» على مدنيين بينهم أطفال وصحفيون ومقعدون. وبينما رفضت إسرائيل نتائج التقرير، دعت حماس إلى محاسبة الدولة العبرية.