1211234
1211234
صحافة

الفرنسية: المهمة العصرية للنقابات العمالية

04 مايو 2019
04 مايو 2019

كافة النقابات الفرنسية تعتبر الأول من مايو، مناسبة عمَّالية صرفة، تسمح لها، على الأقل مرَّة واحدة في السنة، بالنزول إلى الشارع والتعبير عن غضب أومطالب. في عيد العمل والعمال، وكما في الأول من مايو من كل سنة، تدعو النقابات العمَّالية الأوروبية كافة العمَّال في كافة المدن الكبرى، إلى المشاركة بالمسيرات الكبرى التي تنظمها بهذه المناسبة. في ألمانيا هذه السنة طالبت النقابات العمَّالية بابتكار اتحاد أوروبي أكثر تمسُّكاً بمجتمعاته ورفاهها وأمنها الاجتماعي.

في فرنسا، دخلت عناصر مشاغبة إلى المسيرات والمظاهرات وأفقدتها مصداقيتها و أهدافها فكان صوت الشغب والتكسير أقوى من صوت المتظاهرين العمَّال. في مدن عديدة من العالم حصلت مظاهرات بمناسبة الأول من مايو، وفي مدن كثيرة حصلت أعمال شغب. يومية الغرب الفرنسي صدرت في اليوم الثاني من شهر مايو وفي صفحتها الأولى سؤال عن التحديات الجديدة التي تواجه النقابات العمَّالية في عصرنا الحالي: هل ما تزال النقابات العمَّالية قادرة لوحدها على تمثيل القطاع العمَّالي و هل ما يزال بوسعها القيام بدور الرابط والوسيط بين أرباب العمل والعمال؟ إنَّ عالمنا الحالي غير مستقر و يخضع لتغيرات سريعة على صعد كثيرة منها بيئية و منها مناخية و منها تكنولوجية و منها اجتماعية وأخرى علمية. لقد برزت تحديات جديدة سياسية ومالية واقتصادية واجتماعية وتنافسية. كما برزت هيئات وتيارات اجتماعية وسياسية وفكرية باتت تستطيع بواسط التكنولوجيا المعاصرة المتطورة، أن تنافس النقابات وتجعلها تتعثَّر عند القيام بدورها الذي حدَّدته لنفسها منذ زمن بعيد. لكن، وعلى الرغم من كل هذه التغيرات، لا يزال العمل النقابي يتمتَّع بالمصداقية وهنا يكمن الفرق. تستطيع النقابات العمَّالية أن تكون رافعة اجتماعية لأوروبا أكثر محافظة على مجتمعاتها و اكثر انتباهاً إلى أمانها الصحي ورعايتها الاجتماعية. النقابات الفرنسية بالتحديد التي انقسمت على بعضها منذ منتصف القرن العشرين، عليها أن تتخلَّى أولاً عن خلافاتها الموروثة. لقد تغيَّر العمل و تغيَّرت الذهنية العمَّالية وعلى النقابات أن تأخذ بعين الاعتبار أن العمَّال سئموا من المواجهات التي لا طائل منها مع أرباب العمل. هم يتوقون اليوم إلى نظام عمل مرن وشامل. هم يريدون اليوم تنظيم عملهم بشكل ينصهر مع التأهيل العلمي والمحافظة على الصحة وضمان الشيخوخة. إنَّ المهمة العصرية للنقابات العمَّالية، بخاصة الفرنسية من بينها، تتجلَّى أولاً بالتخلي عن الانقسامات والمراهنة على إمكانيات التعاضد والتضامن كي تتوصل متَّحدة إلى تمثيل القطاع العمَّالي الذي بدأ يبتعد عنها.