صحافة

الألمانية: وساطة أوروبية بين صربيا وكوسوفو

04 مايو 2019
04 مايو 2019

منذ خمسة أشهر انقطع الحوار بين صربيا وكوسوفو حول الأراضي المتنازع عليها بين الدولتين. والاثنين الماضي انعقدت قمة مصغَّرة لدول البلقان بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. حضر القمة قادة صربيا وكوسوفو والجبل السود والبانيا ومقدونيا الشمالية وكرواتيا وسلوفينا والبوسنة-الهرسك. القمة انعقدت في برلين وناقش المجتمعون شؤوناً أمنية ومسائل تتعلق بتوسيع الاتحاد الأوروبي. قمة تحصل قبل شهر من موعد الانتخابات الأوروبية. لكن الأهم أنها حصلت بعد أن نشأت فكرة انعقادها، بعد القمة التي حصلت في باريس بين قادة ألمانيا والصين وفرنسا، في السادس والعشرين من مارس الماضي. لقد بدا للقادة الأوروبيين، أن الصين مهتمة جداً بالعلاقات التجارية مع دول البلقان، بخاصة وأن الصين تطمح لأفضل العلاقات مع هذه البلدان في إطار مشروعها التجاري الكبير «طريق الحرير». بالمناسبة، في الحادي عشر والثاني عشر من أبريل الماضي انعقدت في دوبرفنيك عاصمة كرواتيا، قمة كبيرة بين الصين و بلغاريا و كرواتيا و استونيا و اليونان والمجر وليتوانيا ولاتفيا وبولندا و رومانيا وتشيكيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وألبانيا والجبل الأسود والبوسنة-الهرسك. يومية در تاغشبيغل الألمانية اعتبرت في البداية أن القمة كانت مناسبة صريحة من قِبَل برلين لرفض الاقتراح الذي تقدَّمت به فيديريكا موغيريني و القاضي بإمكانية تبادل الأراضي بين الدولتين المتخاصمتين صربيا وكوسوفو. مفهوم أن تكون ألمانيا ضدَّ أي اقتراح يقضي بتبادل الأراضي بين صربيا وكوسوفو، ولو تحت شعار تصحيح ترسيم الحدود. يقال إن هذا التصحيح للحدود بين صربيا وكوسوفو سوف يلغي صفة الأقليات عن مجموعات من الشعوب، وستنضم هذه الأقليات الدينية أوالعرقية إلى الأكثريات العرقية او الدينية التي تعيش في الدول التي ستضمها. تخشى اليومية الألمانية كما حكومة ألمانيا أن تطالب أقليات أخرى في دول أوروبية عديدة أخرى بإعادة ترسيم حدودها كي تنضم إلى الأكثريات في دول أوروبية مجاورة. المثال الأبرز على هذه الحال يُلاحظ في المجر، وهي الدولة التي خسرت نصف أراضيها ونصف شعبها عندما تغيَّرت حدودها بعد الحرب العالمية الأولى. هذا التغيير في جغرافية وديموغرافية المجر لا يزال يلقي بثقله على كل سياسة المجر الخارجية وعلى كل سياسات دول الجنوب الأوروبي. يبقى أن قمة دول البلقان التي انعقدت في برلين، أقنعت قادة صربيا و كوسوفو بضرورة إعادة التواصل والحوار من أجل حل الخلافات وقبل الطرفان دعوة الرئيس الفرنسي لعقد اجتماع تحاوري يُعقد في باريس في يوليو المقبل. يأمل الرئيس الفرنسي أن يتمكن بوقت قريب من إقناع صربيا بالاعتراف باستقلال كوسوفو.