مدينة «قرطاج» .. مواقع أثرية ومهرجانات ثقافية

تونس، العمانية: مدينة «قرطاج» في تونس من المواقع الأثرية والتاريخية الشهيرة والمسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 1985م، وتقع في الشّمال الشّرقي من الجمهورية التونسية على بعد 15 كلم من العاصمة، يحدها من الشرق البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال مدينة سيدي بو سعيد ومن الغرب ضاحية المرسى.

وبحسب المؤرخين القدماء فقد أسست الأميرة الفينيقية (عليسة) مدينة قرطاج عام 814 ق م. حيث جاءت الأميرة من مدينة صور بلبنان، وسمتها مدينة «قَرْتْ حَدَشْتْ» بمعنى «المدينة الجديدة».

وتعرف مدينة «قرطاج» باختلاف مناخها المتوسّطي عن مناخ العاصمة «تونس» ويكون لطيفًا في الشتاء وباردًا في الصيف وهي مدينة سياحية يزورها ما يقارب من مليون سائح سنويًا.

وهذه المدينة لها أهمية بالغة في التاريخ التونسي لرمزيتها في الثقافة والحضارة والذاكرة التونسية، نظرًا لما شهدته من إشعاع ثقافي وأدبي طيلة فترات عديدة من التاريخ التونسي، وكان لها حضور مهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط وسواحل إفريقيا، واستطاعت الدولة (القرطاجنية) أن تنشئ حضارة لا تزال آثارها ماثلة في مناطق عديدة فضلاً عن مواقع أخرى على امتداد الساحل الإفريقي.

وتعتبر «قرطاج» كذلك من أقدم المدن التي تقع على حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث شهدت حضارة قوية خلال القرن السابع الميلادي غلب عليها الطابع الفينيقي، ورغم الدمار الذي تعرضت له خلال الحروب البونيقية فإن اسم مدينة «قرطاج» ورمزيتها لا تزال ماثلة في المخيلة الشعبية التونسية بعد مرور ما يزيد عن 28 قرنًا على إنشائها.

ولقرطاج تاريخ عريق فقد تم إطلاق اسم المدينة على أغلب المناسبات الثقافية الكبرى التي تشهدها العاصمة التونسية على امتداد فصول السنة، منها «مهرجان قرطاج الموسيقي الدولي» و«أيام قرطاج الشعرية» و»أيام قرطاج السينمائية» و»أيام قرطاج المسرحية» التي تعتبر من المهرجانات الثقافية المهمة في الوطن العربي بالنظر لعراقتها وتأثيرها الثقافي ونسب المشاركة فيها والاهتمام الإعلامي الدولي الذي تحظى به.

يقول مختار الرصاع مدير مهرجان قرطاج في دورته السابقة لوكالة الأنباء العمانية إن «مهرجان قرطاج الموسيقي» الدولي الذي بدأت فعالياته عام 1964م يعتبر من أعرق المهرجانات الموسيقية ويشهد خلال هذه السنة دورته الخامسة والخمسين، حيث يتسع مسرح قرطاج الذي يقع في ضاحية قرطاج التاريخية إلى 12000 متفرج، وتقام فعالياته من منتصف شهر يوليو إلى منتصف شهر أغسطس من كل عام.

أما مهرجان «أيام قرطاج السينمائية» فيعتبر أيضا من أقدم المهرجانات التي تعنى بالفن السابع في منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم، فقد أنشئ هذا المهرجان سنة 1966م ولا تزال دوراته منذ ما يزيد عن نصف قرن تشغل المهتمين بالسينما وتحظى باهتمام عشاق الشاشة الكبيرة في الوطن العربي والعالم.

وأوضح مختار الرصاع أنه منذ عام 2015م أصبحت «أيام قرطاج السينمائية» مهرجانًا سنويًا يقام أواخر شهر نوفمبر من كل عام، وبعد إنشاء مدينة الثقافة التونسية في العاصمة، احتضنت وبشكل سنوي فعاليات هذا المهرجان الكبير.

كما تعتبر «أيام قرطاج المسرحية» أيضا من أهم الفعاليات الثقافية العربية التي حملت اسم قرطاج، فقد أنشئ هذا المهرجان عام1983م، ويشهد خلال دوراته المختلفة مشاركة كثيفة من أهم الفرق المسرحية العربية والعالمية.

الجدير بالذكر بأنه توجد بمدينة قرطاج التاريخية العديد من المواقع الأثرية التي تجذب السياح لزيارة المدينة والاستمتاع بمناظر المعالم الأثرية الموجودة فيها، منها «متحف قرطاج « و»الحي البونيقي والفوروم» و«حمامات أنطونيوس» و«حي المنازل الرومانية».