أعمدة

عين على الثقافة المرورية :الشيخوخة تضرب بأطنابها شوارع مسقط

26 أبريل 2019
26 أبريل 2019

حمد بن سالم العلوي -

هذا الشيء السَّهل الذي يمكن إثباته، عندما تتحدث عن شيء يشاركك فيه كافة الناس، وخاصة سكان محافظة مسقط، فكلما ظننا أننا فعلنا معجزة بفتح وصلة قصيرة في أحد الطرق الداخلية، تفجرت أمامنا معضلة على الشوارع الرئيسية، وكلما يممت وجهتك إلى مكان في محافظة مسقط، هُيئ إليك إن الزحمة تكمن فقط في مكان تواجدك أنت، حتى إن شارع مسقط السريع لم يعد كذلك، رغم إنه لم يكمل عشر سنوات من عمره غير المديد، ففي وقت الذروة ستجده متوقفاً، وقد تكون في الجهة المقابلة، وستمر على سيارات متوقفة بما يزيد على عشرة كيلومترات، والعلة تكمن في الروافد التي تدخل عليه، وفي المقابل لا تجد المنافذ الكافية للخروج منه وفي المكان المناسب، فتنتقل الزحمة منه إلى شارع آخر، ويضاف إلى ذلك عدم كفاية ثلاث حارات لتنقل الحركة من المحافظات إلى مسقط .. والعودة كذلك، ولن نتحدث عن الشوارع الداخلية ومنها رئيسية، وإلا لن تكفي عشرة مقالات.

فالجهة التي كانت رائدة في شق الطرق وتحديثها، أمست وكأنها غادرت المكان إلى مكان آخر لا نعرف عنه شيئاً، فلا نشعر بوجودها إلا في قبض الرسوم، عندما نحتاج إلى خدمات مشروطة، ومن خلال وضع العقد التي أسميت ضوابط، بحيث لا ترى إلا عبارة الممنوع وغير المسموح، إلا اليسير منه، فاصبح لا يستطيع (مثلاً) عمل مظلة يقي بها سيارته من حرقة الشمس، أو من رطوبة الشتاء، التي تسرع في استهلاكها إلا برسوم .

لقد تخلَّى ذات مرة في زمن سابق، أحد المسؤولين عن مشروع ازدواجية طريق برج الصحوة بدبد، وعندما سُئل، لماذا تتخلَّى عن مشروع ضمن اختصاصك، قال للسائل إن المصلحة العامة أولى من التمسك بالاختصاص، واردف قائلًا؛ إن الجهة الأخرى ستكون أسرع في تنفيذ المشروع، كون (فلان من الناس رئيسها) ومرجعيتها، فأصبح اليوم الأمر مختلفاً، فإنها هي صاحبة المشاريع الحيوية المنجزة وبالسرعة المعقولة، إذن العبرة تكمن في الأشخاص، وقدرتهم على إدارة المشاريع الجادة، وتحقيق أهداف المؤسسة التي يتولونها، ذلك ما أثبته واقع الحال اليوم.

- أعلم أخي السائق: {إن السياقة .. فن .. وذوق .. وأخلاق، وأنك أنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها، وعليك أن تتجنب أخطاء الآخرين}.

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.