1201930
1201930
المنوعات

شباب غزة يبحثون عن الفرح والعمل مع «دمى المسرح»

25 أبريل 2019
25 أبريل 2019

غزة- «الأناضول»: في إحدى قاعات مؤسسة «البسمة» للثقافة والفنون بمدينة غزة، التي تعيش على صفيح ساخن، وفي توتر مستمر، كان هناك ثمة من يبحث عن الفكاهة والفرح والحياة، والعمل أيضا.

فقد علت أصوات الموسيقى والغناء، وتراقصت «دمى المسرح»، زاهية الألوان. وتدرب مؤسسة «البسمة»، الشباب، على صناعة وتحريك «دمى المسرح»، ذات «الفم الكبير».

فؤاد بنات (٢٩ عاما)، أحد المشاركين بدورات التدريب على صناعة وتحريك الدمى، يقول إنه التحق بها، «تلبية لشغفه بالفنون والمسرح، وللبحث عن عمل أيضا».

ويضيف بنات لمراسلة وكالة «الأناضول»:« بناء على مقولة: (أعطني مسرحا، أعطيك شعبا عظيما)، شاركت في هذه الدورة».

وأضاف مستدركا:« كما أنني أحب الفنون كثيرا والمسرح، وشاركت في أعمال مسرحية سابقة، لكن هذه المرة الأولى التي أشارك بها في هذا المجال»، وتابع:« التدريب كان رائعا جدا، حيث تعلمت صناعة دمى المسرح وتحريكها أمام الجمهور».

ولم يكن لدى «بنات» خلفية عن تلك الصناعة كما يقول، والآن أصبح قادرا على ذلك ويستطيع تنفيذ عروض مسرحية أيضا.

واختار بنات الذي يقول إنه يتقن الرسم التشكيلي، تعلّم هذا المجال للبحث عن فرصة عمل.

ولم يحالف الحظ الشاب خريج قسم «الأحياء الدقيقة» قبل ٦ سنوات، في الحصول على وظيفة.

وأردف:« قررت توظيف هوايتي في البحث عن وظيفة، ولو بأجر بسيط، من أجل توفير بعض المال لي».

الشابة ترنيم المدهون، إحدى المشاركات في الدورة تقول لوكالة «الأناضول»:« أنا أشارك في تدريب الأطفال على الرسم في العديد من المؤسسات، وأحببت تعلم صناعة الدمى وتحريكها، لكسر رتابة التعليم».

وأردفت خريجة قسم الفنون الجميلة:« الأطفال دائما يقولون إنهم لا يعرفون الرسم، لذلك فهذه الدمية ستكون أسهل في التواصل معهم وتعليمهم».

وأشارت المدهون (٢٩ عاما) إلى أنها تعلمت « كيفية التعامل مع الدمية، حتى لا تكون جافة أو صلبة، إنما تظهر وكأنها شخص حقيقي».

من جهته، يقول ناهض حنونة، المخرج والفنان المسرحي، ومدرب صناعة الدمى:« إن هذا المشروع يهدف لتعليم المشاركين على كيفية صناعة وتحريك الدمى، لتكوين فريقين من الشباب والفتيات».

وأضاف:« سيكون بإمكان الفريقين العمل مع رياض الأطفال والمدارس والمؤسسات والجمعيات».

وأشار حنونة إلى أن هناك رغبة كبيرة لدى الشباب المشاركين في تعلم هذا المجال، «خاصة في ظل البطالة والفقر، يحاولون إيجاد سبل عيش لهم، وآخرين منهم يريدون تطوير مواهبهم».

ولفت إلى أنه تقدم للدورة ١٧٠ شابا وفتاة، تم اختيار ٢٠ منهم بعد خوضهم اختبارا ومقابلة شخصية، وأنتج كل مشارك ٣ دمى، من تصميمه الشخصي، ووحي أفكاره، وتابع حنونة:« تعلم المشاركون كيفية تحريك الدمى، وإعطائها الروح والحياة؛ لكي يشعر الأطفال أنها حقيقة ويحبونها».

ودخل فن «دمى المسرح ذات الفم الكبير»، للقطاع قبل نحو ٥ سنوات، وفق حنونة، وأوضح:« لقد تواصلنا مع فنان في مدينة القدس، في ذلك الوقت، وزار القطاع وأجرى تدريبا لنا في هذا المجال الفني».

وتصنع هذه الدمى من الإسفنج والغراء (مادة لاصقة) والأقمشة، حسب حنونة.

ويعيش نحو ٢ مليون فلسطيني، في القطاع، تحت ظروف اقتصادية صعبة للغاية، خلفها الحصار الإسرائيلي، المفروض على غزة منذ ما يزيد على ١٢ عاما.